"القطامي" للخطباء: تابعوا الصحف والإنترنت لمعرفة هموم المجتمع

عبدالله النحيط- سبق- الرياض: أكد عضو هيئة التدريس بكلية المعرفة إمام وخطيب جامع الأميرة لطيفة بنت سلطان بن عبد العزيز بالرياض، الشيخ ناصر بن علي القطامي، الدور المهم الذي تقوم به الخطابة المنبرية في تعزيز قيم النزاهة ومكافحة الفساد، وطالب بإعطاء المزيد من الصلاحيات لـ"نزاهة" للتشهير بالمفسدين والمتلاعبين والمختلسين من المال العام، الذين لا يراعون حرمة الله ولا حرمة الوطن.

 

جاء ذلك في حلقة برنامج "نزاهة" الذي تنتجه الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بالتعاون مع هيئة الإذاعة والتلفزيون، واستضافت فضيلته عبر حلقة بعنوان "دور الخطابة المنبرية في تعزيز قيم النزاهة ومكافحة الفساد".

 

وأثنى القطامي على "نزاهة" لرعايتها هذا البرنامج الذي يُعد مبادرة مهمة لتوعية الجمهور والمجتمع ضد الفساد، ودعا إلى التوسع في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي (يوتيوب وتويتر وانستجرام) في مكافحة الفساد؛ لما لها من دور مهم في مساعدة الإعلام التقليدي.

 

وأكد دور الداعية الكبير في توعية المجتمع، مبيناً أن الدعوة ليست قاصرة على المشايخ والعلماء وطلبة العلم، إنما مفهومها أشمل وأوسع؛ فالمواطن العادي والتاجر والطالب وكل إنسان داعية، وهذا مأخوذ من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "بلغوا عني ولو آية". وتطرق القطامي إلى ما أكده الطلاب المبتعثون في أوروبا في إحدى سفرياته، بأنهم سفراء لدينهم ووطنهم، شاؤوا أم أبوا؛ فكل ما يقومون به إيجابياً أو سلبياً انعكاس للدين والوطن؛ ولا بد أن نستشعر ذلك الأمر.

وقال إمام وخطيب جامع الأميرة لطيفة بنت سلطان: إن الإفساد في الأرض ليس له لون ولا طعم ولا رائحة؛ فهو متعدد باختلاف الزمان والمكان، وقد دعا الشرع الحكيم إلى عدم الإفساد في قوله تعالى {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}.

 

وشدَّد على دور ولاة الأمر في متابعة أحوال الناس في أخلاقهم وبيعهم وشرائهم، اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخلفائه الراشدين.

 

وأوضح القطامي أن المسجد كان مقر القيادة العليا في عهد النبوة، وأن المنبر كان بمنزلة وزارة الإعلام، وقد استشعرت دولتنا المباركة هذا الدور فأقامت في السجون المساجد، ودعت إليها العلماء والدعاة، ومن يحفظ القرآن تسقط عنه نصف المحكومية.

 

وطالب الخطباء بتنمية مهاراتهم؛ حتى يستطيعوا إرسال رسائلهم بإيجاز، وينوعوا في وسائلهم، ويراعوا حسن الاستهلال ولغة الإشارة والقصص المعبر والتحضير المسبق لخطبهم، وألا يعتمدوا على الخطب المعلبة المأخوذة من الإنترنت، وأن يتحدثوا عن هموم المجتمع، فعندما يشعر المتلقي بأن الخطيب يتحدث عن همومه سيتفاعل معه، ولن يشرد ذهنه في الخطبة.

 

ودعا القطامي الخطباء والدعاة إلى متابعة الصحف والإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي والهاشتاقات لمعرفة هموم المجتمع، وقال: إن على الخطيب أن يلملم أوراقه، ويحصر صور الفساد التي تنتشر أو ربما تنتشر، كالفساد والرشوة والتأخر عن العمل. وبيّن أن الخطيب لا بد أن يعايش هموم المجتمع ومشكلاته.

 

يُشار إلى أن البرنامج يبث مساء يوم الاثنين من كل أسبوع بعد صلاة المغرب بتوقيت مكة المكرمة، ويأتي بوصفه أحد الأساليب التوعوية والتثقيفية التي تنتهجها هيئة مكافحة الفساد انطلاقاً مما تضمنته الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد من أهمية توعية الجمهور ضد الفساد، وتعزيز السلوك الأخلاقي.