رمضان في "بلاد التنين".. فتح كبير وأباطرة دخلوا الإسلام ونشروه في أقاصي آسيا

تعايُش كبير للمسلمين مع القوميات الأخرى
رمضان في "بلاد التنين".. فتح كبير وأباطرة دخلوا الإسلام ونشروه في أقاصي آسيا

سجَّلت كتب التاريخ أول اتصال بين الحضارتين الإسلامية والصينية، وتحديدًا في هضبة التبت في الغرب الأوسط من الصين، ولها حدود مع مقاطعات قانسو، وسيتشوان، والتبت، وشينجيانغ؛ وبالتالي تمتاز (تشينغهاي) بموقعها الفريد والكثير من المناظر الخلابة، ومنها ينبع أحد أشهر أنهار الصين، المعروف باسم (النهر الأصفر)، ثاني أطول أنهار الصين بعد نهر (يانغتسي)، وسادس أطول أنهار العالم، إضافة إلى عدد آخر من الينابيع النهرية؛ وهو ما شجَّع سكان الإقليم على العمل التقليدي في الزراعة، وتربية الحيوانات، ولاسيما الخيول.

ويمتد تاريخ المقاطعة إلى ما قبل آلاف السنين، وعلى مدار تاريخها تعرضت للعديد من الهجرات، وانتشر الإسلام تدريجيًّا وعلى مدار قرون عديدة في بعض مناطق هضبة التبت، التي أصبحت سوقًا للتجارة الصينية والأجنبية والإسلامية.

ويعيش المسلمون الصينيون من قوميات "هوي"، و"سالار"، و"دونغشيانغ"، و"باوان" في تلك المقاطعة جنبًا إلى جنب، التي تمثل البوابة الشرقية لهضبة التبت، والمكان الوحيد الذي يمر عبر الهضبة القديمة.

وشهدت المقاطعة توسعًا كبيرًا للوجود الإسلامي نتيجة تدفق الكثير من الفرس والعرب على المقاطعة، وهم يمثلون النواة الأولى لأسلاف قومية (هوي) في المدينة.

ولم يكن الإسلام في مدينة (شينينغ) بعيدًا عن المدن الصينية الأخرى التي سبقتها للإسلام؛ فلقد زارها الكثير من علماء ودعاة مسلمي الصين من المناطق والمدن الصينية المجاورة.

ويعد المسجد الكبير هو الأكبر في مقاطعة (تشينغهاي)، ويتسع لأكثر من (5000) مُصلٍّ، لكن عادة يكون المصلون أكثر في أوقات الأعياد الإسلامية؛ ففي تلك الأوقات يزدحم المسجد بالمصلين، وتصبح الشوارع المحيطة مليئة بالمصلين، كما أن مسجد (دونغقوان) هو واحد من أكبر أربعة مساجد في شمال غرب الصين.

وبمزيد من النفحات الروحانية يستقبل المسلمون شهر رمضان الكريم في كل بلد ودولة بعاداتها وتقاليدها الخاصة، فيما يستقبل المسلمون في الصين شهر رمضان، أو كما يطلق عليه الصينيون اسم "باتشاي"، بتقاليد وعادات مميزة؛ إذ تحرص المطاعم الإسلامية خلال الشهر الكريم على تقديم الحلوى الرمضانية المشهورة في الدول العربية، مثل الكنافة والقطائف، إضافة للحلوى الصينية.

ويحرص المسلمون في الصين على حضور الدروس الدينية بالمساجد. ومن أبرز مظاهر شهر رمضان في الصين تنظيم مأدبة الإفطار الجماعي من أجل زيادة الروابط بين المسلمين في المجتمع.

وتعتمد أغلب الأطباق بالمائدة الرمضانية بشكل أساسي على الأرز المسلوق، ولحم الضأن المشوي؛ فهما من أبرز الأطعمة المشهورة بين مسلمي الصين خلال شهر رمضان.

وتمتلئ المساجد في صلاة التراويح بالمصلين، وتكثر دروس التوعية الدينية بين الركعات. وفي العشر الأواخر تتزايد الأعداد للاحتفال بليلة القدر؛ إذ يكثرون فيها الصلاة وقراءة القرآن الكريم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org