قال عضو برنامج الأمان الأسري الوطني والباحث الاجتماعي عبدالرحمن القراش إنّ المراقب للشأن العربي منذ بداية خريفه عام 2011م يتيقن أنه المنطقة الوحيدة في الكون المليئة بالاضطرابات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، بل الفاقدة للاستقرار الأمني الذي انعكس على قيمة الإنسان ووجوده، فأًصبح متشرذماً في أقطار الدنيا يبحث عن وطن يؤويه، بينما لو نظرنا إلى دول الخليج العربي وخصوصاً السعودية لوجدناها خارج إطار هذا المنظور العالمي؛ لما تتمتع به من استقرار كامل وانسجام تام بين القيادة والمواطن.
وأضاف "القراش" في حديثه لـ"سبق" أنه لذلك لجأت الدكاكين الحقوقية عبر مواقع التواصل إلى نشر تقارير كاذبة توضّح انتهاكات لحقوق الإنسان في السعودية، (كاضطهاد المرأة، وادعاء الفقر، وعدم وجود الوظائف) وتصوير ذلك للعالم أنّه جريمة بشعة تمارسها الدولة ضد مواطنيها دون النظر للواقع الملموس الذي يتمتعون به، أو الوقوف عليه مباشرة، حيث استندت تلك التقارير المزورة على شهادة شباب وشابات غُــرِرَ بهم من قِــبل منظّمات وشخصيات معادية لزرع بذور الفتنة من خلال تأليب الرأي العام العالمي ضد وطنهم.
وأشار إلى أن تلك المنظمات استغلّت هذه القضايا الزائفة للتشهير بالسعودية إعلامياً، وللأسف أنه كان بيد بعض أبنائنا ممن سعى خلف بريق (الوهم) الذي تروّج له بعض مؤسسات حقوق الإنسان في الخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فهرب إليها دون وعي بخطورة فعله، فاستغلت تلك المنظمات لتحريك المياه الراكدة ضد وطنه تحت شعارات متعددة، ولكن مع مرور الوقت أصبحت ادعاءاتهم (أسطوانة مشروخة) لا تسمن ولا تغني من جوع.
وعزا "القراش" ذلك لأمرين مهمين؛ وهما: أولاً: بطلان الدعاوى التي ينادي بها أولئك الشرذمة سواء كانت (دينية أو حرية أو طائفية أو معيشية)؛ لأنّ وطننا الغالي لم يدعُ في يوم من الأيام إلى التفرقة بين مواطن وآخر على أساس فكري أو مذهبي أو معيشي، بل الجميع سواسية في ظل القانون، بدليل أنّ كل من هاجر من أولئك الرعاع كان ذا وظيفة مرموقة، أو شهادة عالية، أو من أسرة ميسورة، وأنّ خروجهم لم يكن إلا طلباً للشهرة تارة، أو غسل الدماغ تارة أخرى، والقصص في ذلك كثيرة.
ثانياً: اكتشاف العالم مدى ضحالة أجندتهم وفقدانهم للأدلة على ما يدعون، فضلاً عن تضجّر البلاد التي آوتهم بسبب استعدائها للسعودية وعدم وجود رؤية واضحة للمهاجرين، ناهيك عن أنّ ما تقوم به السعودية من تقدم وتطور في كافة مجالات الحياة يجعل أقوال تلك الفئة غير صادقة للرأي العام العالمي.
وواصل: وعليه فإن أي صوت نسمعه ينادي بالعداء للسعودية ليس بجديد أو مستغرب، ولن يكون الأخير، فدعاة الضلال ما زالوا حتى اليوم يزينون لشبابنا هذه الفكرة عبر طرق مختلفة ووسائل متعددة تتطور بتطور الحياة، ولكن بفضل الله فإن المجتمع السعودي لديه وعي كبير بخطورة هذا الأمر فكانوا لهم بالمرصاد من خلال الرد عليهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
لذلك يجب أن يدرك جميع المُغرر بهم ممن هجروا وطنهم أنّ يديه لا تزال ممتدة لهم بالخير ممن يريد العودة، فمهما كانت المغريات والتصفيق حولهم، فهم مجرد أدوات تُستخدم ثم ترمى في النهاية على قارعة الطريق ولن يكون لهم حاضن بعد الله إلا وطنهم.
وأهاب "القراش" بأبناء وبنات السعودية أن يعلموا أنّ وطنهم مستهدف من جميع التيارات والمنظمات التي تخالف توجهاتهم وقيمهم ومبادئهم، وأنّ تلك الأضواء البراقة ليست إلا وهماً، فلا حرية ولا قيمة ولا أمن بلا وطن تنتمي إليه.
ودعا إلى ضرورة تضمين مناهج التعليم أولاً بعض المواد التي تسلط الضوء على تلك الممارسات وكيفية التصدي لها، وتكثيف الجهود من قبل الوزارات التي تهتم بالشأن الاجتماعي والفكري في نفس الموضوع ثانياً من خلال طرق وأساليب تتطور بتطور دعاة الضلال للتصدي لهم.