دفع ارتفاع أسعار "البصل" بعض المطاعم للاستغناء عن تقديمه ضمن طبق السلطة المقدم للزبائن، حيث بيّن عاملون فيها لـ "سبق" أن ارتفاع أسعاره يكبد أصحابها خسائر، خاصة وأن المطاعم تعتمد عليه بشكل كبير وبكميات كبيرة يومياً في الطبخ، وأطباق السلطة، موضحين أن أسعاره تضاعفت مرتين وثلاث مرات خلال الأشهر الماضية.
وقالوا إن "طبق السلطة خاصة في مطاعم الكبسة والأرز يقدم مجاناً دون طلب الزبون، ومع ذلك لا يفضله البعض"، مشيرين إلى أن بعض المطاعم فضلت التوقف وأخرى قللت منه؛ هرباً من الخسائر حتى تعود الأسعار إلى الانخفاض، بعد الارتفاعات العالمية التي شهدتها الأسواق".
وكانت الأسعار قد بدأت بالتراجع تدريجياً بداية من الشهر الحالي؛ حيث عزا متعاملون الأسباب إلى الإنتاج المحلي ودخول موسم زراعته، وقيام بعض الدول المنتجة له بإعادة النظر في تصديره، ومنها مصر، وسجلت الأسعار تراجعاً طفيفاً مقارنة بالارتفاعات الكبيرة التي شهدتها خلال الفترة الماضية، حيث بلغت معدل 25%.
وبينوا أن بعض الأنواع انخفضت أسعارها من 23 ريالاً للكيس "2 كجم" إلى 17 ريالاً"، وذكروا أن هذا السعر يبقى مرتفعاً نظراً لأن نفس هذا الحجم كان يباع في السابق في حدود 8 إلى 9 ريالات وأقل من ذلك، فيما اختفى "النوع الهندي" من بعض منافذ البيع.
وسجل الكيس الصغير حجم "أقل من 1 كجم" سعراً قدره 8 ريالات، وكان يبلغ قبل فترة وجيزة 13 ريالًا.
وخلال جولة لـ"سبق"، تم رصد غياب البصل الهندي، وهو أحد أسباب الأزمة؛ لأن الهند من أكبر الدول المنتجة والمصدرة في العالم، وقد ارتفعت الأسعار لهذا النوع متجاوزة 15 ريالاً للكيلوجرام، بعد أن قررت الحكومة الهندية فرض ضرائب تصل إلى 40% على تصديره.
وكان اتحاد الغرف السعودية قد أصدر بياناً أوضح فيه أن أزمة سلاسل الإمداد لمحصول البصل وارتفاع أسعاره في العديد من الدول مشكلة عالمية وليست حصراً على السوق السعودي.
وأكد أن السوق السعودي غير معرض لنقص المحصول من البصل، حيث بلغ إجمالي استهلاك المملكة منه (702) ألف طن في عام 2023، أسهم الإنتاج المحلي منها بنحو (365) ألف طن تشكل 52%، فيما تم تغطية العجز عن طريق الاستيراد من الخارج.
وبيّن أن ارتفاع أسعار البصل عالمياً أدى إلى عرقلة سلاسل الإمداد وانخفاض مستويات الإنتاج من الدول المصدرة؛ بسبب الظروف العالمية، مما أسهم في خفض واردات المملكة من البصل من بعض الدول.
وأكد الاتحاد سعيه بالتنسيق مع الجهات المختصة لمتابعة وفرة محصول البصل بالمملكة وتشجيع وتحفيز زراعته ومتابعة التعاقدات مع الموردين، إلى جانب توفير خيارات أخرى من الدول للاستيراد منها وتأمين حاجة السوق المحلي.