"الحارثي": نحتاج الحزم لنقتلع الشر وفعل المعتدي من مخارم المروءة

في أعقاب فيديو اعتداء شاب على امرأة بصفعها وسقوطها على الأرض
"الحارثي": نحتاج الحزم لنقتلع الشر وفعل المعتدي من مخارم المروءة
تم النشر في
فهد العتيبي- سبق- الطائف: طالبَ المستشار الأسري "عبدالله بن عالي الحارثي"؛ بوضع قانون صارم للعنف، ضد من يمارسه، وخصوصاً فيمن يعتدي على النساء، وذلك في أعقاب واقعة المرأة التي هزت الرأي العام، والتي تعرضت للضرب من قبل مواطن بصفعها في أحد أسواق جدة، كان تصوير بالفيديو قد وثق ذلك الاعتداء حتى تم ضبطه اليوم والإعلان عن ذلك رسمياً من قبل شرطة جدة .
 
 
وقال "الحارثي" لـ"سبق":
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي *** حتى يواري جارتي مأواها
هذا في الجاهلية، ومع تغير الزمن وضياع القيم والأخلاق عند البعض؛ رأينا في زماننا من يجر الحرائر من خُدُورِهِنَّ لِيَكُنَّ فريسةً، ومن إذا رأى النساء لم يكف عن ملاحقتهن بالنظر، والكلام، وبالفعل إذا قدر، حتى صار العقلاء يحذرون من إخراج أهليهم دونما مَحْرَم، وكذا صارت المرأة العاقلة تَحْذَر أن تخرج وحدها، من كثرة ما يرون اجتراء السفهاء على النساء.
 
وأضاف قائلاً: ما الذي حدث؟.. وما الذي تغير؟.. هل ذهبت الرجولة والشهامة والنخوة والعفة؟.. إلى عهدٍ قريب كان الناس في خدمة المرأة التي غاب زوجها في سفر، ومَنْ في حكمها، كانت في الصباح تضع عند الباب العجين، فيمر أحدهم فيأخذه فيذهب به إلى الخباز، ثم يعود به فيضعه أمام بابها ويمضي، فتخرج لتأخذه، وكان من الناس من يكون في خدمة زوجة صاحبه إذا غاب، فيقضي لها ولأبنائها كل ما يحتاجون؛ كيلا تضطر للخروج من بيتها.
 
وقال: ما حدث بالأمس من اعتداء شاب على امرأة في العقد الرابع من عمرها وصفعها حتى سقطت على الأرض، على مَرْأَى ومَسْمَع من الحضور الذين وقفوا في جانب المتفرج وهم يرونها تسقط على الأرض، وبغض النظر عن حيثيات المشكلة؛ فهل لو كنت موجوداً ستنتصر للمرأة؟! أم هل ستراقب من بعيد لترى نهاية الحكاية؟! 
 
وأضاف: وقد اختلفت آراء الجمهور في "تويتر" عن الموقف؛ فمنهم من وجه اللوم على الناس الذين لا يحركون ساكنًا، وقال: إنهم ذكور وليسوا برجال، وقال آخر: المرأة خرجت بدون محرم وتستاهل، وآخرون وجهوا اللوم إلى الشاب، وتمنى أحدهم أنه موجود، وأقسم أنه يعلمه كيف يعتدي على أنثى، والقليل منهم تكلم عن المرأة وأنها إنسانة سليطة لسان وأزعجته وأكيد ما في دخان بدون نار، وآخرون أشادوا برجال الأمن ووجودهم في السوق، ومجموعة تمنوا أن يكون رجال الهيئة موجودين لكان هذا الشاب ما تجرأ على ضربها، والبقية الباقية قالوا: إننا في بلدنا لا توجد قضايا مثل هذه، فلا تحجّموا الموضوع وأعطوه حجمه الطبيعي.
 
وأردف: إني أقول وبالله التوفيق: أولاً: خروج المرأة بدون محرم، وخصوصًا في أماكن الاختلاط بالرجال؛ يعرضها للأذى، ووجود المحرم يجعل لها رهبة وخوفاً من أي إنسان يقترب منها أو يؤذيها؛ ولهذا حث الدين على المحرم حمايةً لها وليس تسلطاً واستعباداً، ولأن الأنثى بطبيعتها ضعيفة وتحتاج للرأي والمشورة في كل أمورها، وخصوصًا عند خروجها للتسوق، وليس من المروءة أن تترك زوجتك أو أختك تخرج وتتسوق وحدها؛ لأنها قد تتعرض لإيذاء.
 
وأشار إلى انقسام الناس في خروج المرأة للسوق إلى قسمَيْن:
الأول: يقول: لا حرج في ذلك؛ لأن الأسواق الآن كلها تعجُّ بالنساء، بل نسبة النساء "90%"؛ فالمكان مأمون ووجودك أنت بين هذا العدد الكبير من النساء فتنة لك وخرْم لمروءتك.
 
والقسم الثاني:  يقول: لا يجوز شرعًا ولا مروءة أن تترك زوجتك وحدها في سوق لا يبيع فيه إلا الرجال؛ فهي تخالطهم وتبيع وتشتري معهم وربما تماكسهم في الأسعار... إلخ، والحل الوسط أن تخرج معها وتختار الأوقات التي يقل فيها ارتياد الناس للسوق- الصباح مثلاً- وتقضي لها كل ما تريد، وبذلك تأمن عليها من الاعتداء بإذن الله.
 
وبيّن: هذا بالنسبة للمرأة، أما بالنسبة لاعتداء الشاب فأكد "الحارثي" أن هذا الفعل من مخارم المروءة، وليس رجلاً من يضع قوته أمام ضعيف، فضلاً عن امرأة، سواء قريبة له أو بعيدة، وكذلك هذا ليس من الشرع الحكيم الذي حث على الرفق والرحمة ونهى عن الظلم والاعتداء، ولنا في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، في تعامله مع زوجاته، فلم يذكر عنه أنه ضرب طفلاً أو امرأة، بأبي هو وأمي.
 
واختتم حديثه بقوله: حتى لا تتكرر المأساة ويتطاول البعض على من لا حيلة له؛ يجب أن يقف المسؤولون موقفًا صارمًا لمن تسوِّل له نفسه الاعتداء على الضعيف والمسكين، وخصوصًا إن كانت لا ولي لها إلا الله، فهي إما مطلقة أو أرملة أو يتيمة، ويكون هناك نظام يتم إصداره لجميع الجهات وجميع طبقات المجتمع؛ حتى تسود الألفة والمحبة بين أفراد مجتمعنا ويأخذ كل ذي حقٍّ حقه، كذلك نحتاج الحزم والحسم حتى نقتلع جذور الشر ونبني بلدنا، فلا خير فينا إنْ لم نتعاون على نصرة المظلوم وإقامة العدل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org