فاجأت الحِرَفية السعودية الشابة ريهام حمد الحربي، زوار المعرض الدولي لمصممي المجوهرات بجدة، بورشة عمل مفتوحة لتصميم وتنفيذ المجوهرات مباشرة أمام أعين الحاضرين؛ لتصبح مثار اهتمام الجميع.
ووصف راعي الافتتاح الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز "ريهام" بـ"المبهرة"؛ حيث قدّمت تجربة فريدة من نوعها، تُعبر عن صورة غير تقليدية لشباب وفتيات الوطن.
وتَحَوّلت ورشة "ريهام" الصغيرة داخل المعرض الدولي الشهير بفندق الهيلتون، إلى خلية نحل، وباتت الأكثر جذباً للزوار؛ خصوصاً من الفتيات السعوديات اللاتي وقفن مبهورات وهي تُبدع قطع الذهب والمجوهرات وتُحَولها إلى أطقم رائعة بأناملها الرشيقة.
وانشغلت الشابة السعودية برسم التفاصيل الدقيقة على كل قطعة، غير عابئة بالأعين التي تراقبها، وكأنها تريد أن تبعث عشرات الرسائل لأبناء جيلها بأهمية العمل الحِرَفي اليدوي الذي سيصنع الفارق في رؤية الوطن 2030.
وتَوَقّف الأمير فيصل بن نواف بن عبدالعزيز راعي النسخة التاسعة من المعرض، أمام ورشة ريهام الحربي، وتابع إبداعاتها اليدوية، وقال: لقد قدّمت نموذجاً رائعاً للفتاة السعودية المبهرة، التي تمثل جيلاً واعداً يطمح لأن يشارك بسواعده في بناء وطن الحزم والعزم.
وأضاف: أكدت المرأة السعودية أنها ستضطلع بدور مهم في رؤية 2030، وستكون شريكاً رئيسياً في كل برامج التنمية، بعد أن أثبتت جدارتها في جميع الميادين، وبرهنت على نجاحها في قطاعات عريضة؛ ومنها ما شاهدناه في معرض صالون الذهب.
من ناحيتها، اعتبرت رئيس اللجنة المنظمة "هيا السنيدي" تجربةَ الحِرَفية السعودية أحد المكاسب المهمة للنسخة التاسعة للمعرض؛ حيث إنها المرة الأولى في تاريخ الفعاليات السعودية التي تظهر فيها ورشة عمل مفتوحة جنباً إلى جنب مع العروض الأوروبية والعالمية والعربية.
وقالت: نجحت "ريهام" في أن تقدم من خلال عملها البسيط نموذجاً رائعاً للفتاة السعودية التي تنحاز إلى العمل اليدوي الحِرَفي، وأتوقع أن تستفيد الكثيرات من الفتيات من تجربتها وتنضم إلى هذا القطاع الحيوي الذي يوفر فرصاً وظيفية عديدة للفتيات.
وعبّرت "ريهام الحربي" عن فخرها بأن تكون أول سعودية تعمل في صياغة المجوهرات في المعارض الدولية، وقالت: بدأت تصميم وتنفيذ الذهب والمجوهرات قبل خمس سنوات؛ حيث أثقلت هوايتي على يد إحدى المدربات الإيطاليات خلال دورة قُدّمت هنا في السعودية، وساهم شغفي وحبي لهذا المجال في تحولي السريع من الهواية إلى الاحتراف.
وأضافت: ذهبت إلى دورات بالخارج وتتلمذت على أيدي مصممين عالميين أمثال بيك سار، وجنجيز وبلتون، وبعدها تَحَوّلت إلى مدربة في هذا المجال، واستعانت بي جامعة دار الحكمة لتقديم ورشة عمل في تصميم وتنفيذ المجوهرات، وطبقت مع الطالبات تجربة عملية تعتمد على الممارسة اليدوية، مع تزويدها بمعارف فنية وتقنية.
وتعتبر الشابة السعودية إقامة معرض صالون المجوهرات في جدة، فرصةً استثنائية بالنسبة لها؛ دفعتها لأن تظهر للمرة الأولى بورشة عمل مباشرة، تقوم خلالها بشرح أسرار المهنة وفنونها الرائعة للزائرين للحدث الدولي.
وأردفت: التجربة تمثّل بالنسبة لي الكثير؛ فقمة التحدي أن تعمل أمام الجمهور وتظهر القطعة التي تصيغها بنفس الجودة والروعة التي جرى تصميمها بها، ولا شك أن الإشادة المتكررة التي أجدها من زوار المعرض، هي أكبرُ دافع للاستمرار في هذا المجال.
وكشفت عن رغبتها في تدريب الآلاف من بنات وطنها على العمل الحِرَفي في صياغة الذهب والمجوهرات، وقالت: من المهم أن تقتحم المرأة السعودية هذا العمل بشكل كبير؛ فهناك وظائف كثيرة ومغرية في هذا القطاع، والعمل فيها يروي شغف وحب المرأة بطبيعتها الأنثوية للمعدن النفيس.
وأضافت: أتمنى أن يكون هناك مشروع وطني لتعليم الفتيات هذا الفن الذي يساهم في إحياء تراثنا ويفتح الكثير من أبواب الرزق أمام بنات جيلي.