يبدأ هبوب رياح البوارح على دول الخليج عادةً مع نهايات شهر مايو وتستمر حتى مُنتصف يوليو، وهي رياح شمالية غربية من نشطة إلى قوية السرعة؛ حيث تهب نتيجة تعمق المنخفضات الحرارية على المنطقة مع تواجد مرتفع جوي شمال شبه الجزيرة العربية، وأهم ما تتميز به رياح البوارح هو نشاطها تدريجياً مع شروق الشمس لتبلغ ذروتها خلال فترة الظهيرة والعصر مما يؤدي إلى إثارة الغبار وتدني مدى الرؤية الأفقية أحياناً بالإضافة إلى انخفاض معدلات الرطوبة النسبية.
وبشكل غير مُعتاد، غابت هذه الرياح عن دول الخليج حتى انتصاف شهر يونيو، ويرجع ذلك إلى سلوك غير معتاد للغلاف الجوي وتوزيع الأنماط الجوية في المنطقة خلال الشهر الحالي، والذي تمثل باندفاع سلسلة من المُنخفضات الجوية الصحراوية "الخماسينية" لشرقي البحر الأبيض المُتوسط وبلاد الشام.
وتزامنت هذه الظروف الجوية مع ضعف في المُرتفع الجوي شبه المداري على شبه الجزيرة العربية "القبة الحرارية" واقتراب الأحواض العلوية الباردة، وهو ما تسبب في امتلاء ضغط المنخفض الجوي الحراري الموسمي وعدم تعمقه على النحو المُعتاد.
وأدى ذلك -بمشيئة الله- إلى عدم وجود اختلاف كبير في قيم الضغط الجوي "pressure gradient" بين شمال شبه الجزيرة العربية وجنوب شرقها، مما تسبب في غياب شبه تام لرياح البوارح الجافة، وفق موقع "طقس العرب".
وتُشير خرائط التنبؤات الحاسوبية مُتوسطة المدى إلى أن هناك تغيراً مُتوقعاً على الأنظمة الجوية في المنطقة خلال النصف الثاني من الشهر وبشكل مُطابق لما جاءت عليه النشرة الجوية الشهرية التي صدرت مطلع الشهر الجاري، ويتمثل ذلك في هبوب رياح البوارح على دول الخليج بشكل شبه يومي ويشمل ذلك الكويت وقطر والبحرين بالإضافة إلى شرق ووسط المملكة السعودية، مسببة حدوث موجات غبارية وتدني كبير في مدى الرؤية الأفقية في بعض الأيام.