التقى محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس إبراهيم بن عبدالرحمن العمر، برئيس مجلس إدارة شركة بيبسيكو العالمية ورئيسها التنفيذي رامون لاغوارتا، حيث ناقش الطرفان في مقرّ الهيئة بالرياض جملةً من المواضيع المتعلقة بالمناخ الاستثماري في المملكة ومن أبرزها الإصلاحات الاقتصادية التي قامت بها المملكة مؤخراً وتنامي جاذبيتها كوجهة مفضلة للاستثمارات الأجنبية.
واستعرض "لاغوارتا"، خلال اللقاء العلاقة التاريخية التي تربط شركة "بيبسيكو" وشركائها المحليين بالمملكة العربية السعودية ودورها الريادي فيها لأكثر من 60 عاماً. حيث استثمرت شركة "بيبسيكو" وشركاؤها المحليين خلال السنوات السبع الماضية، 11.4 مليار ريال سعودي. فيما نوه "لاغوارتا" لخطط الشركة الرامية لزيادة هذه الاستثمارات بنحو 6 مليارات ريال سعودي على مدار الخمس سنوات القادمة.
وخلال اللقاء، أشار محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس إبراهيم بن عبدالرحمن العمر إلى أن المملكة العربية السعودية مستمرة في توفير فرص استثمارية جذابة للمستثمرين الدوليين من خلال قيامها بإجراء برنامج تحوّل اقتصادي شامل، كما أشاد بتجربة شركة "بيبسيكو"، التي تمتد لأكثر من 60 عاماً في المملكة، استثمرت خلالها في الكفاءات العاملة السعودية ونقل المعرفة، مستفيدةً من الفرص المتنوعة في المملكة. كما نوه إلى أن شركة "بيبسيكو" تمثل نموذجاً مميزاً للشراكة المتبادلة والوثيقة التي تقوم على الابتكار والتنوع والنمو المُستدام".
من جانبه، قال رامون لاغوارتا رئيس مجلس إدارة شركة "بيبسيكو" العالمية ورئيسها التنفيذي: "نفخر بوجودنا في المملكة العربية السعودية منذ ما يزيد على 60 عاماً، وخلق فرص عمل لنحو 8000 موظف بنسبة توطين تتجاوز 40% في بعض وحدات أعمال الشركة.
وتابع: منتجاتنا تصنع محلياً بأيادٍ وطنية لتلبية احتياجات المستهلك السعودي. وباعتبارها من أهم الأسواق الاستراتيجية لبيبسيكو، فإننا نقدر أهمية علاقتنا طويلة الأمد مع شركائنا المحليين ومستهلكينا وموظفينا في المملكة. نحن على يقين بأن رؤية شركة بيبسيكو المتمثلة في "الفوز الهادف" ستستمر في كونها أحد المقومات الرئيسية الداعمة لنجاح الشركة في السوق السعودي إضافة إلى دعمها لأهداف "رؤية المملكة 2030" الطموحة. وسنعمل خلال العشر سنوات القادمة على تحقيق هذه الرؤية السعودية، بالعمل يداً بيد مع المواطنين السعوديين لتحقيق مستقبل أكثر ازدهاراً للمملكة.
وأضاف: تماشياً مع رؤية المملكة 2030، ركزت استراتيجية شركة بيبسيكو بشكل خاص على تمكين المرأة السعودية كإحدى أولوياتها، حيث أطلقت الشركة منصة "تمكني" لتمكين المرأة، حيث تقوم هذه المنصة بتقديم التوجيه والإرشاد وتوفير فرص التطوير المهني لهن. ومن خلال الشراكة مع منظمة إنجاز العرب، تعهدت مؤسسة بيبسيكو، الذراع الخيرية التابعة للشركة، بتقديم منحٍ بقيمة 700.000 ريال سعودي لدعم رائدات الأعمال السعوديات لإقامة مشروعات في قطاع الأغذية والمشروبات. وتعتزم شركة "بيبسيكو" استثمار مبلغ إضافي يقدر بنحو 1.8 مليون ريال سعودي في عام 2020؛ وذلك لتقديم المزيد من الدعم للمرأة من خلال مبادرة "تمكني".
وتابع: من المتوقع أن تقدم المؤسسة، خلال الأربع سنوات المقبلة قرابة 16 مليون ريال سعودي في برامج الدعم الاجتماعي وخاصة المتعلقة بتمكين المرأة والشباب. إضافة إلى دعم مشاريع للاستدامة تعنى بالمحافظة على المياه وإدارة النفايات البلاستيكية.
كما استعرض رامون لاغوارتا الممارسات الزراعية المبتكرة التي تتبناها الشركة في المملكة العربية السعودية في زيادة كفاءة استخدام المياه في الزراعة للبطاطس المزروعة محليًا مثل الري بالتقطير، إلى جانب ممارساتها الأخرى لتقليل استهلاك المياه في الزراعة.
ويعدّ جذب شركات القطاع الخاص عاملاً مهماً لاستمرار النمو الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، وقد أحرزت الهيئة العامة للاستثمار تقدماً كبيراً في سياق طرحها برنامجاً شاملاً لتسهيل الوصول بشكل أكبر إلى الفرص الاستثمارية في المملكة.
وفي أحدث تقرير لها حول مستجدات الاستثمار في المملكة العربية السعودية، أعلنت الهيئة العامة للاستثمار أن عام 2019 كان قياسياً على صعيد الاستثمار الأجنبي، حيث قامت أكثر من 1100 شركة دولية جديدة بإطلاق عملياتها في السوق المحلي، بزيادة نسبتها 54% مقارنة بالعام السابق وثلاثة أضعاف ما كانت عليه في عام 2017. وكشف التقرير أيضاً أن الاستثمار الأجنبي المباشر شهد نمواً في الأشهر التسعة الأولى من عام 2019 بنسبة 10% مقارنة بعام 2018.
وتعكس معدلات النمو هذه الزخم القوي الناتج عن مجموعة واسعة من الإصلاحات الاقتصادية التي جعلت المملكة تحتل المرتبة الأولى في العالم بوصفها الدولة الأكثر تقدماً وإصلاحاً وفق تقرير ممارسة الأعمال 2020 الصادر عن مجموعة البنك الدولي، حيث تقدمت 30 مرتبةً، بما يفوق أي بلد آخر.