أكدت منال المريطب، أستاذ التاريخ السعودي بجامعة الملك عبدالعزيز، أن النقلة الذهنية لمفهوم الوطن وأسس الانتماء التي زرعتها الدولة السعودية في نفوس أبناء تلك المنطقة شامة في جبين الدولة السعودية الأولى يحق لها أن تسجل بمداد من الفخر والاعتزاز.
وأشارت "المريطب" إلى أن يوم التأسيس شامة في تاريخ الوطن، ففي ٢٢ من فبراير عام ١٧٢٧م أسست الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، وانطلقت الدولة منذ ذلك التاريخ في ملاحم بطولية وإنجازات وحدوية شاملة؛ لتبني الوطن، وتعزز الوحدة في فضاء واسع يموج اضطراباً وتنافراً، فالمتأمل لحال الناس آنذاك يدرك جلياً أن مفهوم الوطن لم يكن حاضراً في ذهن أولئك القوم الذين لم يعهدوا الاستقرار ولم ينعموا بالوحدة.
وتابعت قائلة إن "الوحدة السياسية التي نجحت الدولة السعودية في تحقيقها لشبه الجزيرة العربية لم تتحقق إلا في العصور الإسلامية المبكرة".
مضيفة: "يمكن القول إن الدولة السعودية لم تبنِ المكان فقط بل بنت الإنسان وطورت وعيه الوطني والحضاري والاقتصادي، وعززت في ذهنه قيمة الوطن وثمرات الوحدة والاستقرار، فبات المواطن في ظلها هو المدافع والمناضل عن بلاده، وصفحات الصمود والمقاومة التي سجلها التاريخ لرجال الدولة السعودية الأولى أثناء قدوم الحملات الغازية تؤكد سمو الانتماء وعمق الولاء الذي اكتنف صدورهم واختلط بدمائهم".
وأوضحت أستاذ التاريخ السعودي، أن الحديث عن مراحل بناء الدولة السعودية وإبراز الجهود الوحدوية العميقة التي عملت عليها بخطى ثابتة هو في الوقت ذاته استحضار للعمق التاريخي والإرث الإنساني العريق لمواطنيها على كافة أطيافهم، وهو إدراك لقيمة الانتماء الذي يحمي الأوطان، واستدعاء الذاكرة التاريخية الوطنية في يوم التأسيس يزيدنا وعياً وإدراكاً لقيمة الوطن ومكتسبات المواطن، على حد قولها.