"بعدَ كلِّ محنةٍ منحة، وبعدَ كُلِّ ابتلاءٍ ارتقاء".. هكذا جسدت الشابة السورية المهندسة ديما كاتع هذه المعاني في حياتها ووقفت بشجاعة وإيمان لتواصل تحقيق أحلامها بعد أن فقدت قدمها اليسرى إثر قذيفة سقطت على منزلهم في محافظة إدلب.
وتفصيلاً، روت مهندسة التصميم الداخلي لـ"سبق" قصة إصابتها التي كانت نقطة تحول في حياتها قائلة: "فقدت قدمي اليسرى في عمر 18 عاماً بسبب قذيفة استهدفت منزلنا في إدلب، لكن إصابتي كانت دافعاً لي وقصة عزم ونجاح، محنة في طياتها منحة ربانية لأوصل بها رسالة بأن الله إذا ابتلانا بفقد شيء يعوضه بأجمل منه ".
وأضافت كاتع خلال مشاركتها في المعرض المصاحب الذي نظمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على هامش أعمال منتدى الرياض الدولي الإنساني الثالث والذي اختتم أعماله أمس في العاصمة الرياض: "أحمد الله وأشكره على هذه النعمة التي كانت حافزاً لي لمواجهة كثير من الصعوبات والتحديات لم أكن لأتخيل قدرتي على مواجهتها ".
وعن دور مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في الدعم والرعاية والتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين قالت بأن "المركز يعد من أكبر وأقوى الداعمين لنا ونحن نقدم لهم الشكر الجزيل على المبادرات الإنسانية وإنقاذ حياة الكثيرين لاسيما في ظل فاجعة الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا مؤخراً مما زاد في مضاعفة المعاناة وتعقيد الوضع الإنساني الكارثي، حيث قدم المركز يد العون والمساعدة وتم وضع الناس في المخيمات بعد تهدم منازلهم فكان تأثيره على الناس من جميع النواحي نفسياً وجسدياً ".
واستعرضت المهندسة ديما الأعمال والأشغال اليدوية الفنية للاجئين السوريين في المخيمات ومنهم من ذوي الهمم ومن المكفوفين والتي كانت على مستوى فني احترافي ومهاري عال.
وأشارت إلى دور هذه الورش الفنية في اكتشاف المواهب وصقلها إضافة إلى تقديم الدعم النفسي وإخراج الإنسان من حالة الاكتئاب والضيق التي تداهمه بسبب الحرب والزلازل واللجوء.
واعتبرت "ديما" أن في كل قطعة ولوحة فنية رسالة وهدفاً، مستشهدة بامرأة كفيفة ولكنها تمتلك إمكانيات وحساً فنياً عالياً قد تتفوق فيه على شخص بصير.
وتضمن ركن أعمال الأطفال السوريين اللاجئين "للجمعية الدولية لرعاية ضحايا الحروب والكوارث"، الملتحقين بمركز التدريب والتأهيل المهني ضمن مشاريع دعم سبل العيش والتمكين، بالمعرض المصاحب الذي نظمه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على هامش أعمال منتدى الرياض الدولي الإنساني الثالث، الأعمال الفنية التي حملت عناوين (حلم من خيام اللجوء، صانع الألعاب، طرف وأمل، حكواتي المخيم، الأيادي المبصرة، سلال من المعاناة، لا إعاقة مع الإرادة، عوناً لبعض).
كما تضمنت أعمالاً يدوية، وصناعة الكروشيه والتطريز، ولوحات مصنوعة من الفسيفساء، وفن النحت على الخشب، وصناعة سلال من القش، وديكورات منزلية، وغيرها من مختلف الأعمال، إلى جانب الأعمال والخدمات والبرامج وأحدث التطورات والاستشارات والإجابة عن الأسئلة ذات الصلة بالعمل الإنساني والإغاثي.