قادت الصدفة، مُعلمة الرسم والفنانة التشكيلية ومنسقة الموهوبات بتعليم الرياض "نجلاء الجمعة"، للرسم على الآلات الموسيقية؛ مؤكدة أنه إذا كان لدى الإنسان شغف؛ فعليه أن يتبعه؛ لأن أي عمل "يُعمل بحب، يُعمل بإتقان".
وعبّرت "الجمعة" عن سعادتها بفعاليات موسم الرياض وحكايا مسك التي تعكس رقيّ الفنون الجميلة التي تتميز بها بلادنا.
وقالت لـ"سبق": أحببت فن الـ"بوب آرت" الرسم الشعبي، وأحببت أن أرسم على الأسطوانات الشخصيات التي أحببناها مثل محمد عبده، وطلال مداح، وأستخدم في رسمي الخيال بشكل أكبر والزخارف واللوحات التعبيرية المشهورة كالصرخة، واستخدام الألوان المضيئة، ولديّ أفكار أخرى إبداعية في الرسم سأكشف عنها لاحقًا.
وعن إقبال الجمهور على ركن "أوتاري" المشاركة بفعاليات "حكايا مسك 2019"، قالت الجمعة إن الجميل في المشهد أن الشباب بجواري يعزفون على الآلات الموسيقية وأنا أقوم بالرسم على الآلة نفسها؛ فكأن الزوار يعيشون الأجواء الكاملة للفنان ويشاهدون ما يدور خلف الكواليس.
وأشارت إلى أن بدايتها مع الرسم كانت منذ الطفولة؛ بينما بدأت الرسم على الآلات الموسيقية منذ سنتين، وهذا شغفي، وهو ما جعل اسمي ينتشر ويبرز.
وأضافت "الجمعة": "شاركت في إحدى المعارض ورسمت صورة الفنان رابح صقر على "العود" بعد أن طلب مني ذلك أحد الزوار، ووصل العود إلى الفنان صقر وأعجب به وقام بالاحتفاظ به، وأصبح يأتيني فنانون من الإمارات ويطلبون مني الرسم على العود.
وعن دور فعالية "حكايا مسك" في دعم المواهب الشابة قالت: "أبرزت القدرات المدفونة لديهم ومنحتهم بيئات تفاعلية لتبادل الخبرات والأفكار".
وأضافت: "أنا أرسم على الأسطوانات والبوث، وبجواري خط عربي، وأصبح لدينا تعاون، وخرجنا بهذه الأعمال الجميلة، وهذه كانت أول مشاركة لي في "حكايا مسك".
وعبّرت "الجمعة" عن شكرها للدكتورة منال الرويشد مديرة إدارة النشاط الفني والمهني بوزارة التعليم ورئيس مجلس إدارة "جسفت"، التي قامت بتشجيعها على الرسم على الآلات الموسيقية؛ مضيفة: نعيش نقلةً نوعية من خلال الاهتمام والدعم الحكومي للفنانين.
وعن تمكين المرأة من خلال رؤية المملكة 2030، أشارت إلى أنها قامت برسم رسمة تعبر عن تمكين المرأة، ونشرت في صحيفة الرياض، ووضعت كشعار لتمكين المرأة في المرصد الوطني للمرأة في جامعة الملك سعود، وهو شعار يمثل المرأة في أمريكا في زمن الخمسينيات؛ حيث قامت الثورة الصناعية عندما بدأت المرأة مشاركة الرجل في نهضة البلاد.
وعبّرت المعلمة "الجمعة" عن فخرها بطالباتها في المرحلة المتوسطة وما يقدمنه من إنجازات وأنشطة مثل طباعة التيشيرتات والبيع والشراء؛ لافتة إلى أن تعلمهن هذه المهن في سن مبكرة شيء جميل وملفت ومفيد.
ودعت الطالبات للانتماء لجمعيات الفنون التي تُبرز مواهبهن وإمكانياتهن مثل مؤسسة "مسك" والجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، والملتقى التشكيلي والمرسم.
وامتدحت المعلمة "الجمعة" تطور المناهج الدراسية، وسباقها مع الزمن؛ للوصول إلى رؤية 2030 بإعداد الطالبات للمهن.
وعن جديد مشاريعها، كشفت عن استعدادها لمشاركات دولية والمشاركة في "إكسبو دبي 2020"، وتمثيل المملكة؛ مشيدة بدور الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) في دعم المواهب واحتضانها، وكذلك جمعية الثقافة والفنون التي تشهد حاليًا تغيرات وتطويرًا ينبئ بمستقبل مشرق للحركة الفنية والتشكيلية في السعودية.
وحول قرار إدارج الموسيقى وفنون المسرح في مناهج التعليم والمدارس بعد 60 عامًا من غيابه، أكدت الفنانة والمعلمة "الجمعة" أن الجميع متحمس لهذا القرار، والجميع متشوق له.
وأشارت إلى أن هذا القرار سيكون له انعكاسات إيجابية على البيئة المدرسية؛ لوجود المواهب الطلابية الكثيرة التي كانت مدفونة ومن الجميل أن يتعلموا هذه الفنون من الصغر؛ وبالتالي سيرتقون في جميع المجالات الفنية المختلفة.
يشار إلى أن "حكايا مسك 2019"، هو إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية "مسك الخيرية"، التي اختتمت فعاليتها أمس الاثنين، ضمن فعاليات موسم الرياض اشتملت على مجموعة من الأقسام تتمثل في التحضير للإنتاج، ما قبل الإنتاج، والإنتاج، وما بعده، والمنتج الصغير، وسوق حكايا، والمنصة، وحكايا إعلام، وعربات الطعام، وحكايا تك، وفقرات خطوات، والجلسات الحوارية، وعروض الأفلام.
وتميزت هذه النسخة من الحكايا بـ"الرحلة التفاعلية"؛ إذ تقدم رحلة صناعة المشاهد الفنية بمفهوم جديد وأقسام مبتكرة، تنقل الزائر من مجرد مُشاهد صامت إلى مُشارك متفاعل يستطيع إدراك ما يدور حوله في مجال صناعة الأفلام.