
أكّد رئيسُ مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل، خلال مشاركته في مؤتمر السياسة الخارجية الإندونيسية لعام 2024م؛ أهميةَ تبنّي الحكمة والحوار لمعالجة حالة عدم اليقين التي تسيطر على النظام الدولي الراهن.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، أمس السبت، تحت عنوان "حالة العالم وتوقعات عام 2025م".
استعرض الأميرُ أبرزَ التحولات الجيوسياسية التي شهدها العالم عام 2024م، مشيرًا إلى أن مصداقية الديمقراطيات وُضعت على المحكّ بسبب الانتخابات التي أُجريت في أكثر من 70 دولة.
كما أكّد أنّ التنافس بين الولايات المتحدة والصين يستمرّ في تعميق الانفصال الاقتصادي، ويؤجّج المنافسة العسكرية والاستقطاب التكنولوجي؛ ما يعكس التحدّيات الكبرى التي تواجه النظام الدولي.
وأضاف: أنّ الصراعات المستمرّة في الشرق الأوسط وأوروبا تُسهم بشكل مباشر في زعزعة الاستقرار العالمي.
وشدّد على أنّ الحاجة إلى إصلاح الحوكمة العالمية أصبحت أكثر إلحاحًا من أيّ وقت مضى، في ظلّ غياب الفاعلية في كثير من الآليات متعددة الأطراف.
وفي كلمته دعا الأميرُ تركي الفيصل المجتمعَ الدولي إلى العودة لنظام دولي يقوم على المبادئ والقوانين، محذرًا من مخاطر الحروب الساخنة والباردة التي قد تزيد من حالة الاستقطاب العالمي.
كما أوضح أن العالم ليس بحاجة إلى حرب عالمية ثالثة لإرساء نظام دولي جديد، مشيرًا إلى أن القوى المتوسطة والقوى الناشئة قادرة على لعب دور محوري في تحقيق التوازن والاستقرار في النظام الدولي.
واختتم حديثَه بالتأكيد على أهمية التعاون الدولي لمواجهة التحدّيات المشتركة، داعيًا إلى تبنّي إصلاحات جادّة تضمن استدامة السلم والأمن العالميين.