قالت الدكتورة هنادي بنت إبراهيم أبو خديجة، الأستاذ المساعد في تخصص التاريخ الوسيط للجزيرة العربية، ونائبة المدير العام لفرع جامعة طيبة بالعلا: إن علَم المملكة العربية السعودية يُعد رمز وحدتها ودلالة على تلاحمها وعنوانًا لأمجادها وتاريخها العريق منذ القِدَم، وقد عُرِفَ العَلَم السعودي بأصالته وعراقته؛ حيث بدأت قصته مع تأسيس الدولة السعودية منذ العام ١١٣٩هـ/ ١٧٢٧م؛ ذلك الرمز ما هو إلا امتداد للإرث العربي والإسلامي في استخدام الراية والعلم كإحدى مظاهر الدولة.
وأضافت "أبو خديجة" في تصريح لـ"سبق"، أن يوم العلَم السعودي يوافق ذكرى صدور الموافقة الملكية من الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه بشأن رسم العلَم القومي للبلاد العربية السعودية وتوجيهه لنائبه في الحجاز، رئيس مجلس الوكلاء الأمير فيصل بن عبدالعزيز بذلك في يوم 27 ذي الحجة 1355/11 مارس 1937م.
وأشارت إلى أنه منذ ذلك التاريخ؛ أقر الملك الموحد شكل العلَم وفق قرار مجلس الشورى؛ ليؤكد بذلك على الدلالات العظيمة لهذا العلَم والتي تشير إلى هوية الدولة ورمزيتها وقوتها وعطائها ونموها ورخائها.
وأضافت أن علَم المملكة منذ ذلك الوقت وحتى وقتنا الحاضر يمتاز بعبارة مهمة وهي شهادة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، والتي تُعد رمزًا للمملكة وما قامت عليه منذ تأسيسها؛ في حين يشير السيف في العلم السعودي إلى إظهار القوة والعدل أما اللون الأخضر في العلم السعودي فهو يشير إلى السلام والنماء والرخاء والعطاء والأمان والتسامح الذي تتسم به المملكة.
وأوضحت أن العلَم يُعد شعارًا رسميًّا للدولة بين الدول، كما يظهر كذلك أيضًا في مظاهر الاحتفاء وفي المناسبات الوطنية الهامة، ويُستخدم في أداء العرضة السعودية والذي يسمى (بيرق العرضة).
وشرحت باستفاضة قائلة: "عند وصف البيرق، نجد أن متوسط طوله هو ثلاثة أمتار، ويتسم بيرق العرضة باللون الأخضر، وتُطَرز في وسطه شهادة التوحيد والسيف بخيوط ذهبية، ولا يزيد طول سارية البيرق عن أربعة أمتار، وتكون في قمة السارية قبة ذهبية تعلوها حربة ثلاثية الأسنة؛ في حين يرتدي حامل البيرق حزامًا لتثبيت قاعدة البيرق أثناء العرضة، ويقف حاملها في صف مؤدي العرضة حاملًا السارية بشماله وواضعًا العلَم على كتفه الأيمن".
وأكدت عمق الفخر والولاء في هذا اليوم، وأنه يحق لنا فيه الاحتفاء، فيوم العلَم يعبر عن الوحدة الوطنية والعمق التاريخي للمملكة العربية السعودية، رمزًا يعبر عن الشموخ والعزة والأصالة والمكانة والكرامة والمبادئ التي تقوم عليها دولة الأمجاد، حفظ الله بلادنا وقادتنا وشعبنا وأدام علينا أمننا وأماننا واستقرارنا وعزتنا.