"الشهري" لـ"سبق": لن ينجح "الحوثي" في استنساخ حزب الله في اليمن

قال: المطالبات بالأراضي أصوات انتهازية سخيفة ولا تمثل الحالة اليمنية
"الشهري" لـ"سبق": لن ينجح "الحوثي" في استنساخ حزب الله في اليمن
تم النشر في
عبدالحكيم شار- سبق- الرياض: أكد لـ"سبق"، عضو مجلس الشورى الدكتور فايز بن عبدالله الشهري، بأن "الحوثي" لن ينجح في استنساخ حزب الله في اليمن، مشيراً إلى أن حالة حسن نصر الله وحزب الله في لبنان تختلف تماماً عن الحالة اليمنية، ولايمكن استيرادها، لظروف اجتماعية وقبلية وجيوسياسية مختلفة، محذراً من أن الحالة الآن مرشحة لا قدر الله، لحرب أهلية يمنية.
 
 وقال "الشهري": مالم يكن هناك تدخل عربي يفرض حالة معينة كما حصل في لبنان في الحرب الأهلية سيكون هناك نتائج كارثية خاصة، مطالباً بأي شكل من أشكال القوة في المرحلة الحالية التي ستعطي الأمور وضعاً أفضل لمصلحة اليمن سواء بالتدخل المباشر أو بالضغط على القوى الداعمة للحوثيين والتوافق معهم على مصالحات وتوافقات معينة.
 
ووصف الدعاوى اليمنية بالمطالبة بما يسمى بالأراضي اليمنية في السعودية بالسخيفة، لافتاً إلى أنها أصوات انتهازية لاتمثل الحالة اليمنية، مؤكداً بأن المملكة لاتنظر لها بذات النظرة المتشنجة.
 
وقال في حديثه لـ"سبق": يتميز اليمن بخصوصية أن المعادل القبلي أقوى من المرجعية المذهبية والإيدلوجية بدليل أنه في مراحل معينة من الحياة السياسية اليمنية تم هناك توافق على إنشاء كتل وأحزاب سياسية بين مذاهب وتيارات فكرية متناقضة.
 
 وأضاف: الحالة الثانية أن المال والسلاح عاملان مهمان في حسم قضايا مرحلية حالية الآن في اليمن بحكم فراغ الدولة وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وبالتالي من يملك المال والسلاح يستطيع أن يفرض واقعاً معيناً ولكنه ليس مستمراً، مبيناً أن معادل المال والسلاح يمكن أن يحصل عليها الأطراف الأخرى في ظروف مختلفة وبالتالي تتغير المعادلة.
 
 
 وأوضح بأن زعيم الحوثيين في اليمن لن ينجح في استعارة نموذج حسن نصر الله وحزب الله في اليمن بقوله: "بدر الدين الحوثي وهو يستعير في حركته وخطبه نموذج وحالة حزب الله وحسن نصر الله أيضاً يخطئ كثيراً، مشيراً بأن حالة حسن نصر الله وحزب الله في لبنان تختلف تماماً عن الحالة اليمنية ولايمكن استيرادها لظروف مختلفة.
 
 
وذكر بأنه من الاختلافات، أولاً: أن نموذج حزب الله في لبنان يعيش إلى جوار دولة داعمة وهي سوريا ودولة إقليمية تتفق معها في الأيدلوجيا وهي إيران وهذان داعمان رئيسان دولة مجاورة وقوى إقليمية، العنصر الثاني أن حزب الله رفع شعاراً مغرياً ومحفزاً للعواصم العربية حتي من خارج المذهب الذي يظهر باسم حزب الله وهو مقاومة إسرائيل وهذه المشروعية لها تأثيرها النفسي عند غير المؤدلجين وعند من يَرَوْن أن المقاومة حق لكل عربي بغض النظر عن مذهبه.
 
 وبيّن بأن الشخصية اللبنانية بشكل عام لديها خصوصية القدرة على الوصول إلى حل الوسط والتوافق خاصة أن الشعب اللبناني تميز بخصائص التنوع العرقي والمذهبي والفكري طوال تاريخه، وبالتالي يسمح بحالات من التوافق السياسي وتوزيع حصص سياسية ترضي كل الأطراف.
 
 وتابع: الحالة اليمنية كالحالة العربية حالة تتميز بقدر كبير من الحديّة والانتصار للكرامة وهذه لاتسمح في ظل الفوضى الحالية بتوزيع حصص سياسية أو ثقافية، وبالتالي يكون دائماً الحل حين الخلاف هو الصراع وكل يحمل سلاحه، وتابع عضو مجلس الشورى: الوضع الآن في اليمن مرشح لحرب أهلية خاصة أنه ليس هناك توافق على الحركة الآن التي تحاول أن تفرض واقعها وهي الحركة الحوثية.
 
وأردف: بالإضافة أن المكونات السياسية للجمهورية اليمنية بشطريها هي مكونات لم يشتد عودها حتى الآن، مازالت هناك نداءات باسم الحراك الجنوبي بالانفصال، وهناك أيضاً دعاوى بالتهميش والظلم الاقتصادي والتنموي من قبل بعض قبائل في الجنوب والشمال، وهذه قد تعطي فرصة لصراع أهلي، كل يحاول أن يحصل على حصص.
 وحذر الدكتور الشهري من نذير الحرب الأهلية في اليمن.
 
 وقال: "ما لم يكن هناك تدخل عربي يفرض حالة معينة كما حصل في لبنان في الحرب الأهلية سيكون هناك نتائج كارثية، خاصة وأن الحسم العربي تأخر في سوريا وليبيا والحال الآن هو حال صراع يولد صراعاً".
 
 
 وطالب في هذا الصدد بأي شكل من أشكال القوة في المرحلة الحالية والتي ستعطي الأمور وضعاً أفضل لمصلحة اليمن، سواء بالتدخل المباشر أو بالضغط على القوى الداعمة للحوثيين والتوافق معهم على مصالحات وتوافقات معينة حتى ترضي هذا الواقع بتصالحات على الأقل مرحلية حتى يمكن إعادة ترتيب الأوراق وحتى يجتمع اليمنيون على إرادة واحدة لمستقبلهم ومستقبل بلادهم.
 
 وأكمل "الشهري": بكل أسف الانفصال المعنوي بين ما يسمى سابقاً اليمن الشمالي والجنوبي واضح منذ سنوات، خاصة أن الحراك الشعبي الذي تم في الشمال ضد علي عبدالله صالح والحراك الجنوبي الداعم للانفصال أدى إلى زيادة الفجوة بين المكونين والشطرين الرئيسين لليمن أيضاً هناك سياسيون انتهازيون يحاولون الاستفادة من هذا الوضع و يعيدون بناء مكونات وأحزاب سياسية جديدة سواء في الشمال أو في الجنوب.
 
 
ووصف عضو مجلس الشورى الدعاوى اليمنية بالمطالبة بما يسمى بالأراضي اليمنية في السعودية بالسخيفة والتي تظهر حالياً في بعض وسائل الإعلام الرسمية اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون في كل حالة من حالات الضغط على الموقف السعودي المعتدل، مشيراً إلى أنها ظهرت مع الأصوات البعثية في حرب الخليج وفي احتلال الكويت حينما ناصرت المملكة الحق والتي طالبت بعض الأصوات في اليمن وهي أصوات انتهازية لا تمثل الحالة اليمنية.
وأضاف: في النهاية المملكة لاتنظر لها بذات النظرة المتشنجة. مضيفاً بأن اليمن هي مجال حيوي للمملكة العربية السعودية ومخزن إستراتيجي للثروة البشرية، وهي شقيق وجار يفرض على المملكة احترامها، أما هذه الدعاوى والأصوات النشاز فسوف تظل تظهر كل فترة وتنتهي مع نهاية كل أزمة.
 
وكان الدكتور عبدالله الشهري قد أوضح في حديثه لقناة الجزيرة القطرية الفضائية الليلة "بأن أي حركة عندما تستغل فراغ أي دولة لايمكن أن تستمر إلا بوجود عمق شعبي أو موارد كافية غير منقطعة من داخل الدولة وأيضاً مشروعية. مؤكداً بأن كل هذه العناصر الثلاثة لا تتوفر في "الحركة الحوثية " التي تستمد دعمها من الخارج والذي سوف ينقطع نتيجة تقاطع المصالح".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org