كشف المشرف العام على المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية الدكتور عبدالحميد بن عبدالله الحبيب، نسبة الإصابة بأي اضطراب نفسي وفق الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية-الرابع خلال حياة الفرد في السعودية تبلغ ٣٤.٢%، وذلك وفق المسح الوطني للصحة النفسية الذي تم إجراؤه على (٤٠٠٠) مشارك من جميع مناطق المملكة تقريباً.
جاء ذلك وفق الورقة العلمية التي قدمها "الحبيب" ضمن مشاركة المركز بالمؤتمر العالمي الرابع للصحة النفسية للمرأة، والذي ينظمه مستشفى القوات المسلحة بالظهران على مدى ثلاثة أيام في الفترة 01 - 03 /07 /1441هـ ويستهدف الأطباء والمتخصصين النفسيين والاجتماعيين.
وتضمنت الورقة العلمية التعريف بمبادرة المسح الوطني للصحة النفسية (الصحة وضغوط الحياة) واستعراض نتائجه وأهميتها على المستوى الوطني والذي انطلق في عام ٢٠١٠م برعاية مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة ومشاركة عدد من القطاعات والجهات الحكومية، ويعتبر أكبر مشروع وطني لقياس نسبة انتشار الاضطرابات النفسية.
وأوضح فيها المشرف العام على المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية، أنه جرى اختيار العينة من التعداد السكاني عام ٢٠١٠م بمشاركة الهيئة العامة للإحصاء من خلال زيارة المشاركين في منازلهم والتي بلغ تعدادها ٤٠٠٠ مشارك من جميع مناطق المملكة تقريباً.
وأشار إلى أن نسبة الإصابة بأي اضطراب نفسي وفق الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية-الرابع خلال حياة الفرد في السعودية تبلغ ٣٤.٢% (أقل من الولايات المتحدة الأمريكية ٤٦.٤% وأكثر من بعض الدول العربية كالعراق ٢٥.٨% ولبنان ١٨.٨%)، وشكلت اضطرابات القلق ٢٣.٢٪ وهو ما يتماشى مع معظم إحصائيات منظمة الصحة العالمية، يليها اضطرابات التحكم بالدوافع ١١.٢٪، الاضطرابات المزاجية ٩.٢%، اضطرابات الأكل ٦.١٪، اضطرابات إساءة استخدام المواد ٤٪.
أضاف "د. الحبيب" إلى أن أكثر الاضطرابات المنفردة انتشاراً كانت قلق الانفصال بنسبة ١١.٩٪، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه بنسبة ٨٪، واضطراب الاكتئاب الجسيم بنسبة ٦٪، والرهاب الاجتماعي بنسبة ٥.٦٪، وأخيراً اضطراب الوسواس القهري بنسبة ٤.١٪، بالإضافة إلى أن نسبة الإصابة باضطرابين أو أكثر ١٥٪، ونسبة الإصابة بثلاثة اضطرابات أو أكثر ٧.٥٪، ونسبة الإصابة بأربعة اضطرابات أو أكثر ٣.٩٪، وحوالي ١٧٪ من المصابين باضطرابات نفسية شديدة فقط هم من يحصلون على العلاج، بينما ٨٣٪ لا يحصلون على العلاج.
وبيّن أن توصيات المسح اشتملت على ضرورة إجراء العديد من التدخلات والأبحاث في بعض المواقع كالمدارس والجامعات التي يقضي فيها الشباب معظم أوقاتهم، وتركيز الدراسات الوطنية في المملكة على المجتمعات التي لم يغطيها المسح الحالي، كالأطفال وكبار السن (من تجاوز سن ٦٥ سنة)، والحاجة للتركيز بشكل أكبر على الصحة النفسية للمرأة السعودية.
كما أكد الدكتور الحبيب على ضرورة تركيز الدراسات القادمة على اضطرابات نفسية معينة، وعوامل الخطورة، والتداعيات الصحية المرتبطة بها في المجتمع السعودي، موصياً بأن تطبق أبحاث الصحة النفسية مستقبلاً بنظام دقيق للجودة وأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا.