"الخليوي" يكشف لـ"سبق" سرّ تميز يوم 29 فبراير

يتكرّر مرة كل أربع سنوات في سنة "كبيسة"
عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك زاهي الخليوي
عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك زاهي الخليوي

يعدُّ يوم 29 فبراير من الأيام المميزة؛ إذ لا يتكرّر إلا مرة كل أربع سنوات، وتسمّى السنة الميلادية التي فيها بالسنة الكبيسة.

"سبق" استضافت عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك زاهي الخليوي؛ للحديث عن تفاصيل يوم "29 فبراير".

وقال "الخليوي": نشأ التقويم الميلادي على بقايا التقويم الروماني، ويتألّف من 10 أشهر، ومنه جاءت تسمية أكثر الأشهر، ثم استخدموا تقويمًا شمسيًّا قمريًّا فطول السنة 354 يومًا، وعدد الأشهر 12 شهرًا، وأيام الأشهر بين 29 و30، ثم يضاف شهر طوله 22 أو 23 يومًا في السنة التالية، لتكون الكبيسة 376 أو 377 يومًا.

وأضاف: يعزى هذا التقويم للإمبراطور "نوما الروماني"، ولكن طاله التلاعب من الكهنة والقياصرة فزادوا بعض الشهور التي سمّيت على أسماء قياصرتهم 31 يومًا على حساب الشهور الأخرى، وكان بداية التقويم منذ تأسيس مدينة روما عاصمة الإمبراطورية سنة 753 قبل الميلاد.

وتابع "الخليوي": لما دخلت الإمبراطورية الرومانية مصر استفادوا من علوم المصريين الفلكية، ليعدل يوليوس قيصر التقويم الروماني القديم بالاستعانة بالفلكي الإسكندري "سوسيجنيو"، فجعل السنة العادية 365 يومًا، والكبيسة 366 يومًا، وتكون سنة "كبيسة" كل أربع سنوات.

وجعل عدد أيام الأشهر الفردية 31 يومًا، والزوجية 30 يومًا، عدا شهر فبراير 28 يومًا، وفي الكبيسة 29 يومًا، وكانت بداية العمل بالتقويم اليولياني في سنة 45 قبل الميلاد.

وأوضح قائلًا: ولكن حتى هذا التقويم طاله العبث؛ حيث سمي الشهر السابع باسم يوليوس قيصر، فصار اسمه "يوليو"، ثم في سنة 33 ق.م سمي الشهر الثامن باسم القيصر أغسطس.

ولئلّا يكون شهر يوليو أكبر من أغسطس، زادوا في أغسطس يومًا، ثم عدلوا أيام الأشهر بعده كيلا تتوالى ثلاثة أشهر بنفس الطول "يوليو - أغسطس - سبتمبر"، فصار سبتمبر 30 يومًا، وأكتوبر 31 يومًا، ونوفمبر 30 يومًا، وديسمبر 31 يومًا.

وقال "الخليوي": في منتصف القرن السادس الميلادي دعا الراهب الأرمني "ديونيسيوس اكسيجونوس" إلى وجوب أن يكون ميلاد المسيح هو بداية التقويم، ولقيت دعوته قبولًا منذ سنة 532م؛ حيث بدأ عدد السنين من سنة ميلاد المسيح؛ إذ يوافق 532م - سنة 1285 منذ تأسيس روما، والسنة في التقويم اليولياني فيها 365.25 يومًا، وبذلك تكون هناك ثلاث سنوات بسيطة تحوي 365 يومًا، والسنة الرابعة كبيسة 366 يومًا، وتكون زيادة اليوم في شهر فبراير ليصبح 29 يومًا.

وتابع: لما كانت السنة تقلّ 11 دقيقة لأنها في الواقع تتألّف من 365 يومًا و5 ساعات، و49 دقيقة؛ دعا الفلكي "أليسيوس ليليوس"، وخلفه الفلكي "كريستوفر كلافيوس" إلى تعديل التقويم خوفًا من تغير موسم عيد الفصح؛ إذ يتقدّم التقويم اليولياني عن الواقع يومًا واحدًا كل 131 سنة تقريبًا؛ ولذلك قرّر بابا الفاتيكان "غريغوريوس الثالث عشر" إصدارَ مرسوم بابوي لإصلاح التقويم، بحذف 10 أيام من التقويم، ليتقدم التقويم من يوم 4 أكتوبر 1582م، ويكون اليوم التالي يوم 15 أكتوبر 1582م؛ لحذف الأيام العشرة.

وواصل "الخليوي": نظمت الكبيسة لئلّا تتكرر الزيادة لتكون الكبيسة بإضافة يوم كل أربع سنوات لسنة يقبل رقمي الآحاد والعشرات فيها القسمة على 4، واستثنى السنوات المئوية التي لا تقبل القسمة على 400، مثل 1700، 1800، 1900، 2100.. إلخ.

ولم يكن الإصلاحُ الغريغوري مكتملَ الدقة، وإن كان أدقّ من اليولياني كثيرًا؛ ففي اليولياني يزيد يوم كل 131 سنة، وفي الغريغوري يزيد يوم كل 7480 سنة.

وختم حديثه بالقول: اعتمد الإصلاح الغريغوري في الدول الكاثوليكية، ثم اعتمدته غالب الدول البروتستانتية والأرثوذكسية بعد ذلك، وكان اليونان آخر بلد أوروبي يعتمد التقويم الغريغوري في عام 1923م.

ولكن ما زالت القيادات الدينية لم تقبل هذا التعديل في أروقة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، واستمروا على استعمال التقويم اليولياني، وقد أصبح الفرق بينه وبين التقويم الغريغوري حاليًّا 13 يومًا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org