ضجّت وسائل الإعلام السعودية في شهر إبريل الماضي في ذروة جائحة كورونا بقصة شاب سوداني، وثّقها عبر مقطع فيديو، ونشرتها "سبق" في حينها، قص فيها ما وجده من شهامة السعوديين، ووقفة شاب سعودي معه، يعمل "كاشير" في إحدى سلاسل السوبر ماركت الكبيرة في السعودية، وذلك حينما لم يجد حافظة نقوده لدفع قيمة مشترياته، فتكفّل الشاب بالحساب، ورفض تلقي المبلغ بعدها بأيام في موقف لم يخلُ من الكرم والشهامة.. لكن لم تتوقف مواقف "الفزعة" والكرم السعودية عند هذا الحد، وفقًا لما ذكره الشاب السوداني عبداللطيف خير في تصريحات جديدة لـ"سبق"، التي استمرت في متابعة قصته التي أشعلت مشاعر السعوديين حينذاك، وقص فيها مواقف شهامة سعودية جديدة.
وأشار الشاب السوداني إلى أنه فور نشر قصته في "سبق" ورده اتصال تفاعُلاً مع مقطع الفيديو من "جوازات الرياض" بطلبهم حضوره إليهم، وفور وصوله عملوا على حل مشكلته مع كفيله، واستطاعوا إلغاء الهروب عنه؛ ليصبح حرًّا في البحث عن كفيل وعمل جديد.
ولفت كذلك إلى أن إحدى سلاسل السوبر ماركت السعودية الشهيرة منحته قسائم مجانية، ومواد تموينية، كفته طوال شهر رمضان، في لافتة طيبة. كما كانت زوجته عونًا له في تلك الضيقة؛ فلم تقصر في إعالة الأسرة حتى تمرَّ من ضيقتها بطريقة مثيرة للإعجاب؛ فكانت مثالاً للزوجة الصالحة الصبورة على المحن، على حد تعبيره.
وأضاف "عبداللطيف": "في تلك الفترة وردتني اتصالات عدة من إخوة سعوديين، يعرضون عليّ وظائف جديدة، ولكن قابلتني مشكلة تدبير مبلغ تجديد الإقامة الذي تجاوز الـ30 ألف ريال. ومع ضيق ذات اليد فشلت في تسديد المبلغ؛ ما حدا بي للتفكير في العودة إلى السودان".
ومرة أخرى، وليست أخيرة، يختبر الشاب السوداني كرم السعوديين وشهامتهم؛ إذ سارع أحد المواطنين بإهدائه تأشيرة جديدة، يعود بها إلى السعودية مرة أخرى بدون مقابل فور علمه بظروفه، وقراره العودة إلى الخرطوم. وهنا يقول "عبداللطيف": "صمم أحد الإخوة الكرام على إهدائي التأشيرة بالمجان لوجه الله، ورفض الحصول على أي مبالغ مالية. وعدت إلى السعودية فعلاً قبل أسبوعين، وما زلت في رحلة البحث عن عمل جديد".
وأفاض الشاب السوداني في الحديث عن شهامة السعوديين، وما غمروه به من كرم حاتمي، وتقديرهم لظروفه الصعبة، ووقوفهم إلى جواره في أزمته، والمصاعب التي واجهته، ومرونتهم في إنهاء أزمة إقامته، وترحيبهم بعودته من جديد.