أكد الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، أن الخروج على أئمة المسلمين من أعظم أسباب ظهور الفتنة والبلاء والشر، وتسلُّط الأعداء، وسفك الدماء، وإيغار الصدر.
وفي التفاصيل، شدَّد الدكتور "السند" في برنامج "يستفونك" على قناة الرسالة على أن "أعظم ما ابتُلي به المسلمون في هذا الزمن بالذات الخروج على أئمة المسلمين بدعوى الإصلاح أو تغيير الأوضاع، أو إحداث الديمقراطية، أو الحرية في الأقوال والأعمال. ولم يعلموا أن من أعظم مقاصد الشريعة تنصيب الأئمة ليأمن الناس على دينهم وأرواحهم وأعراضهم وأموالهم وعقولهم، وأن يأمنوا في سُبلهم وطرقهم، وأن تقوم المجتمعات بكل أسباب العيش الرغيد بقيام النشاط الاجتماعي والاقتصادي الذي لا يكون إلا مع وجود الأمن وولي الأمر الذي يحفظ للناس ضرورياتهم الخمس، والقدرة على التنمية والعيش بكل سعادة وهناء".
ولفت الشيخ السند إلى خطورة الجماعات الضالة كالإخوان المسلمين وداعش وغيرهما، التي ناصبت أئمة المسلمين، ودعت إلى الخروج عليهم، وأباحت سفك الدماء؛ فكان من الشرور وتسلُّط الأعداء وضعف المسلمين مما هو ظاهر بين بسبب تلك الدعوات الضالة والمنحرفة عن جادة أهل السنة والجماعة ومنهج سلف أهل هذه الأمة رضوان الله عليهم.
وأبان السند أن "القاعدة هي لا إسلام إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمام، ولا إمام إلا بالسمع والطاعة". مؤكدًا أن على الأفراد أداء حقوق الأئمة من السمع والطاعة حتى لو ظلموا أو جاروا أو فسقوا ما لم ترَ كفرًا بواحًا، ترى عندك من الله فيه برهانًا. والقدرة على التغيير بدون حدوث فتن أعظم.
وتابع الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: لو حدث من الإمام أن تصرف تصرفًا فيه هوى أو شهوة فهذا لا يخرجه من حق السمع والطاعة، وإلا أصبح العبد منتهجًا نهج الخوارج الذين حذر منهم الرسول ﷺ أشد التحذير.
وحذر السند في هذا الصدد من أن ذكر المساوئ والمعايب للحكام هو سبب للخروج عليهم بالسيف وإراقة الدماء ونشر الفوضى، وهذا ظاهر حتى في زمننا هذا بما ظهرت به الثورات التي خرجت على ولاة أمورهم في بلدانهم؛ فأحدثوا من الشرور والفتنة والبلاء ما يعيشه أهل تلك البلاد حتى اليوم.
وأوضح أن معتقد أهل السنة والجماعة السمع والطاعة لولي الأمر وإن جار، وإن فسق. مضيفًا بأن "المنهج العدل والواضح، وهو الواجب، وليس هناك طريق غير هذا الطريق، هو السمع والطاعة لولي الأمر من المسلمين. وأن من خرج عليه كائنًا من كان فإنه يُقتل".
وأكد السند أن المنهج مع ولاة الأمر هو النصيحة من إمامهم مباشرة، وليس التشهير وذكر المثالب والمعايب علانية على المنابر الإعلامية وخطب الجمعة أو المجالس والمنتديات ومواقع التواصل؛ فهذا هو التشهير الذي حذرت منه الشريعة. محذرًا من أن الخروج بالكلمة على إمام المسلمين من أعظم أسباب حدوث البلاء والفتنة؛ لما فيه من إيغار صدور العامة على ولاة أمرهم، وبغضهم، ونشر معايبهم.. فهذا طريق أهل الضلال والخوارج. والواجب على المسلم جمع الكلمة، ووحدة الصف وتأليف الناس على إمامهم؛ فهذا من الدين.