طالب ضيوف جمعية "إعلاميون" المتحدثون في ندوة "شبكات التواصل الاجتماعي.. ظواهر اتصالية تكتسح المجتمعات"، الجمهور، بالاستعداد لطفرة اتصالية جديدة متطورة وذكية تراقب سلوك المستخدمين، وتكوّن لكل واحد منهم بـ"بروفايل"، ويكون لديها إحساس عال للشعور بشخصيات الناس وتفكر عنهم وتوفر لهم متطلباتهم بشكل تقني دون الطلب منها.
وأجمع الضيوف على أن حال شبكات التواصل الاجتماعي في السعودية متقدم للغاية نتيجة التطور التقني والاتصالات في البلد، وأيضًا عدد المستخدمين الكبير للغاية، حيث يعدون الأنشط على مستوى المنطقة وربما على مستوى العالم في بعض التطبيقات، ولكن طالبوا بضرورة توظيف هذا التفوق لصالح الوطن وخدمته ونشر المحتوى الإيجابي والحقيقة ومحاربة الشائعات، والدفاع عن الوطن ومنجزاته وتقديمها للعالم.
شارك في الندوة التي نظمتها الجمعية بمناسبة اليوم العالمي للإعلام الاجتماعي منطلقة من واجبها كمؤسسة مجتمع مدني، كل من: الدكتور علي شويل القرني رئيس قسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد الصحافة السعودية، الدكتور بندر الجعيد أستاذ العلاقات العامة بجامعة الملك عبد العزيز، ناصر الصرامي المدير التنفيذي لقمة الشرق الأوسط لشبكات التواصل الاجتماعي، وتغريد الطاسان عضو جمعية إعلاميون عضو اللجنة التأسيسية للشبكة العربية للتواصل والعلاقات العامة، وأدارها الدكتور علي ضميان العنزي عضو جمعية "إعلاميون" رئيس قسم الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة الطائف.
وكانت بداية الحديث في الندوة عن محور "الإعلام الاجتماعي.. تطورات سريعة تؤثر إيجابًا وسلبًا في حياة الناس"، حيث قال الدكتور علي القرني: "إن مراحل تطور ما يسمى بـ weep الذي تطور لعددٍ من المراحل منذ بدء استخدام الإنترنت، وسمي النوع الأول "الإنترنت التصفحي".
وبعدها جاء الجيل الثاني والذي سمي بـ"الإنترنت الاجتماعي"، وفي الجيل الثالث جاء "الإنترنت الدلالي"، وفي الجيل الرابع تطور الإنترنت إلى "الإنترنت الذكي"، أما الجيل الخامس فهو مرحلة تخيلية لتطور استخدامات الإنترنت.
وأوضح الدكتور القرني، أن الجيل الرابع من الإنترنت أو الـ (weep4) بدأت ملامحه ومن أهمها ما يسمى بالوكيل الذكي، وهو يمتد من عام 2020 إلى 2030، ويتميز بفهم اللغة الطبيعة للشخص المتصفح للإنترنت، ويعمل الوكيل على تنظيم جدول أعمال الشخص، كما يعمل على إيجاد ملف شخصي عن كل متصفح ويجمع المعلومات من خلال طبيعة استخدام الانترنت لكل شخص.
وأضاف رئيس قسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد، أن هذا الأمر سيوجد تغيرًا في جميع مناحي الحياة والتواصل الاجتماعي، حيث تعد المنصات الجماهيرية هي منبع للتواصل والتسويق في هذه المنصات مثل الفيس بوك وتويتر والواتساب وغيرها من المنصات الاجتماعية، مشيرًا إلى أن الإعلام الاجتماعي سيستمر في النمو والمؤسسات الاقتصادية والسياسية تحتاج إلى بقاء مثل هذه المنصات أو ما يعرف بالسوشيال ميديا للبقاء.
من جانب آخر، قال ناصر الصرامي، المدير التنفيذي لقمة الشرق الأوسط لشبكات التواصل الاجتماعي، إن المؤسسات الإعلامية التقليدية تفاجأت بهذه الثورة التقنية ولم تتمكن من مواكبتها أو حتى الاستفادة منها، مما عرضها للخسائر الكبيرة في مصادرها المالية ومداخيلها وأرباحها، وقبل ذلك خسارتها جمهورها ومتابعيها.
وأضاف "الصرامي" أن المؤسسات الإعلامية التقليدية والإعلام التقليدي فشلوا في تقديم محتوى جديد ليتواكب مع احتياجات الجمهور، لذلك هناك فرص جيدة صناعة وتقديم محتوى محلي بشكل جديد، خصوصًا خلال المستقبل القريب الذي من المؤكد سيكون لصالح المحتوى المحلي المنظم.
وأكد المدير التنفيذي لقمة الشرق الأوسط لشبكات التواصل الاجتماعي، أن جل عمل وسائل الإعلام اليوم يتمحور حول المشتركين، وبالتالي استمرارية المؤسسة الصحفية منعدمة مرتبط بقدرتها استعادتها هؤلاء المشتركين وبناء جمهور جديد لها من الأجيال الجديدة، مستعرضًا تجربة صحيفة "واشنطن بوست" في هذا الجانب، والتي حققت إنجازًا في الإعلام الجديد من خلال موقعها الإلكتروني وحققت اشتراكات أكثر من 100 ألف شخص.
وقال الصرامي: "إننا نعد مستخدمين لـ (السوشيال ميديا)، ولكن لا نملك الأدوات، لذلك أصبح إعلامنا التقليدي في مواجهة شركات عابرة للقارات ودولية تعمل على تقديم الإعلام الجديد، وللأسف لا يوجد لدينا استراتيجيات واضحة لمواكبة الإعلام الجديد".
وكان المتحدث الثالث في الندوة، الدكتور بندر الجعيد أستاذ العلاقات العامة بجامعة الملك عبدالعزيز، الذي بيّن أن الفهم لدينا في صناعة الإعلام لا ينظر إلى المؤسسات الإعلامية كمؤسسات اقتصادية، حيث كانت النظرة إلى إعلامنا أنه وسيلة تأثير، كما أن المؤسسات الإعلامية لدينا تستخدم التقنيات وليس لتقديم الخدمات، وهناك ما يسمى باقتصاد المشاعر، والذي يقوم على جمع المعلومات عن كل مستخدم من العديد من المصادر، وبالتالي أصبحت التطبيقات والأجهزة تأتي للشخص بدل من أن يذهب إليها.
وشدد "الجعيد" على ضرورة أن يكون لدينا بنية تحتية، حيث إن لدينا فئة الشباب تمثل النسبة الأكبر في مجتمعنا، إضافة إلى الأجانب الموجودين في المملكة وهذا يتطلب إعلامًا جديدًا، هذا يؤدي إلى كثرة استخدام التطبيقات، وكذلك التفاعل في منصات التواصل الاجتماعي.
وأضاف أستاذ العلاقات العامة، أن وسائل التواصل الاجتماعي أوجدت القدرة في الحصول على المعلومات من عدة مصادر من دون انتظار أن تصدر من الجهات المعنية،حيث إن هناك تنافسًا كبيرًا بين منصات التواصل الاجتماعي للاستحواذ على أعلى عدد من المستخدمين، وعليه فإن وسائلنا التقليدية تعمل على الاستفادة من التقنيات الحديثة والإعلام الجديد مما تسبب في انتشار الإشاعة، حيث لا يوجد أي موقع يستطيع القيام بالتدقيق على المحتوى الإعلامي.
وأكد الدكتور الجعيد، أن الإشاعات تنتشر خلال الحروب والأزمات والتنافس بين الشركات التقنية، لذلك يأتي دور الفرد والوقاية من مثل هذه الإشاعات، ولذلك يجب على الفرد التأكد من المعلومة قبل أن ينشرها أو يرسلها، موضحًا أن التضليل المعلوماتي أصبح ممارسة، ويجب أن يكون هناك وعي إعلامي لمواجهة هذه الإشاعات وطردها والرد عليها.
واستطرد "الجعيد" بأنه سوف يكون لدينا منافسة لخريجي تخصص الإعلام فيما يخص الإعلام الاجتماعي، ولذلك يجب أن يكون لدى هؤلاء الخريجين القدرات والخبرات في الدخول في الإعلام الجديد.
وختمت "تغريد الطاسان"، عضو جمعية "إعلاميون" عضو اللجنة التأسيسية للشبكة العربية للتواصل والعلاقات العامة، الحديث في الندوة، معتبرةً أن الإعلام الاجتماعي ثورة رقمية ويدخل من ضمنها البرامج الجديدة، وبذلك تحول العالم لنطاق أضيق.
وأضافت "الطاسان" أن موقع السعودية على مستوى الخليج، يعد الأول في استخدام التقنية والتواصل الاجتماعي، وكذلك في الصدارة على المستوى العربي، منبهة إلى أنه على المستوى العالمي دون المستوى المطلوب.
وأعادت عضو جمعية "إعلاميون" عضو اللجنة التأسيسية للشبكة العربية للتواصل والعلاقات العامة، عدم منافسة السعودية على مستوى العالم، إلى أن كثرة مستخدمي التقنية في السعودية يستخدمون اللغة العربية فقط في هذه المواقع، ولذلك يجب أن يكون لدينا قدرة على ترجمة التفاعلات باللغات العالمية، حيث إن المملكة لديها العديد من الإنجازات العالمية مثل مركز اعتدال الذي يحارب التطرف، وكذلك العديد من الإنجازات مثل مركز الملك سلمان للإغاثة والخدمات الإنسانية وغيرها من الإنجازات التي يجب أن نركز عليها، ونقدمها باللغة العالمية.
وتابعت "الطاسان": "أغلب مجتمعنا من فئة الشباب، وهؤلاء الشباب لديهم طاقات كبيرة؛ لذلك يجب أن يكون لدينا حاضنات لاحتوائهم ورعايتهم ودعمهم، ومن يشاهد مواقع التواصل الاجتماعي لدينا يجد أن هناك العديد من الموضوعات التي لا ترتقي أن تكون موجودة مثل قضايا التحرش والمخالفات المرورية، وغيرها من الموضوعات التي يمكن ردعها من خلال تفعيل قانون الجرائم المعلوماتية، ومن ثم العمل على تقديم ما يليق بالمملكة العربية السعودية من إنجازات عالمية وكذلك ما قدم لتمكين المرأة في المملكة".
وطالبت "الطاسان" باستثمار السعوديين الذين عملوا على تطوير أنفسهم في مواقع التواصل الاجتماعي والذين يقدمون العديد من الموضوعات المميزة، معتبرة أنهم ثروة وطنية لم توظف بالشكل المناسب.
وفي المقابل، حذرت "الطاسان" من فئة المشاهير الذين لا يقدمون سوى الإعلانات التجارية للشركات والمطاعم، ولا يقدمون أي إضافة ذات معني للمحتوى أو للمجتمع أو حتى الوطن، مشيرة إلى أن الماديات تسيطر على سلوكهم وما يقدمونه.
واختتمت "الطاسان" مؤكدة أنه "في المستقبل ستكون حياتنا كلها مرتبطة بالتقنية، وفي مرحلة ما سوف يتم الاستغناء عن الجهد البشري، وليس العقل البشري".