استطلاع: عبدالقادر رضوان- جدة: أكد رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية البر بجدة ورئيسها التنفيذي أن العمل الإنساني يشكل بُعدًا ثابتًا في سياسة المملكة، وهو يجسد قيمة أخلاقية في ثقافة مجتمعنا المتجذرة في عمقها الإسلامي والتاريخي.
وقالوا بمناسبة اليوم العالمي للعمل الخيري الذي يصادف الخامس من سبتمبر كل عام:
منذ قامت هذه الدولة وهي تحمل رسالة الحب والسلام للعالم قاطبة، حيث تسعى قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -يحفظهما الله- إلى ترسيخ قيم الخير للبشرية جمعاء؛ انطلاقًا من رسالة ديننا الحنيف الذي حمل قيم السلام والتعايش، منذ فجر الرسالة المحمدية، لذا تمدّ المملكة يد العون والعطاء؛ لمساندة ودعم الأفراد والدول الشقيقة امتدادًا لدورها الإنساني ورسالتها العالمية.
وأضافوا: لقد رسخت المملكة مكانتها العالمية وحضورها القوي والتزامها في العمل الإنساني والتطوعي وتقديم المساعدات الإنسانية، عبر البرامج الإغاثية بسواعد وطنية في مناطق الكوارث والحروب والصراعات، وهو أمر يصعب الإحاطة بكل جوانبه، ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، فمن الجهود المشرقة في هذا الجانب يبرز الصندوق السعودي للتنمية كمؤسسة حكومية تُعنى بتقديم الدعم الإنمائي من خلال قروض ميسرة لتمويل مشاريع إنمائية في الدول النامية، ثم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي تعتمد نشاطاته منذ تأسيسه عام 2015م على ثوابت تنطلق من أهداف إنسانية سامية ترتكز على تقديم المساعدات للمحتاجين وإغاثة المنكوبين في أي مكان في العالم، حيث وصلت مساعداته إلى أكثر من 90 دولة، وليصبح المركز أيقونة للعمل الإنساني البعيد عن أي حسابات سياسية، ومظلة للأعمال الإنسانية والإغاثية الخارجية بحضوره الدولي في المشهد الإنساني بما يجسد مستهدفات رؤية المملكة 2030 بالوصول إلى المراكز المتقدمة عالميًا في حجم المعونات الإغاثية والإنسانية والتنموية المقدمة للدول المحتاجة.
وأوضح مسؤولو جمعية البر بجدة أن ريادة المملكة في العمل الخيري والإنساني على المستوى العالمي تكمن في العديد من المبادرات الإنسانية والمساعدات من منطلق إيمانها بأهمية الدور الإنساني والتنموي الفاعل الذي تقوم به تجاه الدول المحتاجة والمتضررة بما يجعل من البعد الإنساني نهجًا ثابتًا في سياستها.
وبيّن مسؤولو الجمعية أن العمل الخيري يتيح الفرصة لتعزيز الأواصر الاجتماعية والإسهام في خلق مجتمعات أكثر تماسكًا وتآلفًا من خلال نشر الرسالة الإنسانية في مختلف المجتمعات، مبينين أن اليوم العالمي للعمل الخيري يهدف إلى توعية الناس بالعمل الخيري وتوفير منصة مشتركة للأنشطة الخيرية حول العالم.
وقال مسؤولو "بر جدة": إن جمعية البر بجدة منذ تأسيسها عام 1402هـ وهي تحرص على تمكين العمل الخيري واستدامته من خلال حزمة من البرامج والأنشطة المقدمة للأسر والأيتام ومرضى الفشل الكلوي، مؤكدين أنها تعمل الآن وفق رؤية تنموية معاصرة تستشرف آفاق المستقبل، مسترشدة ببرامج رؤية المملكة 2030، واستراتيجية: "بناء الإنسان وتنمية المكان".
وأضاف مسؤولو الجمعية: لقد حدد مجلس إدارة الجمعية الحالي حزمة من الأهداف الاستراتيجية التي تسعى إلى الانتقال بالعمل الخيري من الرعوية إلى التمكين مع الحرص على توسيع الشراكات مع مختلف القطاعات ودعم الأعمال التطوعية والتوسع في أعداد المتطوعين والمتطوعات، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وبيّنوا أنه انطلاقًا من الرؤية المعاصرة في العمل الاجتماعي تم خلال الفترة القريبة الماضية التركيز على عدد من المحاور التي برز منها تحقيق الاستدامة من خلال إطلاق عدد من المشاريع الاستثمارية التي تدعم موارد الجمعية كمشروع (مقصد جدة) التجاري الترفيهي، والذي سيكون نموذجًا لمحركات النمو في العمل الاجتماعي.
كما حرص القائمون على الجمعية على استثمار التحول الرقمي لتيسير بيئة الأعمال بالجمعية وتسهيل وصول خدماتها للمستفيدين والمتبرعين، وقد برز ذلك في تدشين الجمعية لأجهزة الخدمة الذاتية ومنصة البر الإلكترونية وتطبيق الجمعية على الهواتف المحمولة.
وأوضح مسؤولو "البر": إن نشاطات الجمعية في مجال رعاية الأيتام سواء القاطنون لدى أسرهم أو في دور الضيافة التابعة للجمعية تمثل أحد النماذج المضيئة في العمل الاجتماعي، حيث يحظى الأيتام بمنظومة من الرعاية المتكاملة سواء التعليمية أو الاجتماعية والنفسية والترفيهية والصحية؛ بهدف بناء الشخصية المتكاملة لليتيم مع الحرص على دمج الأيتام في المنظومة المجتمعية والوقوف على مواهبهم وقدراتهم وتنمية ميولهم واحتضان إبداعاتهم، مع مساعدتهم على بناء مستقبلهم من خلال إكمال دراساتهم العليا داخليًا وخارجيًا، ومساندتهم في الحصول على الوظائف التي تلبي احتياجاتهم وتحقق طموحاتهم.
وأضاف مسؤولو الجمعية: جاءت الرعاية الصحية لتستأثر بالنصيب الأكبر من مصروفات الجمعية، خاصة ما تقدمه من رعاية لمرضى الفشل الكلوي في مركزي هشام عطار وعبدالكريم بكر الطبي اللذين يجسدان ملحمة في دلالات التكافل الاجتماعي والاستشعار بمعاناة المرضى، حيث قدَّما ما يربو على 650 ألف جلسة غسيل كلوي، إضافة إلى حرص الجمعية على تقديم الرعاية لمرضى الكلى نفسيًا وتثقيفيًا في إطار حرصها على تعزيز الصحة العامة.
وفي جانب عناية الجمعية بالتمكين، قال مسؤولو الجمعية: لقد قدمت الجمعية نماذج اجتماعية فريدة في تمكين الأسر محدودة الدخل من خلال عدد من البرامج التمكينية المتميزة التي تبدأ بتأهيل وتدريب أبناء الأسر وتهيئتهم للدخول إلى سوق العمل عبر عدد من الشراكات الموقَّعة مع مختلف القطاعات، إضافة إلى عناية الجمعية بتأهيل وتدريب وتمكين الأسر المنتجة بالشراكة مع عدد من الجمعيات والمؤسسات الحكومية والخاصة بما يساهم في فتح منافذ جديدة أمامهم للدخول بقوة إلى سوق العمل.
وخلص مسؤولو جمعية البر إلى أن اليوم العالمي للعمل الخيري فرصة للتذكير بتلك الفئات المحتاجة وضرورة مساندتها بدعم البرامج المقدمة لها، باعتبارها جزءًا أصيلًا من البناء التنموي الذي تم تشييده وفق خارطة الطريق التي رسمتها رؤية المملكة التنموية 2030.