عن "أزمة مانشيني".. كُتاب سعوديون: لنتجاوز أزمة تصريحات المدرب فالأهم هو مؤازرة "الأخضر" في البطولة الآسيوية

عن "أزمة مانشيني".. كُتاب سعوديون: لنتجاوز أزمة تصريحات المدرب فالأهم هو مؤازرة "الأخضر" في البطولة الآسيوية

يرى العديد من الكتاب الصحفيين ضرورة تجاوز أزمة تصريحات مدرب المنتخب السعودي روبرتو مانشيني عن استبعاد لاعبين من قائمة المنتخب، وانتظار التحقيق فيما ورد بتلك التصريحات ونفي اللاعبين لما جاء فيها، مؤكدين أن الأهم الآن هو مؤازرة الأخضر ليواصل مشواره في بطولة آسيا من أجل الفوز بها، ورغم ذلك تناول البعض جوانب مختلفة أو دروسًا كشفت عنها هذه الأزمة.

"صدمة مانشيني!"

وفي مقاله "صدمة مانشيني!" بصحيفة "الرياض"، يرى الكاتب الصحفي تركي الغامدي أن مانشيني لديه أسبابه المقنعة ليقول ما قاله، وأنه حصل على الضوء الأخضر من قبل المسؤولين بشأن تصريحاته، يقول "الغامدي": "لا أتذكر أن مدربًا لمنتخبنا تحدّث بجراءة كبيرة وهو على رأس العمل كما فعل المدرب الإيطالي مانشيني في المؤتمر الذي سبق مباراة الأخضر مع عمان في كأس آسيا 2023، وفصّل خلاله بشفافية أسباب استبعاد عدد من اللاعبين الذين دار حولهم لغط كبير في الفترة الماضية، وذكر معلومات وأحداثًا "صادمة" للوسط الرياضي، ولا أتصور أن مانشيني ظهر إعلاميًا وكشف عن كل ذلك دون أن يأخذ الضوء الأخضر من قبل المسؤولين، ولا أتخيل أن مدربًا بقيمته وتاريخه يفرّط في أدوات تساعده على الفوز والإنجاز دون أسباب مقنعة، خصوصًا وأنه سيلعب في بطولة قارية، وفي كل الأحوال ليس له أي مصلحة من استبعاد أي نجم دون أسباب مقنعة!".

نطالب اتحاد القدم بالتحقيق

ويعلق "الغامدي " قائلًا: "رغم كل ذلك، يُفترض أن يفتح المسؤولون في اتحاد القدم تحقيقات حول ما حدث، خصوصًا وأن الروايات متضاربة بين المدرب واللاعبين الذين وُجهت لهم الاتهامات، كما يجب عليه أن يضرب بيد من حديد بعد نهاية التحقيقات، فإن ثبتت المعلومات التي أوردها مانشيني يعاقب اللاعبون بعقوبات رادعة تجعلهم عبرة لغيرهم، وإن لم تثبت يفترض أن يرد اتحاد القدم للاعبين اعتبارهم، لا سيما وأنهم تعرضوا لانتقادات كبيرة وهجوم بالغ، ليس محليًا فقط، بل خارجيًا أيضًا؛ لكون البطولة متابَعةً قاريًا، وكثير من وسائل الإعلام الآسيوية تغطي أحداثها، ومؤتمر مانشيني وما صاحبه سرق الأضواء حتى من المباريات التي لُعبت في ذات اليوم".

لنقلب هذه الصفحة ونركز على منتخبنا في البطولة

ويضيف "الغامدي" قائلًا: "أما تعاطينا مع الوضع الحالي، فيفترض أن نقلب هذه الصفحة، ونركز على الأسماء الموجودة وتمثل منتخبنا في البطولة، ونقدم لهم الدعم والمؤازرة، ونقف مع الأخضر في رحلته الصعبة، على أمل أن نحقق إنجازًا قاريًا طال انتظاره، وألا ننشغل أكثر بهذه القضية؛ لكونها يُفترض أنها أصبحت على طاولة المسؤولين عن رياضتنا لمناقشتها واتخاذ القرارات اللازمة التي تحفظ حق منتخبنا والكرة السعودية عمومًا".

وينهي "الغامدي" قائلًا: "عمومًا، يجب أن ننسى الأندية وأجواء التنافس فيها، وأن ندعم منتخبنا هذه الأيام، وأن ننظر للجميع بعين واحدة، وكلنا ثقة في نجوم الأخضر وقدرتهم على اللعب بروح قتالية وإسعاد السعوديين بنتائج مشرفة".

تصريحات "مانشيني" كشفت عن سوء إدارة الأزمة إعلاميًا

وفي مقاله "أزمة مانشيني!" بصحيفة " عكاظ"، يرى الكاتب الصحفي أحمد الجميعة أن تصريحات مانشيني كشفت عن سوء إدارة الأزمة إعلاميًا من قبل المعنيين في اتحاد كرة القدم أو إدارة المنتخب، ويقول: "بغضِّ النظر عن نتيجة المنتخب السعودي وشقيقه العماني، أو مشوار الأخضر في الاستحقاق الآسيوي في الدوحة، إلّا أن حديث مدرب المنتخب السيد مانشيني عن استبعاد اللاعبين الستة عن قائمة المنتخب، كشفت عن سوء إدارة الأزمة إعلاميًا من قبل المعنيين في اتحاد كرة القدم أو إدارة المنتخب؛ فليس من المنطق -أكرر إعلاميًا- أن تكون هناك بوادر أزمة ظهرت مع استبعاد اللاعب نواف العقيدي، وبروز ترشيحات إعلامية من أن المدرب سيكشف في المؤتمر الصحفي تفاصيل الاستبعاد، ولا يكون هناك تدخل على خط الأزمة، من خلال بيان توضيحي، وإن كان مقتضبًا، يقلل من أهمية ما سيتحدث به مدرب المنتخب، أو على الأقل يخلق توازنًا في ردة الفعل؛ التي تحولت فيما بعد إلى زلزال في الشارع الرياضي السعودي".

ما فعله "مانشيني" غير مقبول

ويعلق "الجميعة" قائلًا: "أسوأ أنواع الأزمات الإعلامية حينما يكون مصدرها من القائد، والسيد مانشيني -كقائد للجهاز الفني للمنتخب السعودي- حينما يخرج للإعلام في هذا التوقيت؛ ليبرر قراراته بهذه الطريقة المؤسفة والمزعجة هو أمر غير مقبول قبل ساعات من انطلاق مباراة المنتخب، ومهما يكون من أخطاء فردية أو وجهات نظر محتملة لا تصل مطلقًا إلى أن يظهر المدرب ليُحدث هذه الفوضى، أو يُربِك المشهد الرياضي العام في تبادلٍ لآراء ينقص بعضها الكثير من الحكمة والتعقُّل، وخصوصًا حينما تصل إلى التشكيك في ذمم الآخرين".

لا بد من فريق إعلامي محترف في إدارة المنتخب

وينهي "الجميعة" قائلًا: "ما يجعلنا نتحدث هنا؛ لأنه منتخب وطن، ولا يستحق من يقف عليه، بمن فيهم اتحاد الكرة أو إدارة المنتخب أو حتى وزارة الرياضة، أن يتم التقليل من جهودهم، أو ينال أحد من عملهم وخططهم المستقبلية بفعل هذه الأزمة، وإن كانت مزعجة، ولكن الدرس المستفاد مستقبلًا؛ أنه مثل ما يكون هناك تحضير نفسي وفني للمنتخب؛ يجب أن يكون هناك فريق إعلامي محترف في إدارة المنتخب يقود الرأي العام، ولا ينقاد معه، أو بمعنى آخر لا يكون مجرد ردة فعل!".

الاستدعاء للمنتخب واجب وطني وشرف

وفي مقاله "إتاوات المنتخب في الواقعة الأخيرة" بصحيفة "الجزيرة"، يؤكد الكاتب الصحفي عثمان أبوبكر مالي أن غالبية اللاعبين لا يعرفون اللوائح التي تنظم وجودهم مع المنتخبات، وعقوبات رفض أداء هذا الواجب الوطني، ويقول: "الاستدعاء للمنتخب الوطني -أي منتخب- هو استدعاء لأداء (واجب وطني) محدد ومهم ومفروض على الرياضي، وعليه أن يستجيب له ويؤديه مهما كانت الظروف التي يعيشها.. رياضيًا هناك (نظام) وقانون يطبق على من لا يلبي النداء (تقاعسًا) أو تأخرًا أما من لا يلبي النداء (رفضًا) فهو يرتكب (جريمة) بحق نفسه وواجبه تجاه وطنه يستحق المساءلة وعقوبة مشددة بالنظام".

هل يعرف اللاعبون لوائح المنتخبات؟

ويتساءل "مالي": "السؤال المهم هل يعرف اللاعبون جميعًا اللوائح التي تنظم وجودهم مع المنتخبات، والعقوبات التي يمكن أن تطبق عليهم في حالة الإخلال بهذا الشرف والواجب الوطني؟ الأحداث التي وقعت في حالات ماضية -رغم قلّتها وتباعدها- توحي بأن كثيرًا من اللاعبين -إن لم يكن غالبيتهم- لا يعرفون النظام، أو أنهم لا يعرفون تفاصيله، بل حتى بعض الإداريين والإعلاميين ليس لديهم إلمام أو معرفة بتفاصيل العقوبات، ولذلك في (الواقعة الأخيرة) ذهب كثير منهم إلى المطالبة بالشطب للاعبين المشتبه تورطهم وحرمانهم من ممارسة الكرة نهائيًا، وحتى قبل أن يتأكد تورطهم رسميًا، وهناك من طالب بعدم استدعائهم مستقبلًا لارتداء قميص الوطن (بتاتًا) وإن طبقت بحقهم العقوبات المنصوص عليها".

لاعبونا لا يعرفون واجباتهم.. بل "الإتاوات"

ويضيف "مالي" قائلًا: "أسلّم بأن أكثر لاعبينا عمومًا لا يعرفون ما عليهم من واجبات، لكنهم يحفظون جيدًا ما يطالبون به من (إتاوات) عندما ينتصر أو يحقق الفريق فوزًا أو تقدمًا في بطولة قبل الإنجاز، والسبب في ذلك عقلية أو سياسة (دبلها.. دبلها) التي أخذها بعض اللاعبين على غير ما يراد لها والمقصود بها، وهو رفع المعنويات والتحفيز القوي وزيادة درجة الحماسة والرغبة الذاتية لدى الجميع".

فرصة لتصحيح المفاهيم لدى اللاعبين

وينهي "مالي" قائلًا: "الواقعة الأخيرة في المنتخب (فرصة مواتية) لتصحيح كل المفاهيم الخاطئة لدى اللاعبين، وكل الاعتقادات غير الصحيحة لدى الجماهير، في الكثير من الممارسات المسيئة التي تحدث بقصد أو بدون قصد، وذلك بالتعامل معها وفق الأنظمة واللوائح ومن غير تساهل أو استثناء وبما يواكب المرحلة القادمة، بعد التحول الكبير في الرياضة السعودية، وأسوة بما بدأ يجري ويحدث في الأندية الكبيرة، ومن أجل أن يرتقي فكر التعاطي مع كرة القدم وتطبيق الأنظمة في كل مكونات اللعبة وألوانها ومرافقها وأولها وفي مقدمتها المنتخب الوطني".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org