مستشفى سليمان الحبيب بالريان يستأصل ورمين بالنخاع الشوكي لعشريني

تَمكن فريق طبي متخصص في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان، من استئصال ورمين منفصلين ومتزامنين في منطقة النخاع الشوكي لمريض يبلغ من العمر 25 عامًا، بعد أن تسببت تلك الأورام في شعوره بآلام مزمنة أسفل الظهر لمدة عامين، مع وجود تنميل بالأطراف السفلية. وقد سعى المريض للعلاج في أكثر من مستشفى؛ ولكن دون جدوى.

هذا ما أوضحه الدكتور ديفيد حسنين برو، استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري رئيس الفريق الطبي المعالج، والحاصل على دبلوم الدراسات المتخصصة الفرنسية "DES" في جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري.

وأضاف أنه فور وصول المريض للمستشفى تم إخضاعه لحزمة من التحاليل المخبرية والفحوصات الطبية بالرنين المغناطيسي (M.R.I)، وقد كشفت النتائج عن وجود ورم بالفقرة القطنية الثانية إلى الثالثة (ذيل الفرس)، ويبلغ حجمه 2.5 × 1.3 × 1.5 سم، وتحديد موقع ورم آخر بحجم أكبر متمركز في الفقرة العجزية الأولى إلى الثانية، ويبلغ حجمه 6.8 × 1.6 × 2.7 سم مع تشعب داخل مجرى الأعصاب.

وقال الدكتور "ديفيد": إن وجود ورمين منفصلين متزامنين في منطقة النخاع الشوكي يُعد من الحالات النادرة جدًّا؛ خاصة وأن المريض متوسط العمر وليس من كبار السن؛ موضحًا أنه بناءً على النتائج السابقة تم إخضاع المريض لفحوصات إضافية متخصصة بالرنين المغناطيسي (M.R.I) على كامل الجهاز العصبي؛ وذلك للتأكد من عدم وجود أورام أخرى.

وأفاد بأنه بعد دراسة التاريخ المرضي وكل النتائج، قرر الفريق الطبي المعالج التدخل الجراحي لإزالة الورمين؛ وذلك للحد من الضغط القائم على الأعصاب، وأيضًا للحيلولة دون حدوث مزيد من المضاعفات المتمثلة في إصابته بالشلل النصفي السفلي وصعوبة التحكم في الإخراج.

وأشار إلى أن العملية استغرقت 8 ساعات تحت التخدير العام، وتم فيها إجراء فتح جراحي بالظهر لكل ورم، باستخدام أدوات طبية دقيقة وطاولة Jackson Table مصممة خصيصًا لمثل هذا النوع من العمليات، علاوة على استخدام منظار Pentero الخاص بمثل هذه الحالات، وبالاستعانة بتقنيات الأشعة التداخلية الإلكترونية وجهاز مراقبة الأعصاب، بالإضافة إلى آلات متخصصة Sonopet UltraSonic Aspirator والتي تُحدث اهتزازًا لخلايا الورم وخلخلته، تم سحبه من مكانه، دون تحريك كبير للأعصاب؛ الأمر الذي قد يؤدي -لا سمح الله- إلى حدوث شلل دائم.

وأضاف الدكتور "ديفيد برو" بأن جهود الفريق الطبي تكللت بالنجاح التام ولله الحمد؛ إذ استطاع المريض التحرك بعد العملية بساعات قليلة، وغادر المستشفى خلال 5 أيام وهو بصحة ممتازة، وعاد لممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي بعد أن تلقى رعاية طبية فائقة.