رصدت دراسة تحليلية، أجراها مركز القرار للدراسات الإعلامية لمحتوى حساب قناة الجزيرة القطرية على تويتر، أبرز أساليب التناول المضللة لقضايا السعودية، وحجم أهميتها في أجندة القناة القطرية بالتزامن مع مواصلة القناة محاولات استهداف السعودية، وتشويه صورتها داخليًّا وخارجيًّا، والتقليل من إنجازاتها على الأصعدة كافة.
وتضمنت عينة الدراسة محتوى حساب قناة الجزيرة على منصة تويتر عن السعودية في الربع الأول من عام 2020، وهي الفترة التي تزامنت مع أحداث عدة، مرت على السعودية، تتمثل في رئاسة السعودية مجموعة العشرين، وانطلاق فعاليات مواسم السعودية، إضافة إلى اختيار الرياض عاصمة للمرأة العربية لعام 2020.
فيما بلغ عدد التغريدات عن السعودية في الحساب خلال فترة الدراسة 411 تغريدة، تتضمن مواد متفرقة، بمتوسط يومي يصل إلى 5 تغريدات، ونسبة مئوية تبلغ 14 % من إجمالي المواد المنشورة على حساب القناة خلال فترة الدراسة.
وأكدت اتجاهات الدراسة أن قناة الجزيرة تمثل إحدى أدوات التحريض والهدم في المنطقة العربية، وسلاحًا لدولة قطر، تهاجم به كل من تختلف معه في السياسات، إضافة لكونها أداة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة العربية.
أهداف الدراسة
واستهدفت الدراسة التي أجراها مركز القرار للدراسات الإعلامية كشف اتجاهات الخطاب التحريضي للقناة في تناول قضايا السعودية، ومجالات تغطية القناة لمحتوى هذه القضايا، ورصد المصادر التي اعتمدت عليها الجزيرة في استقاء معلوماتها، والتعرُّف على حجم تغطية قناة الجزيرة للمحتوى الخاص بالسعودية. كما ترصد أُطر تناول القناة القطرية للقضايا والموضوعات الخاصة بالسعودية، وقياس درجة الاستثارة في لغة الخطاب ومضمونه، إضافة إلى معرفة القضايا والموضوعات التي ركزت عليها الجزيرة في هذا الإطار.
مجالات التناول
وتضمنت مجالات التناول في حساب القناة مواد عدة متعلقة بالسعودية، تتعلق بمجالات متعددة، أولها المجال "السياسي" بنسبة 42 %، إضافة إلى المجال "العسكري" بنسبة 25 %، والمجال "الحقوقي" بنسبة 19 %، والمجال "الاقتصادي" بنسبة 9 %، ثم المجال "الصحي" بنسبة 5 %. فيما تناول الحساب السعودية من جوانب وموضوعات أخرى، تتصدرها الأزمة اليمنية، إضافة إلى موضوعات عن سمو ولي العهد، وتقارير عن انتهاك حقوق الإنسان، وتدهور الوضع الاقتصادي، واقتحام الحرم المكي عام 1979، والعلاقة مع قطر، والقضية الفلسطينية، وفيروس كورونا، وموضوعات أخرى متفرقة.
أُطر التأثير
اعتمدت القناة في منهجها التضليلي في تناول قضايا السعودية على عدد من الأطر للتأثير على الرأي العام، من أبرزها إطار "الصراع" لمحاولة تشويه السمعة، إضافة إلى إطار "المسؤولية" الذي تنتهجه لإلقاء مسؤولية معاناة الشعب اليمني على قوات التحالف، خاصة السعودية، وإطار "الاهتمامات الإنسانية" الذي تستخدمه باستغلال الجانب العاطفي لمحاولة التأثير على إدراك الجمهور السعودي، وأخيرًا إطار "الاستراتيجية"، باستخدام مصطلحات استراتيجية للتحريض على السعودية.
مصادر القناة
وكشفت الدراسة أن المصادر "غير الرسمية وغير السعودية" تصدرت مواد القناة عن السعودية بنسبة 21،7 %، ثم المصادر "المجهولة" بنسبة 21 %، والمصادر "الإعلامية غير السعودية" بنسبة 19 %، و"الآراء المعارضة للمملكة" بنسبة 15،6 %، والمصادر المبنية على مصطلح "شهود عيان" بنسبة 10،7 %، وعبارة "أكثر من مصدر" بنسبة 5،8 %، إضافة إلى "رسمي سعودي" بنسبة 5،5 %، وأخيرا "إعلامي سعودي" بنسبة 0،7 %.
وتستخدم قناة الجزيرة في تناول الرواية الرسمية السعودية لغة التشكيك أو التهكم، والاعتماد على الاستخدام المجتزأ، إضافة إلى محاولة التأثير على المضمون بما يخدم أجندة القناة، في حين تعتمد في أكثر موادها على مواقع إخبارية غير معروفة، وحسابات سوداء معادية للمملكة، ومواقع إخبارية تشاركها عداء السعودية.
نسب الاتجاهات
وشددت على أن الاتجاهات السلبية تصدرت تناول حساب القناة لقضايا السعودية بنسبة 92 %، بينما تتمظهر مواد أخرى بالحياد بنسبة 8 % فقط.
وقالت الدراسة إن تعليقات المتابعين كانت دائمًا ما تخيب القناة وتوجهاتها؛ إذ تضمنت نسبة 89 % منها تفنيدًا لمزاعم القناة، وسخرية من محتوى حسابها، ودعمًا وتأييدًا لسياسات السعودية الداخلية والخارجية، وتأكيدًا للثقة في القيادة السعودية، إضافة إلى فضح نوايا القناة القطرية ومحاولاتها المستميتة لاستهداف السعودية، إضافة إلى الوعي بالمخططات التي تحاك ضد السعودية.
آليات التحريض
وقالت الدراسة إن القناة تعتمد على آليات عدة في التحريض الإعلامي ضد السعودية، من خلال تجاهل الإنجازات التي حققتها السعودية، والسعي للتأثير في أجندة المتابعين لاستهداف السعودية، وتبني وجهات النظر المعارضة للمملكة، والتركيز عليها، وتجاهل الرؤى المؤيدة للمملكة، وتهميشها، والتشكيك فيها، إضافة إلى استخدام الضخ الإعلامي المكثف للمواد المتعلقة بالسعودية، والاعتماد على المصادر المجهولة وغير الموثوقة.
واختتمت الدراسة بأن حساب القناة على تويتر يركز على الأخبار السلبية عن السعودية أيًّا كان مصدرها، بوصفها واحدة من آليات التحريض لدى القناة، في محاولة لتشويه صورة السعودية، وزعزعة أمنها واستقرارها، إضافة إلى توظيف الأفعال المبنية للمجهول بما يخدم سياستها التحريرية، وتبنِّي أساليب "جوزيف جوبلز" وزير الدعاية السياسية النازية الألمانية.