"عجبًا لهذه العقول".. فهناك من ينتحر مُغامرًا بنفسه نحو تهلكته، حيث يعتقد أنه سيتغلغل داخل مغبات السيول الجارفة، والنتيجة أنه يلقى حتفه غرقًا، مُخلفًا حُزنًا وألمًا لوالديه وأُسرته وذويه ومُحبيه، وكُل ذلك عند البعض من أجل أن يلتقط "سنابة" أو صورة يتناقلها مع مُتابعيه كما يزعُم، حيثُ قد يكون مشهورًا ويجد في ذلك فخرًا وتعاليًا وإشادة لدى متابعيه، وربما قد تذهب تلك الالتقاطات وتجرفها السيول كما جرفت من قام بتصويرها، وبذلك لن يشهد المتابعون تلك المُغامرة، بل تبدأ قصة الحزن في داخل منزله.
وعلى الرغم من تحذيرات "الدفاع المدني" وسائر الجهات ذات العلاقة، من المجازفة والمخالفة في عبور الأودية وبطونها، ومناطق جريان السيول، كذلك العبارات التي تفيض من مياه الأمطار، إلا أن "الهياط" ما زال مستمرًا، فقد حاول مجموعة من الشبان اليوم وبعد الأمطار الغزيرة التي شهدتها "الطائف" عبور أحد الأودية التي تشهد جريان السيول المنقولة لديها وبكثافة، وبعد قطع مسافة بالمركبة التي يستقلونها وتوسطهم المنطقة الخطرة خرجوا متباهين مُلتقطين صورًا لذاكرة جوال ربما كانت قد تكون حزينة وأليمة.
في المقابل توقفت الكثير من المركبات على جنبات الطريق الذي يعلو العبارة الواقعة ضمن الوادي مُسببين تجمعًا وازدحامًا، والخروج من مركباتهم من أجل التقاط الصور، مُسببين بذلك مُخالفة لأنظمة المرور وتعليماته، لحين أن باشرت دورية مرور، والتي تعاملت مع الموقف نظامًا وفقًا لاختصاصها.
وفي ظل مواصلة "الدفاع المدني" متابعة الحالة المطرية التي تشهدها معظم مناطق المملكة ميدانيًا، يدعو إلى الابتعاد عن الأودية وتجمع مياه الأمطار، كذلك موجهًا رسائل سلامة مفادها: "أثناء هطول الأمطار وجريان الأودية لا تجازف بحياتك باجتيازها"، مُحذرًا من عبور الأودية والشعاب أثناء جريانها، معتبرًا ذلك مخالفة تصل غرامتها إلى 10000 ريال، بالتنسيق مع المرور.