اتسمت مضامين كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - رعاه الله - في المحافل المحلية والدولية بديمومة النهج الذي تسير عليه المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها، والتأكيد على خصوصيتها في التعاطي مع الأحداث نظراً لمكانتها وريادتها للعالم الإٍسلامي وتشرُّفها بخدمة الحرمين الشريفين، وبمحورية دورها سياسياً واقتصادياً على مختلف الصعد عربياً وإقليمياً ودولياً.
محلياً، ظل الخطاب الملكي يؤكّد أن الإنسان السعودي هو المحور الرئيس للتنمية الوطنية، وأن المسيرة الخيّرة لوطننا -بفضل الله- حققت منجزات نباهي بها بين الأوطان، تمّت بعزم شبابنا وشاباتنا، وهم يمضون في طريقهم إلى المستقبل بكل ثقة، مسلحين بعقيدتهم الإسلامية السمحة، وشيمهم العربية الأصيلة، والعلوم والمعارف التي نهلوا منها لمواصلة مسيرة البناء والازدهار.
ولا تخلو كلمة أو حديث لخادم الحرمين الشريفين دون أن يؤكّد من خلالها على مكانة المملكة بوصفها منطلق الإسلام ومهد العروبة وقبلة المسلمين التي تقف بكل حزم وعزم مع الدول الإسلامية والعربية لأخذ حقوقها كاملة دون نقصان.
ويشدّد -حفظه الله- في كل كلماته على نعم الله وفضله التي حباها المملكة العربية السعودية حتى أضحت دولة السلام.
وعرضت وكالة (واس) في التقرير التالي مُجمل خطب وكلمات خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- التي ألقاها خلال عام مضى:
وألقى خادم الحرمين الشريفين أمام قادة دول الخليج خلال اجتماع الدورة الـ 39 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون، كلمة قال فيها:
لقد قام مجلس التعاون لدول الخليج العربية من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والنماء والازدهار والرفاهية لمواطني دول المجلس، فهم ثروتنا الأساسية وبهم تتحقق الرؤى والآمال. وأثق أننا جميعاً حريصون على المحافظة على هذا الكيان وتعزيز دوره في الحاضر والمستقبل.
لقد حبا الله -عزّ وجلّ- دولنا بثروات بشرية وطبيعية عزّزت دورها الحضاري في المنطقة والعالم، الأمر الذي يتطلب منا جميعاً تسخير طاقاتنا لخدمة شعوب المجلس والحفاظ على أمن واستقرار دولنا والمنطقة.
إن منطقتنا تمر بتحديات وتهديدات لا تخفى عليكم فلا تزال القوى المتطرفة والإرهابية تهدّد أمننا الخليجي والعربي المشترك ولا يزال النظام الإيراني يواصل سياساته العدائية في رعاية تلك القوى والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وهذا يتطلب منا جميعاً الحفاظ على مكتسبات دولنا، والعمل مع شركائنا لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، والإصرار على ضرورة تحقيق الضمانات الكاملة والكافية تجاه برنامج إيران النووي وبرنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية.
إخواني أصحاب الجلالة والسمو
تواصل المملكة الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية، وتحتل القضية الفلسطينية مكان الصدارة في اهتماماتها وتسعى لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتناشد المملكة المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته باتخاذ التدابير اللازمة لحماية الشعب الفلسطيني من الممارسات العدوانية الإسرائيلية التي تعد استفزازاً لمشاعر العرب والمسلمين وللشعوب المحبة للسلام.
ولقد حرصت دول التحالف بطلب من الحكومة الشرعية في اليمن على إنقاذ اليمن وشعبه من فئة انقلبت على شرعيته وعمدت إلى العبث بأمنه واستقراره، كما عملت دول التحالف على إعادة الأمل للشعب اليمني من خلال برامج الإغاثة والمساعدات الإنسانية، كما تواصل دول التحالف دعمها لجهود الوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية وفقاً لقرار مجلس الأمن 2216، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ونتائج الحوار الوطني اليمني الشامل.
وتدعو المملكة إلى حل سياسي يُخرج سوريا من أزمتها ويسهم في قيام حكومة انتقالية تضمن وحدة سورية وخروج القوات الأجنبية والتنظيمات الإرهابية منها.
كما تحرص المملكة على بناء علاقات متينة وإستراتيجية مع الشقيقة العراق التي تشكل ركناً أساسياً في منظومة الأمن العربي.
وقال -أيّده الله- خلال استقباله ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة من المفكرين والأدباء:
إن هذا المهرجان يجسّد تراث المملكة، ويعكس تنوع التراث في بلادنا، ويسهم في توعية الأجيال الشابة بهذا التراث، كما يسهم المهرجان في تعزيز التواصل الثقافي العالمي، وما وجودكم هنا إلا دليل على ذلك.
تمثل الثقافة بمفهومها الشامل قاسماً مشتركاً أساسياً بين شعوب العالم وعاملاً مهماً لتعزيز الأمن والسلم وترسيخ مفهوم التعايش والحوار العالمي من أجل مستقبل أفضل.
وقد قال - أيّده الله - في كلمته خلال تدشين برنامج التنمية الريفية الزراعية المستدامة:
"أنا سعيد أني أراكم اليوم، وسعادتي دائماً أراها عندما أشاهد الكفاءات في بلادنا والحمد لله في كل المجالات، وهذه نعمة من الله على كل حال، ثم وجود وسائل التعليم في كل المملكة من المدارس والجامعات والكليات جعلت المملكة تكتفي بأبنائها، وهذه نعمة كبرى، لكن النعمة الأكبر هو الأمن والاستقرار في بلادنا، الذي جعل العمل فيها في كل مجال متطوراً، والأكبر من هذا كله بلادنا بلاد الحرمين، ويشرفني كما يشرف أي واحد من الأسرة أو من أبناء وطننا أن نكون خداماً للحرمين الشريفين، الحمد لله رب العالمين، نسأل الله -عزّ وجلّ-، أن يرزقنا شكر نعمته، والحمد لله بلدنا الآن في كل مجالاته فيها من أبناء البلد مع إخوانهم الذين قبلهم من البلاد العربية وغيرها، خدموا مع الدولة، لكن ولله الحمد الآن يمكن أن نصدّر ولا نستورد، نسأل الله -عزّ وجلّ- أن يرزقنا شكر نعمته قبل كل شيء، ويحمي بلادنا من كل مَن أراد بها سوءاً، والحمد لله رب العالمين".
وخلال القمة العربية - الأوروبية الأولى بشرم الشيخ، ألقى كلمة قال فيها: إن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للدول العربية، وفي القمة الأخيرة لقادة الدول العربية التي استضافتها المملكة العربية السعودية، التي أسميناها (قمة القدس).
أعدنا التأكيد على موقفنا الثابت تجاه استعادة الحقوق المشروعة كافة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها، إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية.. وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.. وأن حل القضية الفلسطينية مهم؛ ليس فقط لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، وإنما للاستقرار العالمي وأوروبا على وجه الخصوص، وفي هذا الشأن فإننا نثمّن الجهود الأوروبية لإيجاد حل عادل لهذه القضية.
الحضور الكرام:
إن المملكة تؤكّد أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية، على أساس المبادرة الخليجية، ونتائج الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن 2216.
كما تؤكّد أهمية تكاتف الجهود الدولية من أجل دعم الشرعية اليمنية وحمل الميليشيات الحوثية الإرهابية الانقلابية المدعومة من إيران على الانصياع لإرادة المجتمع الدولي.
لقد بذلت المملكة في سبيل إنجاح مشاورات السويد جهوداً كبيرة، وتدعو إلى متابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في تلك المشاورات بكل دقة.
وتحميل الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران المسؤولية عن الوضع القائم في اليمن.
وإدانة ما تقوم به من إطلاق الصواريخ الباليستية إيرانية الصُنع والمنشأ تجاه مدن المملكة العربية السعودية التي بلغ عددها أكثر من (200) صاروخ.. إضافة إلى أنشطتها المزعزعة لأمن وسلامة الملاحة البحرية في منطقة باب المندب والبحر الأحمر التي تشكل تهديداً مباشراً وخطيراً لأمننا جميعاً.
وإن ما يقوم به النظام الإيراني من دعم لهذه الميليشيات وغيرها في المنطقة، وممارساته العدوانية وتدخلاته السافرة في شؤون الدول الأخرى، يتطلب موقفاً دولياً موحداً لحمله على الالتزام بقواعد حسن الجوار والقانون الدولي ووضع حد لبرنامجه النووي والباليستي.
إن الالتزام بالمعاهدات والأعراف والقرارات الدولية هو الأساس الذي يُبنى عليه حل النزاعات الدولية.
ونجدّد دعوتنا إلى الحل السياسي للأزمات التي تمر بها بعض دولنا العربية وفقاً للمرجعيات الدولية في هذا الشأن، ونثمّن الجهود الأوروبية الداعمة لذلك.
الحضور الكرام:
لقد عانت المملكة العربية السعودية شأنها شأن الكثير من الدول الأخرى من الإرهاب، وقادت عديداً من الجهود الدولية الرائدة لمحاربته على الأصعدة كافة بما في ذلك تجفيف منابعه الفكرية والتمويلية.. وأثمر التعاون الأمني المشترك مع عديد من الدول عن إحباط عديدٍ من المحاولات الإرهابية الآثمة. وإننا نؤكّد أهمية مواصلة العمل المشترك في محاربة الإرهاب وغسل الأموال بلا هوادة ولا تساهل.
إننا نؤمن بأن قضايا اللاجئين والمهاجرين والنازحين من بلدانهم بسبب مآسي الحروب والنزاعات هي على رأس القضايا الإنسانية الملحة، ونأمل أن تنجح هذه القمة في المساعدة على إيجاد حلول لها.
ومن منطلق المبادئ والثوابت الإسلامية والعربية، فإننا لا نتهاون ولا نتأخر في تأدية واجباتنا الإنسانية تجاه الأزمات التي يعانيها عديدٌ من دول وشعوب المنطقة والعالم دون تمييز ديني أو عرقي.
فقد قدّمت المملكة مساعدات تتجاوز (35) مليار دولار لأكثر من (80) دولة في المجالات الإنسانية والخيرية والتنموية.
الحضور الكرام:
إن العلاقات بين الدول لا يمكن أن تستقيم دون احترام كامل لسيادتها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
وإن الميل عن هذه المبادئ الراسخة في العلاقات الدولية من شأنه أن يؤثر في تحقيق التعايش والتعاون المشترك الذي تصبو إليه شعوب العالم.
وإن ما يعزز اهتمامنا بهذه القمة هي رغبة الجانبين في تعزيز علاقاتنا على مختلف الأصعدة وفق هذه المبادئ.. وإن من مسؤوليتنا جميعاً تجاه شعوبنا وأجيالنا القادمة، أن نعمل على بناء شراكة حقيقية بين الدول العربية والدول الأوروبية تستلهم من تجارب الماضي خططاً للحاضر، ومن تحديات الحاضر فرصاً للمستقبل.
وفي أعمال القمة العربية في دورتها الثلاثين التي عُقدت في جمهورية تونس، قال خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله-: ستظل القضية الفلسطينية على رأس اهتمامات المملكة حتى يحصل الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً إلى القرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
ونجدّد التأكيد على رفضنا القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان، ونؤكّد أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يضمن أمن سوريا ووحدتها وسيادتها، ومنع التدخل الأجنبي، وذلك وفقاً لإعلان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن (2254).
وفي الشأن اليمني نؤكّد دعمنا جهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي وفق المرجعيات الثلاث، ونطالب المجتمع الدولي بإلزام المليشيات الحوثية المدعومة من إيران بوقف ممارساتها العدوانية التي تسبّبت في معاناة الشعب اليمني وتهديد أمن المنطقة واستقرارها.
وستستمر المملكة ـ بحول الله ـ في تنفيذ برامجها للمساعدات الإنسانية والتنموية لتخفيف معاناة الشعب اليمني العزيز.
وفيما يتعلق بالأزمة الليبية تؤكّد المملكة الحرص على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها، وتدعم جهود الأمم المتحدة في الوصول إلى حل سياسي يحقّق أمن ليبيا واستقرارها والقضاء على الإرهاب الذي يهدّدها.
وتواصل المملكة دعمها للجهود الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف على المستويات كافة، وإن العمل الإرهابي الذي استهدف مسجديْن في نيوزيلندا، يؤكّد أن الإرهاب لا يرتبط بدين أو عرق أو وطن.
وتشكّل السياسات العدوانية للنظام الإيراني انتهاكاً صارخاً لكل المواثيق والمبادئ الدولية، وعلى المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته تجاه مواجهة تلك السياسات ووقف دعم النظام الإيراني للإرهاب في العالم.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجه أمتنا العربية، فإننا متفائلون بمستقبل واعد يحقّق آمال شعوبنا في الرفعة والريادة.
وعبّر خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بعد تسلُّمه وثيقة مكة المكرّمة الصادرة عن المؤتمر الدولي حول قيم الوسطية والاعتدال، عن ترحيبه بعلماء الأمة الإسلامية، وقال: يسعدني الترحيب بكم، وأنتم تجتمعون في هذه الرحاب الطاهرة والأيام والليالي المباركة حول موضوع مهم، يتناول قيم الوسطية والاعتدال في نصوص الكتاب والسنة، التي جاءت بالرحمة والخير للإنسانية جمعاء، ودعت إلى مكارم الأخلاق، وأوضحت منهج الإسلام المعتدل، فنحن أمة وسط، فلا تشدّد ولا غلو، قال الله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا).
ويسرنا أن نرى علماء الأمة الإسلامية على هذا التعاون، لتوحيد آرائهم في القضايا المهمة، وخاصة ما يتعلق بمواجهة أفكار التطرف والإرهاب.
وسنكون دوماً على أمل -بإذن الله- في تماسك الأمة الإسلامية، واجتماع كلمة علمائها، وتجاوز مخاطر التحزبات والانتماءات التي تفرق ولا تجمع.
ونحن ملكنا في هذه البلاد منذ الملك عبدالعزيز يسمّى خادم الحرمين الشريفين، وهذا شرفٌ لنا جميعاً، وكلنا في بلدنا نخدم الحرمين الشريفين، والحمد لله.
وقال -رعاه الله- في افتتاح أعمال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الطارئة:
يطيبُ لي أن أرحبَ بكم في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية، وأشكرَ لكم تلبية الدعوة لهذه القمةِ الطارئة، التي تنعقدُ في ظل تحدياتٍ مباشرةٍ تهددُ الأمنَ والاستقرار إقليمياً ودولياً.
ولقد استطعنا في الماضي تجاوزَ عديدٍ من التحديات التي استهدفت الأمنَ والاستقرار، وكذلك الحفاظُ على المكتسبات وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في دولنا، وسنعملُ معاً -بحولِ الله- لمواجهةِ التحديات والتهديدات كافة بعزمٍ وحزم.
إخواني أصحاب الجلالة والسمو:
إن ما يقوم به النظامُ الإيراني من تدخلٍ في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وتطويرِ برامجه النوويةِ والصاروخية، وتهديدهِ حرية الملاحة العالمية بما يهددُ إمدادات النفط للعالم، يُعد تحدياً سافراً لمواثيق ومبادئ وقوانين الأممِ المتحدة لحفظِ السلم والأمن الدوليين.
كما أن دعمَه للإرهابِ عبر أربعةِ عقودٍ وتهديده للأمنِ والاستقرار بهدف توسيعِ النفوذ والهيمنةِ هو عملٌ ترفضُه الأعرافُ والمواثيق الدولية.
إن الأعمالَ الإجرامية التي حدثت أخيراً باستهدافِ أحدِ أهم طرقِ التجارة العالمية بعملٍ تخريبي طالَ أربعَ ناقلاتٍ تجارية بالقربِ من المياه الإقليميةِ لدولةِ الإمارات العربية المتحدة الشقيقة. وكذلك استهدافُ محطتَي ضخٍ للنفط، وعدد من المنشآتِ الحيوية في المملكة، تستدعي منا جميعاً العملَ بشكل جاد للحفاظِ على أمنِ ومكتسبات دولِ مجلسِ التعاون.
إخواني أصحاب الجلالة والسمو:
إن المملكةَ حريصةٌ على أمنِ المنطقة واستقرارها، وتجنيِبها ويلاتِ الحروب، وتحقيقِ السلام والاستقرارِ والازدهار لكل شعوبِ المنطقة بما في ذلك الشعبُ الإيراني.
وستظلُ يدُ المملكة دائماُ ممدودةً للسلام، وسوف تستمرُ بالعملِ في دعمِ الجهودِ كافة للحفاظ على الأمنِ والاستقرار في المنطقة.
وفي الختام، فإنه لا بدَ من الإشارة إلى أن عدمَ اتخاذِ موقفٍ رادع وحازمٍ لمواجهة الأنشطةِ التخريبية للنظام الإيراني في المنطقة، هو ما قادَه للتمادي في ذلك والتصعيدِ بالشكلِ الذي نراه اليوم.. ونطالبُ المجتمعَ الدولي بتحمُّلِ مسؤولياته إزاء ما تشكله الممارساتُ الإيرانية من تهديدٍ للأمن والسلمِ والدوليين، واستخدامِ الوسائل كافة، لوقف النظامِ الإيراني من التدخلِ في الشؤون الداخليةِ للدول الأخرى، ورعايتهِ للأنشطةِ الإرهابية في المنطقةِ والعالم، والتوقفِ عن تهديدِ حريةِ الملاحةِ في المضائق الدولية.
وخلال افتتاح أعمال القمة العربية الطارئة التي عُقدت في قصر الصفاء بمكة المكرّمة، ألقى خادم الحرمين الشريفين كلمة قال فيها -أيّده الله-:
يسرني أن أرحبَ بكم في بلدِكم المملكةِ العربية السعوديةِ، مقدراً لكم تلبية الدعوةِ لعقدِ هذه القمةِ الطارئةِ. وأودُ أن أشكرَ أَخي فخامةَ الرئيس الباجِي قايد السبسي؛ رئيسُ جمهورية تونس الشقيقة، على ما يَبْذُله من جهودٍ موفقةٍ بإذنِ الله خلالَ هذه الدورة.
إننا نجتمعُ اليومَ لبحثِ ما نُواجهُه من تحدياتٍ استثنائيةٍ تُهددُ الأمنَ العربي، والأمنَ والاستقرارَ الإقليمي والدولي، وكذلكَ حريةُ التجارةِ العالميةِ واستقرارَ الاقتصادِ العالمي.
ففي الوقت الذي تَبْقَى فيهِ القضيةُ الفلسطينيةُ قَضِيتنا الأولى إلى أن ينالَ الشعبُ الفلسطيني حُقوقَه المسلوبة وإقامةُ دولته المستقلةِ وعاصمتها القدسُ الشرقية.. وفقاً للقرارات الدوليةِ ذات الصلةِ والمبادرةِ العربيةِ للسلام.
إننا نواجه اليومَ تهديداً لأمننا العربي يتمثلُ في العملياتِ التخريبيةِ التي استهدفت سفناً تجاريةً بالقربِ من المياه الإقليميةِ لدولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدة.. واستهدفت أيضاً محطتَي ضخ للنفطِ في المملكة العربية السعودية من قبلِ مليشياتٍ إرهابيةٍ مدعومة من إيران.. وهو أمرٌ ليس بالجديدِ على تجاوزِ النظامِ الإيراني المستمر للقوانينِ والمواثيقِ الدولية، وتهديدِ أمنِ واستقرارِ دُولناَ والتدخلِ في شؤونها.
إخواني أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:
على الرغمِ من مكائدِ النظام الإيراني وأعمالهِ الإرهابيةِ التي يمارسها مباشرةً أو من خلالِ وكلائه بهدفِ تقويضِ الأمنِ العربي ومسيرةِ التنميةِ في بلادِنا العربية.. إلا أن دولنا وشعوبَنا استطاعت -بحمدِ الله- أن تواجه هذه المكائدَ وتحقق تقدماً في مساراتها التنمويةِ والاقتصاديةِ وتحافظُ على الأمنِ العربي.
إن عدمَ اتخاذِ موقفٍ رادعٍ وحازمٍ لمواجهةِ تلك الممارساتِ الإرهابيةِ للنظامِ الإيراني في المنطقة هو ما قاده للتمادي في ذلك والتصعيدِ بالشكلِ الذي نراه اليوم.
إخواني أصحاب الجلالة والفخامة والسمو:
ستظلُ يدُ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ دائماً ممدودةً للتعاونِ والتحاورِ معَ دولِ المنطقةِ والعالمِ في كلِ ما من شأنه تعزيزُ التنميةِ والازدهارِ وتحقيقِ السلامِ الدائمِ لدولِ وشعوبِ المنطقةِ بما في ذلك الشعبُ الإيراني.
وعلينا جميعاً السعيَ لجعلِ العالمِ العربي مركزاً اقتصادياً وثقافياً مؤثراً في العالم، بما يعكسُ مقدراتِ دولنا وشعوبنا الاقتصاديةِ والثقافيةِ والتاريخية.
وأدعوكم إخوتي للوقوفِ وقفةً جادةً وحازمةً للدفاعِ عن هذه المكتسبات.
كما نطالبُ المجتمعَ الدولي بتحمُّلِ مسؤولياتهِ إزاءَ ما تُشَكلهُ الممارساتُ الإيرانية ورعايتها الأنشطةِ الإرهابيةِ في المنطقةِ والعالم، من تهديدٍ للأمنِ والسلمِ الدوليين، واستخدام كافةِ الوسائلِ لردعِ هذا النظامِ، والحدِ من نزعتهِ التوسعية.
وفي افتتاح أعمال القمة الإسلامية الرابعة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي، قال الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه-:
أرحبُ بكم في المملكةِ العربيةِ السعوديةِ مهبطِ الوحيِ ومن جوارِ بيتِ اللهِ الحرام قبلةِ المسلمين وفي هذا الشهرِ المبارك، حيثُ نجتمعُ في هذه القمةِ التي نأملُ أن تحققَ ما نصبو إليه لأمتِنا الإسلاميِة من عزةٍ وتقدم وأمنٍ وسلام ورخاءٍ وازدهار.
ويسعدني أن أشكرَ فخامةَ الرئيسِ رجب طيب أردوغان؛ رئيسِ الجمهورية التركيةِ، على ما قام به من جهودٍ خلال رئاستهِ الدورةِ السابقةَ للقمةِ الإسلامية.. كما أشكرُ معالي الأمينِ العام لمنظمةِ التعاون الإسلامي، على ما تقومُ به الأمانة من أعمالٍ لخدمةِ التعاون الإسلامي.
الإخوةُ الكرام:
نستذكرُ هذا العامَ مرورَ خمسين عاماً على تأسيسِ منظمةِ التعاون الإسلامي، التي جاء تأسيسُها بعد حادثةِ إحراق المسجدِ الأقصى الذي لا يزالُ يرزحُ تحتَ الاحتلال ويتعرضُ لاعتداءات ممنهجة.
إن القضيةَ الفلسطينية تمثلُ الركيزةَ الأساسية لأعمالِ منظمةِ التعاون الإسلامي، وهي محورُ اهتمامنا حتى يحصلَ الشعبُ الفلسطيني الشقيق على كافةِ حقوقهِ المشروعة التي كفلتها قراراتُ الشرعية الدولية ومبادرةُ السلامِ العربية.
ونجدّدُ التأكيدَ على رفضنا القاطعِ لأيّ إجراءاتٍ من شأنها المساسُ بالوضعِ التاريخي والقانوني للقدس الشريف.
أيها الإخوةُ الكرام:
إن التطرفَ والإرهاب من أخطرِ الآفات التي تواجهها أمتُنا الإسلامية والعالمُ أجمع.. ويجبُ أن تتضافرَ الجهود لمحاربتِها وكشف داعميها وتجفيف مواردها الماليةِ بكل السبل والوسائل المتاحة، و-مع الأسف الشديد- يضربُ الإرهاب في منطقتنا من جديد.. فخلالَ هذا الشهر الكريم تعرضت سفنٌ تجارية قرب المياه الإقليمية لدولةِ الإمارات العربية المتحدة لعمليات تخريبٍ إرهابية، ومن بينها ناقلتا نفطٍ سعوديتان، وهو ما يشكلُ تهديداً خطيراً لأمنِ وسلامة حركةِ الملاحة البحرية والأمن الإقليمي والدولي.
كما تعرضتْ محطتا ضخ للنفطِ في المملكةِ العربية السعودية لعملياتٍ إرهابية عبر طائراتٍ دون طيار من قِبل مليشياتٍ إرهابية مدعومةٍ من إيران.
ونؤكدُ أنّ هذه الأعمال الإرهابية التخريبية لا تستهدفُ المملكةَ ومنطقة الخليجِ فقط، وإنما تستهدف أمن الملاحةِ وإمداداتِ الطاقة للعالم.
الإخوةُ الكرام:
من المؤلم أن يشكلَ المسلمون النسبةَ الأعلى بين النازحينَ واللاجئين على مستوى العالم من جرّاء الاضطراباتِ والحروب وانحسارِ فرص العيشِ الآمنِ الكريم في بلدانهم.
ومن هذا المنطلق، فإن المملكةَ العربية السعودية كانت ولا تزالُ تسعى ما استطاعت إلى الإصلاحِ وتوفيقِ وجهات النظر المختلفةِ خدمة للدولِ الإسلامية وشعوبها.. مع الاستمرار في مدِ يد العونِ والمساعدة عبر الجهدِ الإنساني والإغاثي حرصاً على سيادةِ وأمن واستقرار الدولِ الإسلامية، في ظل وحدةٍ وطنية وسلامةٍ إقليمية.
الإخوةُ الكرام:
إن إعادةَ هيكلة منظمةِ التعاون الإسلامي وتطويرها وإصلاح أجهزتها أصبحت ضرورة ملحة لمجابهة التحديات الإقليمية والدولية التي تمر بها أمتنا.
وبمشيئةِ الله وتوفيقه، ستسعى المملكةُ العربية السعودية من خلال رئاسِتها لأعمالِ هذه القمة للعمل مع الدولِ الأعضاء والأمانةِ العامة للمنظمة للإسراع في تفعيلِ أدوات العمل الإسلامي المشترك تحقيقاً لما تتطلعُ إليه شعوبُ أمتنا الإسلامية.
وقال خادم الحرمين الشريفين، خلال استقباله أصحاب السمو الأمراء ومفتي عام المملكة وأصحاب الفضيلة والمعالي وكبار المدعوين من دول مجلس التعاون وقادة القطاعات العسكرية وقادة الأسرة الكشفية في المملكة المشاركين في الحج:
يسعدني اليوم تهنئتكم وتهنئة المواطنين والمواطنات وحجاج بيت الله الحرام بعيد الأضحى المبارك، سائلاً المولى -عزّ وجلّ- أن يجعله عائداً علينا وعلى الأمة الإسلامية بالخير والبركة والقبول.
لقد حبا الله بلادنا بنعم كثيرة، حيث اختصّها بشرف خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوّار.. فأدّت واجبها مرضاةً له -سبحانه-، ورحّبت بضيوف الرحمن دون استثناء، ووفّرت لهم كل الخدمات التي تعينهم على أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وأمن وطمأنينة.
ولم يتحقق ذلك إلاّ بفضل الله -سبحانه- ثم بالجهود الكبيرة التي تبذلها أجهزة الدولة بكل قطاعاتها.
أيها الإخوة:
بهذه المناسبة العزيزة على جميع المسلمين، نسجّل تقديرنا لما تبذله القطاعات العسكرية والأمنية في خدمة ضيوف الرحمن، وفي الذود عن حياض الوطن، وحماية المقدّسات، والتضحية في ميدان الشرف، وهي جهود وتضحيات كانت وستظل محل فخر الوطن واعتزازه.
نسأل الله أن يحفظ هذا الوطن، ويديم عليه نعمة الخير والأمن والإيمان.
وخلال حفل الاستقبال السنوي لأصحاب الفخامة والدولة وكبار الشخصيات الإسلامية الذين أدّوا فريضة الحج لهذا العام 1440هـ قال -أيّده الله-:
أحييكم من جوار بيت الله العتيق، من مهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية الداعية إلى التسامح والتحاور، وأهنئكم بعيد الأضحى المبارك يوم الحج الأكبر، أعاده الله على الجميع بالخير والبركات.
في الحج تتجلى دعوة الإسلام الجوهرية في وحدة الأمة، كما في هذا التجمع الكبير، وفي إقامتهم في هذه المشاعر المقدّسة في زمان ومكان واحد، ملبين دعوة ربهم لحج البيت العتيق، تاركين خلفهم متاع الدنيا وزخرفها.
لقد شرّف الله -سبحانه- المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، خدمة نفخر بها، فجعلنا رعايتهم وسلامتهم في قمة اهتماماتنا، وسخرنا لهم كل ما يعينهم على أداء حجهم، وفق مشاريع متكاملة تهدف إلى تيسير أداء الحج، وسلامة قاصدي بيته الحرام، ومسجد رسوله الكريم -صلى الله عليه وسلم-، مكملين بأعمالنا الجهود الجليلة التي بذلها ملوك هذه البلاد المباركة، منذ عهد مؤسِّسها جلالة الملك عبدالعزيز- رحمه الله رحمة واسعة.
أسأل الله لكم قبول أعمالكم، وأن يجعل حجكم مبروراً، وسعيكم مشكوراً، ودعاءكم مستجاباً، وأن يعيدكم إلى بلدانكم سالمين غانمين، إنه سميع مجيب.
وفي أثناء جلسة المباحثات الرسمية مع فخامة رئيس روسيا الاتحادية، ألقى خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- كلمة جاء فيها:
إن هذه الزيارة وما يتخللها من مباحثات مع فخامتكم والمسؤولين من البلدين فرصة كبيرة لتمتين أواصر الصداقة والروابط بين البلدين وتعميقها، والوصول إلى تطابق في الرؤى والمواقف السياسية، وتقدر المملكة العربية السعودية لروسيا الاتحادية دورها الفاعل في المنطقة والعالم، ونتطلع للعمل مع فخامتكم دوماً في كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار والسلام، ومواجهة التطرف والإرهاب، وتعزيز النمو الاقتصادي.
إن ما سنعمل عليه من فرص استثمارية وتجارية مشتركة بين البلدين من خلال توقيع عديد من الاتفاقيات، خصوصاً في مجال الطاقة، ستكون له نتائج إيجابية كبيرة على مصالح بلدينا وشعبينا؛ مؤكدين دعمنا للتعاون الاستثماري القائم بين البلدين عن طريق صندوق الاستثمارات العامة وصندوق الاستثمارات الروسي المباشر، ومرحبين باستثمار الصندوقين في أكثر من ثلاثين مشروعاً استثمارياً حتى الآن، ومؤكدين الدور المهم لاجتماع اللجنة الاقتصادية السعودية - الروسية الأول الذي سيُعقد خلال هذه الزيارة ودعمنا لها.
وقال خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السابعة لمجلس الشورى: إننا لنحمد الله على ما تحقق من إنجازات تنموية ضخمة في العقود الماضية، والمملكة -بعون الله- مستمرة في طريقها لتحقيق مزيد من الإنجازات عبر رؤية 2030، ولتحقيق ذلك قامت المملكة ببذل جهود كبيرة في تسهيل ممارسة الأعمال، وتم تصنيف المملكة هذا العام من قِبل البنك الدولي كأكثر الدول تقدماً والأولى إصلاحاً من بين (190) دولة في العالم، مما يعكس تصميم دولتكم بكامل سلطاتها ومؤسساتها، على المضي قدماً في تنفيذ برامجها الإصلاحية، لرفع تنافسية المملكة للوصول بها إلى مصاف الدول العشر الأكثر تحفيزاً للأعمال في العالم، وهي ماضية -بعون الله- ثم بعزم مواطنيها ومواطناتها الذين هم فخرنا وأغلى ثرواتنا، إلى تحقيق طموحات لا حدود لها.
إن إعلان المملكة طرح جزءٍ من أسهم "أرامكو السعودية" للاكتتاب العام سيتيح للمستثمرين المساهمة في هذه الشركة الرائدة على مستوى العالم، وسيحدث نقلة نوعية في تعزيز حجم السوق المالية السعودية لتكون في مصاف الأسواق العالمية، وسيعزّز من الشفافية ومنظومة الحوكمة في الشركة بما يتماشى مع المعايير الدولية، وستوجه عائدات البيع الناتجة من الطرح لصندوق الاستثمارات العامة لاستهداف قطاعات استثمارية واعدة داخل المملكة وخارجها، ويأتي فتح قطاع السياحة وبدء العمل في إصدار التأشيرة السياحية تحقيقاً لأهداف رؤية المملكة 2030، كأحد محفزات النمو الاقتصادي لجذب وتنويع الاستثمارات في هذا القطاع الواعد الذي يوفر فرصاً وظيفية كبيرة، وجسراً ثقافياً للتواصل مع العالم ليشاركنا تراثنا الغني ومعالمنا الحضارية، ونشيد هنا بتعامل شعبنا السعودي الكريم مع الوافدين من السياح والمقيمين الذي يستند إلى مبادئنا وتقاليدنا الراسخة التي تعد نهجاً تتوارثه الأجيال.
لقد أثبتت دولتنا في كل الظروف على مدار الثلاثمائة عام الماضية، أنها قادرة على تجاوز التحديات كافة بعزم وإصرار والخروج منها منتصرة دائماً بحمد الله وفضله.
وإن ما تعرّضت له المملكة من اعتداءات بـ (286) صاروخاً باليستياً و(289) طائرة دون طيّار، بشكل لم تشهد له مثيلاً أي دولة أخرى لم يؤثر في مسيرة المملكة التنموية ولا على حياة مواطنيها والمقيمين فيها، والفضل -بعد الله- يعود لمنسوبي قطاعاتنا العسكرية والأمنية الذين يسهرون على أمن هذا الوطن وبما يقومون به في الذود عنه، ونفخر بشهداء الواجب -رحمهم الله- والمصابين الذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية من أجل العقيدة والوطن، ونؤكد أن أسرهم ستظل دوماً موضع رعايتنا واهتمامنا.
ولقد أظهرت الاعتداءات التخريبية على منشآتنا النفطية في بقيق وخريص، التي استخدمت فيها الأسلحة الإيرانية، مستوى الإحباط الذي وصل إليه النظام الإيراني، مما جعل العالم يتوحّد في مواجهة هذا العدوان الإجرامي، ولقد نجحنا -بتوفيق من الله- ثم بسواعد أبنائنا في استعادة الطاقة الإنتاجية بهذه المنشآت خلال وقت قياسي أثبت للعالم قدرة المملكة على تلبية الطلب عند حدوث أي نقصٍ في الإمدادات ودورها الرائد في ضمان أمن إمدادات الطاقة العالمية واستقرارها.
وفي اليمن، أثمرت -ولله الحمد- جهود المملكة بتوقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي نأمل أن يفتح الباب أمام تفاهمات أوسع للوصول إلى حل سياسي للأزمة وفقاً للمرجعيات الثلاث، ويتيح للشعب اليمني العزيز استشراف مستقبل يسود فيه الأمن والاستقرار والتنمية.
كما يحق لنا أن نفخر بنجاح بلادنا في القضاء على مظاهر التطرف بعد أن تمّت مواجهة وحصار الفكر المتطرف بكل الوسائل ليعود الاعتدال والوسطية سمةً تميّز المجتمع السعودي.
إن رئاسة المملكة، مجموعة العشرين بدءاً من الشهر المقبل دليل على الدور المهم للمملكة في الاقتصاد العالمي، ونأمل أن يسهم البرنامج الطموح الذي وجّهنا بإعداده خلال تولي المملكة رئاسة المجموعة في تعزيز مسيرتها بما يخدم مصالح الدول والشعوب كافة.
وفي الختام، يحق لنا ونحن ننظر إلى المسيرة الخيّرة لوطننا أن نفخر بما تحقق له -ولله الحمد- من منجزات نباهي بها بين الأوطان، تمّت بعزم شبابنا وشاباتنا، وهم يمضون في طريقهم إلى المستقبل بكل ثقة، مسلحين بعقيدتهم الإسلامية السمحة، وشيمهم العربية الأصيلة، والعلوم والمعارف التي نهلوا منها لمواصلة مسيرة البناء والازدهار.
نشكر لمجلس الشورى جهوده وعمله المستمر، راجين من الله أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه، إنه سميع مجيب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حفظ الله خادم الحرمين الشريفين، وأمد في عمره على طاعته، وأدامه ذخراً للإسلام والمسلمين.