محليات
"العصيمي" ضحية غاز الهيليوم بالطائف والتحذير من تزايد الحالات
أراد تجريب ما شاهده في يوتيوب بأنه يغير الصوت ليلقى مصرعه
فهد العتيبي- سبق- الطائف: في أول حادثة من نوعها تشهدها الطائف، تسببَ غاز الهيليوم في مقتل أحد الأطفال، كان حريصاً على شرائه من أجل استنشاقه رغبةً في تغيير صوته بعد انتشار ذلك بين الأوساط، ولكنه بدلاً من أن يشتري ذلك الغاز ولأول مرة دون أن يعلم مكان بيعه، لجأ لصاحب بقالة قريبة من منزلهم وأخطأ البائع، وسلمه غاز الولاعات، ونتيجةً لاستنشاقه له أكثر من مرة كما توقع أن يكون هو غاز الهيليوم، كانَ وبسببه قد فارق الحياة، مسجلاً بذلك الضحية الأولى في الطائف، بعد أن سجلت بعض المدن ومنها حائل حالة مشابهة.
وفي التفاصيل التي حصلت عليها "سبق" ويرويها شقيق الطفل الذي توفيَ بسبب الغاز في اليوم الثاني لمراسم العزاء، "مشهور بن محمد العصيمي" يقول: أخي "منذر" 12 عاماً، توفيَ بسبب استنشاق غاز الهيليوم، واكتشفت ذلك بالصدفة عندما فتحت جواله ودخلت يوتيوب ووجدت آخر مقاطع كان قد اطلع عليها وهي: مقاطع فيديو لتغيير الصوت بسبب استنشاق غاز الهيليوم.
وأضاف: رحمة الله عليه كان يجرب ما شاهده في يوتيوب، وبشهادة الأطفال الذين كانوا معه وهما شقيقه "مهند 13 عاماً"، وابن عمهما "خالد 12 عاماً"، عندما ذهب للبقالة أمس الأول، وطلب "غاز هيليوم"، وللأسف أعطاه الغاز الخاص بتعبئة الولاعات، حيث عادوا للمنزل في حي القيم، وهم في طريقهم كان "منذر" يجرب ما شاهده في يوتيوب، ففي المرة الأولى لم يحدث تغير في صوته، وفي المرة الثانية عبأ البالونة من الغاز وفرغها داخل صدره، ومن المحاولة الثانية فقد الوعي وتوفيَ قبل الوصول لطوارئ مستشفى الأمير منصور العسكري بالطائف، بعد أن توقفت السيارة التي كانوا يستقلونها ويقودها هو بنفسه، فيما انتقل شقيقه بعد أن رآه قد تعب ولاحظ عليه تأثير الغاز وفقدانه للوعي، حتى حضر أحد أبناء العمومة، وبدوره أبلغ عمليات الهلال الأحمر، ووصلنا أنا والإسعاف سوياً للموقع بعد أن تم إبلاغي.
وأشار إلى أن الشرطة تحفظت على من كان معه وتم إيداعهما دار الملاحظة بالطائف، على الرغم من اقتناع الوالد بأن الوفاة طبيعية وغير متهم لأحد في ذلك، لحين أن تم إطلاق سراحهما أمس ولكن في ظل تدهور حالتهما النفسية لفقدهما "منذر" الذي راح ضحية غاز الهيليوم.
هذا وقد تم دفن الضحية منذر أمس بعد صلاة العصر بالطائف، ولكن القضية لم تنته لدى الادعاء العام في روتين قاس على نفوس الأطفال، خصوصاً أن "مهند" شقيق الضحية الذي كان مرافقاً له لديه اختبارات ولم يحضرها من أمس، فيما قال شقيقه مشهور: اليوم يعاني بسبب صدمتين، أولاهما وفاة أخيه، والثانية اتهامه من قبل الشرطة، حيث لم تجف عينه من البكاء.
والطفل "منذر العصيمي" كان يدرس في ابتدائية عبدالله بن عمرو بن العاص في حي الشرفية بالطائف، وحافظاً لـ 6 أجزاء من القرآن الكريم، كونه يدرس القرآن يومياً بعد العصر في مجمع الرضوان بحي القيم، وشقيقه الذي كان مرافقاً معه، بدأ متأثراً، فهو يدرس في مدرسة حسن آل الشيخ المتوسطة في حي الشرفية بالطائف، ولم يحضر للاختبارات أمس واليوم بسبب نفسيته، كما أنه لن يحضرها غداً بسبب الاستدعاء له من هيئة التحقيق والادعاء العام، ما قد تضيع عليه دراسته لهذا العام.
وتحمل الطفل "منذر" رغم صغر سنه مسؤولية الاهتمام بوالدته وبأخواته، وكان تفكيره أكبر من عمره وفقاً لما قاله أشقاؤه، غير أنه متفوق في دراسته وفي حفظ القرآن، والأسرة دائماً ما تعتمد عليه في قضاء احتياجات المنزل وفي بعض الأعمال.
من جانبها شددت مديرية الدفاع المدني من خطورة استنشاق غاز الهيليوم، والموجود ببعض البالونات الهوائية بعد قيام بعض الشباب باستنشاقه وذلك لغرض التسلية، حيث حذرت بعد رصد عدد من التصرفات الخاطئة من قبل بعض الشباب واستنشاقهم للهليوم بغرض التسلية وتغيير الصوت.
وأشارت مديرية الدفاع المدني إلى خطورة هذه التصرفات وأنها قد تؤدي إلى الوفاة أو إصابة الجهاز التنفسي بمضاعفات خطيرة، مطالبة بتكثيف الجهود لنشر التوعية بين الأسر على تلك التصرفات الخاطئة من أبنائها.
يشار إلى أنه توفي العام الماضي شاب في حالة مشابهة للطفل "منذر"، بسبب استنشاق غاز ﺍﻟﻮﻻﻋﺎﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ، بعد ما ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻌﺒﻮﺓ ﻭﺑﺦ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ من أجل أن ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺻﻮﺗﻪ لإﺿﺤﺎﻙ ﺯﻣﻼﺋﻪ ﺑﻨﺒﺮﺓ ﺻﻮﺕ ﻏﺮيبة ﻭﻣﺎ إﻥ ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﻓﻲ ﻓﻤﻪ ﺍﺧﺘﻨﻖ ﻭﺃﻏﻤﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻓﺎﺭﻕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.