

يمثّل اليوم العالمي للتضامن الإنساني الذي تحتفي به منظومة دول العالم في 20 ديسمبر من كل عام، علامةً فارقةً بصفته مناسبة دولية أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة للتأكيد على أهمية التضامن كقيمة إنسانية وأخلاقية مشتركة، تسهم في تعزيز التنمية المستدامة، ومواجهة الفقر، وترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية والتعايش بين الشعوب.
ويسلط هذا اليوم الضوء على ضرورة التعاون بين الدول والمجتمعات والأفراد لمواجهة التحديات العالمية، وفي مقدمتها النزاعات، والكوارث الإنسانية، والتغير المناخي، والأزمات الاقتصادية والصحية، حيث يشكّل التضامن الإنساني ركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار وبناء مستقبل أكثر إنصافًا، في ظل تأكيد المختصين أن التضامن الإنساني يتجاوز حدود الجغرافيا والعرق والدين، ليعكس وحدة المصير الإنساني، من خلال دعم الفئات الأكثر ضعفًا، وتمكين المجتمعات المتضررة، وتعزيز الشراكات الدولية في مجالات الإغاثة والتنمية والعمل الإنساني.
وتنهض المملكة بدورها في مجال التضامن الإنساني، إلى جانب العديد من المنظمات الدولية والمؤسسات الخيرية والجهات الحكومية، حيث يتم بهذه المناسبة إطلاق المبادرات الإنسانية والحملات التوعوية التي تُعنى بتعزيز ثقافة التطوع، ودعم جهود الإغاثة العاجلة والمشاريع التنموية طويلة الأمد، بما يحقق أثرًا إيجابيًا مستدامًا في حياة الملايين حول العالم.
ويأتي اليوم العالمي للتضامن الإنساني 2025 ليجدد الدعوة إلى العمل المشترك، وترسيخ قيم الرحمة والمسؤولية الجماعية، والتأكيد على أن التضامن ليس خيارًا طارئًا في أوقات الأزمات فحسب، بل هو نهج إنساني دائم يسهم في بناء عالم أكثر سلامًا وعدالة وتكافلًا، والتأكيد أن التضامن بين الشعوب والمجتمعات هو الأساس لبناء مستقبل مشترك أكثر عدلًا واستدامة.
وكما يعزز اليوم العالمي للتضامن الإنساني الجهود لإمكانية مواجهة التحديات العالمية، والحد من الفقر والتفاوت، ودعم مسارات التنمية المستدامة التي تضع الإنسان في صميم الاهتمام، انطلاقًا من إيمان راسخ بأن مصير البشرية واحد، وأن التضامن هو الجسر الذي يربط الحاضر بمستقبل أفضل للجميع.