دشن الرئيس مون جاي إن رئيس جمهورية كوريا، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اليوم في العاصمة سيول، مصفاة S-Oil الكورية.
وفور وصول الرئيس الكوري، وسمو ولي العهد عزف السلامان الملكي السعودي والوطني الكوري.
ثم ألقى رئيس مجلس إدارة شركة S-Oil كيم تشول سو كلمة أبرز فيها نتاج استثمار شركة أرامكو السعودية في كوريا على مدى عقود، ودور هذه الشراكة الكبير في إمدادات الطاقة اللازمة للنمو الاقتصادي في كوريا.
وأشار إلى أن علاقات التعاون بين S-Oil وأرامكو السعودية تتطور ليس فحسب في مجال النفط والتكرير بل لتشمل حتى البحث والتعليم والتبادل الثقافي.
بعد ذلك شاهد الجميع فلماً عن المصفاة الجديدة.
ثم ألقى رئيس شركة أرامكو السعودية المهندس أمين الناصر كلمة بين فيها أن شركة S-Oil تضطلع بدور حيوي في توفير الطاقة اللازمة للنمو في كوريا، مشيرا إلى أن أهمية منتجات S-Oil تبرز في مساندة كبرى الصناعات والشركات الكورية التي تستخدم منتجاتها العالمية في الحياة اليومية، وتُصنَّف ضمن الأفضل على مستوى العالم من حيث التقنية، والابتكار، والجودة.
وأكد أنهم في أرامكو السعودية يعتزون بالتطور الذي تشهده العلاقة مع S-Oil ، وقال: عندما ضخت الشركة باكورة استثماراتها في S-Oil في عام 1991، كانت الطاقة التكريرية لإس أويل تبلغ 90 ألف برميل في اليوم فقط آنذاك، وفي العام الماضي بلغت هذه الطاقة 669 ألف برميل في اليوم، وخلال الفترة نفسها، ارتفعت الإيرادات 31 ضعفًا، ولذلك، فمن غير المستغرب أننا نتخذ S-Oil نموذجًا لاستثماراتنا الناجحة وشراكاتنا الأخرى في قطاع التكرير.
ولفت إلى أن ما يتمتع به الشعب الكوري من كفاءة ومهارة، وأخلاقيات عمل، مع مرونة ومثابرة لا تلين، يظل موضع تقدير وإعجاب لدينا. وقال: نحن نرى أن جمهورية كوريا تقدم نموذجًا رائعًا يقتدي به الآخرون في مختلف أرجاء العالم.
عقب ذلك شاهد الجميع عرضا عن اكتمال انجاز المصفاة.
إثر ذلك ألقى وزير التجارة والصناعة والطاقة بجمهورية كوريا الجنوبية سونق مون يو كلمة قال فيها: إن شركة S-Oil جذبت استثمارات بلغت 5 تريليونات وهو أكبر حجم استثمار في قطاع البترول الكوري، متوقعا بروز شركة إس أويل كأكثر شركة طاقة وبتروكيماويات في المنطقة.
وأشاد بتاريخ الصداقة المميز بين كوريا والمملكة التي تمتد لأكثر من نصف قرن عملت فيها شركات كثيرة بسوق المملكة بالهندسة والإنشاءات والبنية التحتية للموانئ والطرق، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية تعد أكبر مورد للنفط لكوريا وهي شريكة رئيسة ومهمة في تحقيق النمو الاقتصادي للكوريين.
وبين أن شركة S-Oil وشركة أرامكو اتفقتا على ضخ كثير من الاستثمارات الجديدة في قطاع البتروكيماويات.
ثم ألقى وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح كلمة أكد فيها أن المجمع الجديد، ُيمثل تجسيدًا واحتفاءً بالعلاقات الراسخة والمُثمرة التي تجمع جمهورية كوريا والمملكة العربية السعودية التي تعود إلى بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1962م.
وقال معاليه: في سبعينيات القرن الماضي، قامت كوريا، والكوريون، بدور رئيسي في التنمية الشاملة التي شهدتها المملكة، وخاصة في بناء صناعتها وبنيتها التحتية، وفي السنوات التي تلت تلك المرحلة، نما اقتصاد بلدينا نموا باهرا بينما كانت إمدادات النفط السعودية ُتسهم في انطلاق واستدامة مسيرة "معجزة نهر هان" هنا في كوريا، ونحن نفخر بأننا أكبر موّرد للزيت الخام لكوريا الصديقة، وبأن المملكة ظلت، دائما صمام أمان لإمدادات الطاقة بالنسبة لكوريا.
وأضاف قائلا: واليوم، وفي هذه الفترة التي يشعر فيها العالم بالقلق على أمن الإمدادات الطاقة، أود أن أؤكد لكم، يا فخامة الرئيس، أن بإمكان كوريا الاعتماد على المملكة دائمًا في مواجهة ما قد تشهده الأسواق الطاقة العالمية من اضطرابات.
وأكد أن كوريا والمملكة، أصبحتا اليوم، عضوًا رائدًا وفاعًلا في مجموعة العشرين، ومنافسًا قويًا في ساحة اقتصاد عالمي أكثر ديناميكيًة وتحديًا مما مضى، وهذا يعود في جزء منه، بعد توفيق الله، إلى التزامنا الطويل الأمد بالشراكة والتعاون، وقال: من أبرز الأمثلة الشراكة والتعاون التي خاضها بلدانا إننا ُقمنا، هنا في كوريا، ببناء العشرات من السفن وناقلات النفط العملاقة، التي نقلت، وما زالت تنقل المليارات من براميل الزيت الخام السعودي، من موانينا إلى كوريا، وإلى أرجاء العالم كافة.
وأضاف : واليوم، يعمل السعوديون والكوريون، يدًا بيد، في مجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية، في مدينة رأس الخير الصناعية، لبناء مجمع عملاق للصناعات البحرية ينقل التجربة الكورية الناجحة في بناء السفن إلى المملكة، ولكن المثال الأكبر، والأبرز، لنجاح هذه الشراكة هو المشروع الذي نحتفي به اليوم. إذ لم تتوقف ثمار الشراكة الوثيقة، التي ُيمثلها مشروع إس أويل، التي استمرت لما يقرب من ثلاثة عقود، عند تلبية ُمعظم احتياج كوريا من المنتجات البترولية، والبتروكيميائية، بل تجاوزت ذلك لُتسهم، أيًضا، في أمن الطاقة والازدهار الاقتصادي، ووضع معايير جديدة لأداء الشركات، وتنمية الموارد البشرية، والُّرقي التقني، والاستدامة البيئة، وتحقيق قيمة كبيرة للشركاء في هذا المشروع.
وقال: إن هذه النجاحات ُتجّسد جوانب العلاقة الأشمل، التي تجمع كوريا والمملكة؛ إذ هي ارتباٌط يستند إلى توافق سياسي، ويرتكز على مجموعة من القيم والمصالح المشتركة، ودليل هذا أن علاقات بلدينا تجاوزت، في السنوات القريبة الماضية، النشاطات الاقتصادية والمالية والاستثمارية، لتشمل البحوث والتطوير، والفنون والثقافة، والصحة، والتعليم.
وأعرب عن ثقته في استمرار ازدهار الشراكة الاستراتيجية، من خلال لجنة الرؤية الكورية السعودية المشتركة، التي تؤكد في إطار رؤية المملكة 2030، على بناء وتعزيز وتطوير شراكات استراتيجية مع دول العالم ذات الثقل الاقتصادي والعلمي والتقني والصناعي، عادا كوريا من أوائل وأهم هذه الدول.
وقال: نتطلع إلى مواصلة العمل مع معالي وزير التجارة والصناعة والطاقة بجمهورية كوريا سونق مون يو وجميع الأطراف ذات العلاقة لاغتنام كل الفرص والإمكانات المتاحة أمامنا، ليس في بلدينا فحسب، بل وفي أسواق العالم معًا، من خلال شراكتنا الراسخة.
وأعرب معاليه عن تقديره العميق وتهانّيه الصادقة لشركة S-Oil وشركة أرامكو السعودية، لجهودهما المتضافرة التي جعلت من شركة S-Oil واحدة من شركات صناعة النفط والبتروكيميائيات الرائدة، في آسيا، وفي العالم أجمع.
إثر ذلك، دشن الرئيس مون جاي إن رئيس جمهورية كوريا، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، مصفاة S-Oil الكورية.
بعد ذلك جرى بهذه المناسبة تبادل مذكرة تفاهم بين أرامكو السعودية وشركة S-Oil للتعاون في تأسيس مشروع وحدة التكسير بالبخار وإنتاج مشتقات الأوليفينات بقيمة تبلغ 6 مليارات دولار بحلول عام 2024م. وستُنتج وحدة التكسير بالبخار الجديدة والعالمية المستوى الإيثيلين ومنتجات كيميائية أساسية أخرى مشتقة من النفتا ومخلفات الغازات في أعمال المصفاة.
ثم التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة.
حضر حفل التدشين، أصحاب السمو والمعالي أعضاء الوفد الرسمي والمرافق لسمو ولي العهد، وكبار المسؤولين الكوريين.