"المشيطي": 4.4 مليون م3 خزن استراتيجي للمياه بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة

لمواكبة النمو المستمر لضيوف الرحمن
نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور بن هلال المشيطي
نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور بن هلال المشيطي

أكد نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور بن هلال المشيطي أن منظومة "المياه" بالمملكة تحظى بدعمٍ غير محدود من قِبل القيادة الرشيدة، ويتسم عمل المنظومة بالمرونة وقابلية التوسع لمواكبة النمو المستمر في أعداد ضيوف الرحمن، مشيرًا إلى أن سعة الخزن الاستراتيجي في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وصل إلى 4.4 مليون م3 من المياه في عام 2023م، ويجري العمل حاليًا على تنفيذ مشاريع خزن إضافية بسعة 4.1 مليون م3.

‏جاء ذلك في كلمته خلال مشاركته في جلسة حوارية بمؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة "الطريق إلى النسك"، الذي أقيم اليوم في جدة تحت عنوان "الطاقة والمياه وتعزيز البنية التحتية في المدن والمشاعر المقدسة"، التي سلّطت الضوء على الجهود المبذولة؛ لتطوير وتحسين البنية التحتية والمنظومة الخدمية في المشاعر المقدسة، ورفع كفاءة التشغيل لموسم الحج، وضمان الاستدامة وجودة الخدمات، بالتعاون والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.

وأشار إلى أن سعة إنتاج المياه المحلاة في المملكة بلغت 9.8 مليون م3 في عام 2023م، منها 3.46 مليون م3 في منطقة مكة المكرمة، ويُستهدف الوصول إلى 15.6 مليون م3 بحلول عام 2030م، فيما قفزت سعات نقل المياه المحلاة إلى 1.3 مليون م3 حاليًا، بعد أن كانت 600 ألف م3 في عام 2015م، ويجري العمل على تنفيذ مشاريع نقل جديدة للوصول إلى 1.7 مليون م3؛ لكونه مستهدفًا لعام 2030م لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مبينًا أن قدرات التوزيع الحاليةً بلغت 900 ألف م3 في اليوم، ويجري العمل على تنفيذ مشاريع جديدة، تستهدف رفع كميات التوزيع إلى ما يقارب 1.5 مليون م3 في منطقة مكة المكرمة بحلول عام 2030م.

وقدّم نائب وزير البيئة والمياه والزراعة خلال الجلسة، نظرة شاملة حول خدمات قطاع المياه في المشاعر المقدسة؛ حيث أوضح أن مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لها طابع مختلف من حيث التحديات التي تواجهها، مثل النمو المطّرد في أعداد حجاج بيت الله الحرام، ووجودهم لفترة محدودة في مكانٍ محدد، بالإضافة إلى بُعد مصادر الإمداد المائي عن التجمعات السكانية المستفيدة، إلى جانب مواكبة العرض والطلب في جميع عناصر سلسلة خدمات الإمداد، مبينًا أن المنظومة لديها أنظمة لمواجهة تلك التحديات؛ تتمثل في أنظمة الإنتاج، والتخزين، وشبكات توزيع المياه، وتجميع الصرف الصحي، بالإضافة إلى محطات إنتاج المياه المجدّدة، وشبكات توزيعها.

وأفاد المهندس "المشيطي" بأن منظومة المياه بمنطقة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، تحظى بدعمٍ كبير؛ حيث بلغ إجمالي ميزانية مشاريع المياه في برنامج التحول الوطني قرابة 211 مليار ريال، فيما بلغت قيمة الشراكة مع القطاع الخاص على مستوى المملكة 130 مليار ريال، لتنفيذ أكثر من 50 مشروعًا مائيًا، مشيرًا إلى أن المنظومة لديها استثمارات بقيمة تصل إلى 78 مليار ريال لمشاريع قائمة، وتحت الإنشاء، وتحت الطرح، إلى جانب مشاريع مستقبلية لعام 2030، بتكلفة تقديرية تبلغ 45 مليار ريال.

وأشار إلى أن قطاع المياه حقق العديد من المنجزات على المستويين المحلي والدولي؛ حيث تقود الاستراتيجية الوطنية للمياه تحول القطاع بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030، نحو قطاع مستدام ينمي الموارد المائية ويحافظ عليها، ويصون البيئة ويوفر إمدادًا آمنًا، وخدمات عالية الجودة، وكفاءة تسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وبيّن أنه تم وضع 10 برامج و47 مبادرة لتحقيق هذه الاستراتيجية، كما تم وضع إطار مؤسسي واضح مدعوم بأدوات مؤسسية لإدارة القطاع، وإنشاء منظم للمياه ومركز وطني لكفاءة وترشيد المياه، بالإضافة إلى إنشاء شركة نقل وتقنيات المياه، وتأسيس شراكات المياه، وشركة المياه الوطنية لقطاع التوزيع، والمؤسسة العامة لتحلية المياه، والشراكة مع القطاع الخاص، إلى جانب إعداد نظام المياه، وخطة للعرض والطلب بنهج الإدارة المتكاملة للموارد المائية الشحيحة بشكل مستدام، وتعظيم الاستفادة من المياه المجددة بكفاءة عالية، وبما يضمن استدامة مواردها الحيوية وأمنها المائي.

وأفاد بأن المملكة على المستوى الدولي، أنشأت بالتعاون مع مجموعة دول العشرين في عام 2020 منصة للنقاش حول قضايا المياه، كما تم الإعلان عن تأسيس منظمة عالمية للمياه مقرها في الرياض؛ لتحفيز ابتكار الحلول التقنية لمواجهة تحديات المياه، والمساهمة في وضع قضايا المياه على رأس الأجندة الدولية، إلى جانب ذلك قدمت المملكة تمويلات تجاوزت 6 مليارات دولار لعدد من الدول الشقيقة والصديقة في 4 قارات حول العالم؛ لمشاريع في قطاع المياه.

وأشار إلى أهمية دور الابتكار في تحقيق الاستدامة في مجال المياه والأمن المائي؛ حيث نجحت المنظومة من خلال استثمار التقنيات الحديثة مثل التصوير الجوي، وأجهزة الاستشعار، والذكاء الاصطناعي؛ في خفض معدل استهلاك المياه الجوفية للأغراض الزراعية؛ حيث تم توفير أكثر من 8 مليارات م3، وهو ما يعادل استهلاك سكان المملكة من المياه لثلاث سنوات.

ولفت إلى أن المنظومة تتبع نهج الإدارة المتكاملة للمياه؛ لتقود تحول قطاع المياه بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، والتحول إلى قطاع مستدام يواكب التحديات الحالية بما يتوافق مع تطلعاتنا الطموحة؛ حيث سيتمكن القطاع من تخفيض 130 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، من خلال خطة التحول عن استخدام الوقود السائل، إضافة إلى استخدام الطاقة الشمسية في محطات التحلية وقطاع التوزيع، وفي مجال التحلية، تم التحول من التقنيات الحرارية لإنتاج المياه المالحة إلى تقنيات التناضح العكسي الحديثة، وتحقيق إنتاج عالٍ بأقل تكلفة، مع خفض الانبعاثات الكربونية، وجار تطوير التقنيات لرفع الكفاءة بتقليل استهلاك الكهرباء لكل م3، من 3.5 إلى 2.3 ويُستهدف الوصول إلى 1.5.

وأوضح أنه تم إنشاء غرفة التحكم والمراقبة لمتابعة الحالة التشغيلية لمنظومة المياه بمكة المكرمة والمشاعر المقدسة؛ حيث تدار جميع العمليات التشغيلية عن طريق منظومة المراقبة والتحكم سكادا، التي يتم من خلالها مراقبة الحالة التشغيلية والعمل على إدارة منظومة خدمات المياه بشكل فعال، والتنبؤ بأي حالات تشغيلية قبل حدوثها، كما تتم مراقبة الضغوط التشغيلية بالحرم المكي الشريف في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة على مدار الساعة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org