اليوم يُعدُّ يومًا استثنائيًّا لمدينة "دومة الجندل"، مدينة "التراث والسياحة الناهضة"، التي يفضلها الأوروبيون وغيرهم خلال زيارتهم إلى المناطق السياحية بالسعودية.
وفي زيارة قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد -حفظه الله-، قبل أعوام إلى محافظة دومة الجندل، وخلال اطلاع سابق من سموه الكريم على المنطقة، كشف أن دومة الجندل "فيها فرص قوية، وسيتم إعلانها قريبًا"، وهو ما تم إعلانه اليوم بإطلاق شركة "داون تاون السعودية".
وتهدف الشركة لإنشاء وتطوير مراكز حضرية، ووجهات متعددة ومتنوعة في أنحاء السعودية. وستسهم الشركة في تطوير البنية التحتية للمدن، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الخاص والمستثمرين، وذلك عبر تقديم العديد من الفرص الاستثمارية الجديدة في قطاعات الأعمال والتسوق والسياحة والترفيه والإسكان. وستعمل شركة "داون تاون السعودية" على إطلاق مشاريعها في 12 مدينة، منها مدينة دومة الجندل.
وقال المرشد السياحي سلمان الدواس لـ"سبق" إن "دومة الجندل لم تكن وليدة اللحظة في النشاط السياحي؛ فنحن نعرف أن هناك رحَّالة أوروبيين زاروا المنطقة قبل مئات السنين. وهؤلاء الرحالة وضعوا الخطوات الأولى لهذه المنطقة في شمال الجزيرة العربية، وكانت دومة الجندل أهم المحطات السياحية منذ ذلك الوقت. وعند الحديث عن المقومات السياحية بدومة الجندل نجد احتضانها قلعة مارد، ومسجد عمر بن الخطاب، وهضبة التحكيم.. وغيرها. ويعد مسار الجوف- حائل- جبة العلا مفضلاً لدى الكثير من السياح الأجانب بشكل خاص".
وتستعرض "سبق" هنا أهم المحطات والمواقع السياحية والتاريخية بدومة الجندل.
تُعد مدينة دومة الجندل إحدى محافظات منطقة الجوف، وتقع جنوب غرب مدينة سكاكا التي تبعد عنها بنحو 50 كم. وهي من أقدم المدن التاريخية بالعالم، وتزخر بمعالم أثرية قائمة، تدل على عمق تاريخها وحضارتها القديمة.
ويعد المَعْلم الإسلامي (مسجد الخليفة عمر بن الخطاب) بدومة الجندل من الشواهد الإسلامية في بناء أول مئذنة إسلامية، ويتردد عليه الكثير من السياح للصلاة فيه، ومشاهدة معالمه التراثية النادرة؛ إذ بُني من حجارة الجندل، والمئذنة فيه تحمل شكلاً مخروطيًّا، يبلغ ارتفاعها 12 مترًا، وأمر ببنائه الخليفة عمر بن الخطاب عام 16 للهجرة حينما كان متجهًا لاستلام مفاتيح بيت المقدس آنذاك.
وكانت دومة الجندل منطلق الكتابة بالخط العربي؛ إذ منها نقل خط الجزم "الخط العربي" إلى مكة؛ إذ نقل شقيق حاكم دومة الجندل خط الجزم "الخط العربي" إلى قبيلة قريش بمكة؛ فقد كان الناس يكتبون بخط المسند، وتعلَّم بشر بن عبدالملك خط الجزم من أهل الأنبار بحكم قرب دومة الجندل من بلاد الرافدين، وكان التواصل مستمرًّا مع بلاد الرافدين، حتى في الفن المعماري، والثقافة الموجودة في دومة الجندل.
وفي مدينة دومة الجندل سوق يُعدُّ من أقدم أسواق العرب، هو سوق دومة الجندل، وهو ملتقى للحضارات؛ لأهمية موقع دومة الجندل جغرافيًّا.
وتُعدُّ دومة الجندل حاضنة للمعالم الأثرية ومقصدًا للسياح؛ لامتلاكها مقومات سياحية متنوعة؛ إذ يقع في شرقها أكبر بحيرة صناعية في الشرق الأوسط، هي بحيرة دومة الجندل، ويتردد الكثير من السياح من داخل وخارج السعودية إليها، ويبدون إعجابهم بما يشاهدونه من معالم أثرية ومواقع سياحية وإسلامية، من النادر أن تجتمع في مدينة واحدة.
ونشر بدر بن محمد العساكر، مدير المكتب الخاص لولي العهد رئيس مركز مبادرات "مسك"، في تغريدة نشرها عبر حسابه في "تويتر": "دومة الجندل ..التاريخ حاضر بكل تنوُّعه والثقافات بكل اختلافاتها.. هذا هو وطننا الغني بتاريخه وحضاراته".
وفي الفيديو الذي نشره "العساكر" عبر حسابه بـ"تويتر" ذكر تاريخ قلعة مارد بالمنطقة الأثرية بدومة الجندل، ويتوسطها مسجد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وفيها سور دومة الجندل الأثري الذي اكتُشف عام 1986م، كما يبرز سوق دومة الجندل بوصفه أحد أهم الأسواق التاريخية.
وتُعدُّ واحة دومة الجندل من المواقع المرشحة للتسجيل في قائمة التراث العالمي باليونيسكو، وقد سُجلت بالفعل في قائمة التراث في العالم الإسلامي بالمنطقة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة.