تؤكد الأحداث أن المملكة العربية السعودية هي الثقل السياسي والاقتصادي الأكبر بين الدول العربية مما لا جدال فيه وحوله على الإطلاق، لتمتعها بالقوة السياسية فإن وجودها في الجامعة العربية منذ التأسيس شكّل تأثيرًا لصالح قضايا المنطقة السياسية، ودعمها، وهو الجانب الذي تضعه السعودية ملفًا مهمًا بالنسبة لها، نظرًا إلى دورها الريادي في حل القضايا العربية، بتوجيهات ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله.
ودور السعودية في دعم الدول العربية والإسلامية على المستوى الاقتصادي من نواحٍ عدة، منها الودائع، والتبادل التجاري مع الدول العربية، والعمل على دعم تلك الدول بوسائل عدة، لتحقيق التنمية للكثير من الدول العربية، وتُسهم عبر دورها الرائد في المساهمة مع الحكومات في تلك الدول من أجل مكافحة الإرهاب.
ونظرًا لما تتمتع به السعودية من قوة عسكرية واقتصادية وسياسية، أسهمت بدورها في دعم أمن واستقرار الدول العربية من أجل التكاتف والتلاحم وبناء مستقبل أفضل، عبر التحالفات الدولية لخدمة منطقة الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب، كالتحالف الدولي الذي نشأ لمواجهة التنظيمات الإرهابية في العراق وسوريا، إضافة إلى الدور الرائد في تلبية السعودية لدعوة الحكومة اليمنية، وإنشاء التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن من الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، تأسيسها التحالف الإسلامي الذي يضم الكثير من الدول العربية، وكذلك يحفظ التاريخ الأدوار السعودية المؤثرة لدعم الدول العربية عسكريًا أو اقتصاديًا أو دعم السلام والمصالحات، ومن آخره مصالحة الصومال مع إريتريا، وغيرها الكثير من الأدوار السعودية.
وتأتي هذه الجهود كجزء من تلك التي تقوم بها السعودية في دعم المجتمع العربي والدولي لمكافحة الإرهاب، والقضاء على التطرف وتحقيق التكاتف وإعادة الأمل للدول العربية التي عانت في السنوات الماضية بسبب ويلات التدخلات الخارجية التي أوقدت الفتن؛ إذ تُسهم المملكة بدور بارز في الحد من التدخلات الخارجية السافرة في بعض البلدان العربية ما أوقد الفتن وأسقط عروش بعض الدول وهز كياناتها الاقتصادية، فالسعودية من الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية وقد سجلت المركز الأول في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية في مختلف دول العالم في فترة من الفترات، حيث يعد مد يد العون والمساعدة الإنسانية للدول العربية والإسلامية وغيرهما أمرًا من الأدوار التي تشتهر بها السعودية عالميًا.
وللمملكة دور ملموس في مساندة الدول على الحد من التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية، والأمثلة كثيرة، ويأتي ذلك ضمن سلسلة من جهودها لجعل العرب أكثر تلاحمًا وترابطًا، حيث السعودية من مكانتها داعية السلام والأمان، وساعية في تحقيقه للمنطقة، ومن آخر تلك المواقف أيضًا الموقف الأخير عندما أعربت السعودية عن رفضها التام واستنكارها الإعلان الذي أصدرته الإدارة الأمريكية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة.
وأكّدت المملكة العربية السعودية موقفها الثابت والمبدئي من هضبة الجولان، وأنها أرض عربية سورية محتلة وفق القرارات الدولية ذات الصلة، وأن محاولات فرض الأمر الواقع لا تغيّر في الحقائق شيئًا، وأن إعلان الإدارة الأمريكية هو مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة بما في ذلك قرارات مجلس الأمن رقم (242) لعام 1967م، ورقم (497) لعام 1981م، وستكون له آثار سلبية كبيرة على مسيرة السلام في الشرق الأوسط وأمن المنطقة واستقرارها.
وتأتي التحركات والمواقف السعودية والدعم اللامحدود للعالم العربي لتكشف عن اهتمام السعودية لإيجاد حلول لجميع المشاكل العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث إن للمملكة الدور الأكبر في دعم القضية الفلسطينية والدولة الفلسطينية أو المنظمات الإغاثية، وكذلك اهتمامها بتلبية نداءات بعض العرب من أجل حل القضايا العالقة.
ومن صور سعي السعودية لدعم المنطقة العربية وزيادة تلاحمها ودليل على حمل السعودية هم تنمية المنطقة العربية، أكد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في وقت سابق اهتمامه وطموحه للمنطقة العربية والشرق الأوسط، قائلاً إن أوروبا الجديدة هي منطقة الشرق الأوسط التي ستشهد نهضة كبيرة خلال العقود الثلاثة المقبلة وذكر خلال حديثه هذا الكثير من الدول العربية.