أكد النائب الأعلى للرئيس للسلامة والأمن الصناعي في أرامكو السعودية عبدالله الغامدي، أن السلامة في أرامكو السعودية تعتبر إحدى القيم الأساسية المتأصلة في ثقافتنا، ولها دور رئيسي في الأداء المتميز في أعمالنا ومشاريعنا على مدى السنين.
وأضاف الغامدي: من هذا المنطلق، نعتزم المضي قدمًا في تعزيز هذه الثقافة من خلال الابتكار وتوظيف أحدث التقنيات والذكاء الاصطناعي لمواصلة الارتقاء بأداء السلامة في المجالات الصناعية والخدمية كافة، كما نحرص على مشاركة خبراتنا في مجال السلامة مع كل الجهات الوطنية والإقليمية والعالمية من خلال المشاركة في العديد من المؤتمرات واللقاءات، والإسهام الفعال في الجمعيات الدولية المتخصصة بنص معايير وأنظمة السلامة؛ إيمانًا منا بقدراتنا المتميزة في مجال السلامة، وحرصًا على الأرواح والممتلكات بصورة فعالة وأكثر استدامة في وطننا الغالي وفي العالم أجمع.
وتابع: منذ تأسيس أرامكو السعودية في ثلاثينيات القرن الماضي، وضعت الشركة التوعية بالسلامة في مقدمة أولوياتها، وفي بداية الأربعينيات الْتحق بأرامكو السعودية أول مهندس سلامة، وبادرت الشركة بتطوير مواد تعليمية تميزت عن غيرها بالإبداع الفني والبلاغي، وصُممت لتجذب انتباه القارئ وتوضح الرسالة بطريقة بسيطة ومسلية. كما أصدرت الشركة منذ بداياتها تعليمات "صلاحية إيقاف العمل" التي تُمَكّن أي موظف من إيقاف العمل إذا لم تتوفر متطلبات السلامة.
وواصلت الشركة البحث عن طرق جديدة ومبتكرة لتحسين إجراءات السلامة وتطويرها، تم خلالها استحداث نظام إدارة السلامة لأرامكو السعودية، والذي يُعنى بتطبيق أحدث الأساليب لرفع مستوى أداء السلامة. فوضع النظام إطارًا لإدارة السلامة لتحديد سياساتها وإجراءاتها ومعاييرها، وضمان تنفيذها وتنمية حس المسؤولية تجاهها، كما حرصت الشركة على تزويد أعضاء إدارة الشركة بالمهارات اللازمة لتنفيذها من خلال عقد ورش عمل السلامة لأعضاء الإدارة كافة.
وأضاف "الغامدي": لتعزيز مسؤولياتها تجاه سلامة القوى العاملة، كلّفت الشركة لجنة الصحة والسلامة والأمن والبيئة بمراقبة السياسات والمعايير الصارمة على مستوى الشركة.. وحرصًا على تحقيق أعلى مستويات الامتثال بها تقوم الإدارة التنفيذية بجولات مراجعة دورية لأصول السلامة؛ مما يتيح الفرصة للتواصل مباشرة مع دوائر الشركة والموظفين لمناقشة مدى الالتزام بالسلامة.
وأكمل: تهتم الشركة بالسلامة بمفهومها الشمولي. فحرصًا على حماية العاملين جميعًا، أخذت الشركة على عاتقها مسؤولية توعية الموظفين والمقاولين على حد سواء بكل ما يتعلق بالسلامة. علاوة على ذلك؛ هناك اعتقاد راسخ بأن السلامة ليست مقتصرة على مكان العمل فقط؛ لذلك تولت الشركة زمام القيادة في عدد من مبادرات السلامة المجتمعية. مثل قيامها بحملات السلامة من الحريق المنزلي، وإنشاء برنامج مختص بتحسين السلامة المرورية، وزيادة الوعي بالإصابات الرياضية.
وقال الغامدي: بسبب ما تشهده القطاعات الصناعية اليوم في المملكة وحول العالم من نقلة نوعية؛ حيث غيّرت الثورة الصناعية الرابعة معالمها؛ كانت الشركة فعالة في تحديث إجراءات السلامة لمواكبة هذه التطورات وتلبية احتياجات الموظفين والموظفات؛ ففي ظل ذلك التحول، تم تكريس الجهود لتعزيز الابتكار في مجال السلامة وتبني أحدث التقنيات لتوفير بيئة عمل آمنة. وأسهمت تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في تحسين الأداء في مجال السلامة؛ حيث تبنت الشركة تقنية الواقع المعزز والافتراضي في التدريب على السلامة؛ مما يسمح للمتدربين والمتدربات بالتفاعل مع بيئات افتراضية وواقعية تُحَاكي المواقف والمخاطر التي يمكن أن يواجهوها في بيئة العمل الحقيقية دون التعرض للخطر.
واعتمدت الشركة الحلول الرقمية التي تعزز إمكانات الفنيين الميدانية، وكذلك البرامج التي تتيح المعالجة الآنية للبيانات الرقمية لتحديد المخاطر المحتملة في أماكن العمل مباشرةً. وشرعت الشركة أيضًا في أتمتة ورقمنة سلامة العمليات التشغيلية وغيرها من أعمال الشركة لتحسين الامتثال بمتطلبات السلامة وزيادة الإنتاجية.
بالإضافة إلى ذلك -وفق الغامدي- تُكَلف أرامكو السعودية خبراء مختصين بإجراء تقييم مستقل لمستوى الامتثال لنظام إدارة السلامة ومدى تطبيقه، وتُطَور الشركة خطط العمل المناسبة لتحسين أداء السلامة بشكل أكبر. وانعكست كل تلك الجهود على أدائنا في مجال السلامة؛ حيث تسجل مؤشرات أداء السلامة في الشركة أقل معدل للإصابات. وفي نفس الوقت نفخر بهذا الأداء الذي يفوق أداء أكبر شركات الطاقة على مستوى العالم.