انتقد الباحث الاجتماعي عبدالرحمن القراش أحد المسلسلات التي يتم عرضها حاليًا والذي وصفه بأنه يعتبر نموذجًا حيًّا للأعمال الهابطة التي تصور أن مدارسنا تعج بالشخصيات والسلوكيات والألفاظ السيئة دون رقابة؛ فضلًا عن الشأن الأسري المفكك والاستهتار بعمل المدرسة التربوي وقوانينها، وكأنها بلا نظام يحمي سياساتها؛ لافتًا إلى أن هذا المسلسل سيكون قدوة سيئة لأبنائنا في المدارس إن لم يُمنع عرضه.
وعلل "القراش" وجهة نظره بأن الطلاب يتأثرون بما يرون ومع مرور الوقت سيصبح نموذجًا للأعمال الفنية التي تهدم التعليم والبيت والمجتمع فهو وصمة عار للدراما الخليجية؛ حتى وإن كان من الناحية الإخراجية يعتبر رائعًا؛ إلا أنه لا يحمل رسالة إيجابية تفيد المجتمع.
وأكمل: بهذا الشكل يتحول الفن من رسالة إلى معول هدم إن كان سيظهر لنا بنفس مستوى ذلك المسلسل؛ لأن مثل تلك الأعمال ليست تشويهًا فحسب؛ بل جريمة إنسانية تهدم مكارم الأخلاق.
وتابع: كثيرًا ما نسمع أن الفن مرآة الشعوب وأنه الانعكاس الفعلي لما يدور في المجتمع من مبادئ، لذا تسعى الجهات المسؤولة في هذا المجال إلى تسليط الضوء على القصص والحكايات التي تساهم في تخليد ذكرى الرموز والقيم الأخلاقية التي تؤثر تربويًّا بشكل غير مباشر في سلوكيات النشء قبل البالغين.
وتابع "القراش": ولكن في الآونة الأخيرة للأسف لم يكن لدى بعض شركات الإنتاج الخليجية أي رؤية (اجتماعية أو وطنية)؛ بسبب السوء الذي تقدمه في الأعمال التي تروج لها؛ حيث أصبح جل همها الدخل المادي فتقدم الغث والسمين في صورة واحدة مثل: تصوير الرموز الإجرامية بمظهر الحمل الوديع، أو التركيز على حالات الانحراف الأخلاقي في الطرح دون توضيح خطرها أو علاج أو السقوط اللفظي والسلوكي في العرض الدرامي.
وأردف: أصبحت أغلب المسلسلات عندما تُعرَض، تسيئ للمجتمع بشكل مباشر. وعند انتقاد تلك الأعمال يكون الرد موحدًا (نحن ننقل الصورة الحقيقية للمجتمع من خلال رسالة الفن)، ومعنى ذلك أن مجتمعنا الخليجي منحلّ، بينما في المقابل نرى أعمالًا عربية تعزز (النخوة والرجولة والشجاعة والوطنية وحماية الأعراض والأخلاق).
واستطرد: أنا لا أريد أن أتهم أحدًا بعينه أو أذكر اسم شخص وأرمي عليه اللوم، وإنما أتساءل: (من خلف تلك الأفكار التي تشوه مجتمعنا من خلال نجوم الوطن الذين نعتقد أنهم يغارون عليه ويحبونه؟).
وأكد أنه يجب أن يدرك القائمون على تلك الأعمال أن بلدنا مستهدف في أبنائه، وما يتم تصويره من أعمال تسيء لهم، ما هو إلا تعزيز لتلك الصورة النمطية المرتسمة في بعض العقول من حولنا، والتي تُبَين أن السعوديين تافهون لا هَم لهم إلا الملذات على حساب دينهم وأعراضهم، لذلك حري بنا عندما نريد أن نقدم أعمالًا فنية تليق بمبادئنا؛ أن تكون معززة (لثوابتنا الدينية والأخلاقية والوطنية).. حينها أعتقد أن هناك (قنوات ومخرجين ومنتجين وطواقم عمل) لن يجدوا لهم لقمة عيش عندنا.