تعود العلاقات السعودية-الكورية إلى عام 1962، وتطورت بشكل كبير حتى تم افتتاح سفارة لكوريا الجنوبية في مدينة جدة عام 1972. وتحل في هذا العام 2022 الذكرى الـ60 لتأسيس هذه العلاقات الدبلوماسية.
وفي عام 2012م احتفل البلدان بذكرى خمسين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وتم توقيع اتفاق بين البلدين أواخر عام 2011م بشأن التعاون في مجال تطوير الطاقة النووية. وشمل الاتفاق التعاون في مجالات البحث والتطوير، وبناء محطات للطاقة النووية، إضافة إلى مجالات التدريب والأمان.
وأخذت العلاقات بين البلدين مسارًا سلميًّا عبر قنوات دبلوماسية، ومنذ ذلك الحين تسير العلاقات بشكل جيد، خاصة فيما يتعلق بالمجال الاقتصادي والتجاري؛ إذ تعد كوريا الجنوبية من كبرى الدول المستوردة للنفط، إضافة إلى عدد من الصادرات الأخرى. وتُصدِّر كوريا الجنوبية للمملكة سلعًا ومنتجات، مثل المواد الصناعية والسيارات.. وغيرها.
وقد وقَّع البلدان اتفاقية إقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1962 في عهد جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- وفخامة الرئيس الكوري "بارك شونغ هي".
من جهة أخرى، بدأت جهود الشراكة الاستراتيجية بين السعودية وجمهورية كوريا على خلفية لقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ورئيسة كوريا السابقة بارك كيون هي على هامش انعقاد قمة قادة مجموعة العشرين بالصين في شهر سبتمبر عام 2016.
وجاءت زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى كوريا في عام 2019 لزيادة مجالات التعاون الثنائي؛ لتشمل مختلف المجالات، بما في ذلك مجالات الرعاية الصحية والخدمات الطبية وتقنيات التواصل والمعلومات والثقافة والتعليم، بما يتوافق مع رؤية السعودية 2030.
وأبرمت السعودية وكوريا خلال مسيرة علاقاتهما المتميزة عددًا من الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية المشتركة بين الشركات السعودية والكورية، إضافة إلى تبادُل الخبرات في المجالات الثقافية، والرياضية، وتنظيم زيارات الوفود الشبابية بين البلدين.
وعُقد على هامش الزيارة ملتقى الشراكة السعودي-الكوري الذي نظّمته الهيئة العامة للاستثمار بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتخطيط ووكالة كوريا لتشجيع التجارة والاستثمار، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والخاصة من الجانبين، وشهد توقيع 15 مذكرة تفاهم بين الطرفين، وتسليم رخصتَي استثمار من الهيئة العامة للاستثمار إلى شركات كورية لبدء أعمالها في السعودية.
وأعرب الرئيس "مون جي إن" وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود عن رضاهما حول توسيع مجالات التعاون الثنائي؛ لتشمل مختلف المجالات، بما في ذلك مجالات الرعاية الصحية والخدمات الطبية وتقنيات التواصل والمعلومات والثقافة والتعليم، بما يتوافق مع رؤية 2030م، إدراكًا منهما لأهمية الشراكة الاستراتيجية التي تطورت بالدرجة الأولى عن طريق نطاق الطاقة والبنية التحتية منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1962م.
وعلى الصعيد التجاري بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في (عام 2014) 170 بليون ريال، وبلغت صادرات السعودية إلى كوريا 133 بليون ريال، والواردات من كوريا ما قيمته 37 بليون ريال.
وتعد السعودية الشريك التجاري الرابع لجمهورية كوريا، كما أن كوريا هي الشريك الخامس للمملكة العربية السعودية.
ويُقدَّر عدد الشركات الكورية العاملة في السعودية بأكثر من 100 شركة، كما تُزوَّد كوريا بثلث احتياجاتها من النفط الخام من المملكة، ويُنظِّم سنويا مجلس الغرف السعودية بالتعاون مع الغرفة التجارية الصناعية الكورية ملتقى الأعمال السعودي-الكوري.