في الهجرة النبوية.. تعرف على أكبر وأعظم المعارك الحاسمة في تاريخ الإسلام

في الهجرة النبوية.. تعرف على أكبر وأعظم المعارك الحاسمة في تاريخ الإسلام

تواصل "سبق" نشر حلقات الهجرة النبوية الشريفة، حيث تتناول في هذه الحلقة غزوة أحد التي تعتبر من أكبر وأعظم المعارك الحاسمة في تاريخ الإسلام والتي شهدها النبي صلى الله عليه وسلم بعد غزوة بدر.

يقول المهندس حسان طاهر المدير التنفيذي لمتحف دار المدينة: " تصدر تاريخ هذه الغزوة وأحداثها الصفحات الأولى من التاريخ الإسلامي، فحظيت هذه الغزوة بالكثير من اهتمام المسلمين والمؤرخين ورجال التاريخ, وقد سميت هذه الغزوة المجيدة بغزوة أحد نسبة إلى جبل أحد الذي كان الحاضن لهذه الغزوة، وكانت أحداثها وميادينها في سفحه وبين شعابه، وقد لعب الجبل دوراً كبيراً في حماية ظهور المسلمين".

أسباب الغزوة
يتابع طاهر: "حدثت هذه المعركة في السنة الثالثة للهجرة النبوية الشريفة. وكانت امتداداً لمعركة بدر التي هزمت فيها قريش شر هزيمة، لذا قررت قريش الانتقام من المسلمين واستعادة هيبتهم بين العرب وتأمين طريق تجارتهم إلى الشام، فجمعت حلفاءها وخرجوا من مكة قاصدين المدينة في يوم الأربعاء الخامس من شوال للسنة الثالثة للهجرة بجيش كبير قوامه 3000 مقاتل و3000 جمل و700 دارع و200 فارس ونزلوا جنوب جبل أحد وغرب جبل الرماة".

الاستعداد للغزوة
وأردف طاهر: "أرسل العباس بن عبدالمطلب من مكة من يخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فاستطلع النبي صلى الله عليه وسلم الخبر، ولما تأكد من وصول جيش قريش على مشارف المدينة وباتت المدينة في حالة استنفار لهذا السبب، اجتمع النبي صلى الله عليه وسلم صباح اليوم الرابع عشر من شوال بصحابته وكان يوم جمعة، وأخبرهم عن رؤيا رآها، وبعد أن استشارهم في الحرب واجتمع الرأي على الخروج إليهم ولقياهم في أحد، حضرت صلاة الجمعة فخطب النبي صلى الله عليه وسلم في أهل المدينة ووعظهم وأمرهم بالجد والاجتهاد فخرج المسلمون يتهيؤون للقتال".

وأضاف طاهر: "استخلف النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة ابن أم مكتوم وعقد ثلاثة ألوية، لواء الأوس ولواء الخزرج ولواء المهاجرين ولبس درعيه وتقلد سيفه وألقى الترس على ظهره، ثم ركب النبي صلى الله عليه وسلم فرسه واتجه شمالاً يتبعه 1000 من المقاتلين فيهم 100 دارع وفرسان و14 امرأة على رأسهن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها. ولما وصل النبي صلى الله عليه وسلم منطقة الشوط بن المدينة وأحد نكص المنافق عبدالله بن أبي سلول عن الجيش يتبعه المنافقون، فتركهم النبي صلى الله عليه وسلم وأكمل سيره بمن بقي معه من المسلمين، حتى بلغ أطم الشيخين فعسكر هناك واستعرض الجيش ورد من لا يستطيع القتال وصلى المغرب والعشاء. ونام صلى الله عليه وسلم حتى إذا أصبح أكمل سيره نحو الشرق قليلاً ليبعد عن أنظار قريش حتى وصل إلى أحد".

بداية الغزوة
نزل المسلمون بقيادة القائد الأعظم صلى الله عليه وسلم في الشعب من أحد بحيث جعلوا أحداً خلف ظهورهم وجبل الرماة عن يسارهم والمدينة أمامهم في جنوبهم. ووضع صلى الله عليه وسلم خمسين من الرماة بقيادة سيدنا عبد الله بن جبير رضي الله عنه على جبل الرماة ليراقبوا تحركات جيش قريش أثناء المعركة ومنعهم من طعن المسلمين من الخلف.

وتابع طاهر قائلاً: "اصطف جيش المشركين بخطة حربية تتمثل بوجود كتيبتين من الفرسان على الميمنة بقيادة خالد بن الوليد وعن الميسرة بقيادة عكرمة بن أبي جهل، واصطف بينهم المشاة بقيادة صفوان بن أمية، واصطف جيش المسلمين بخطة حربية تتمثل بمقدمة الجيش وهم من المشاة تستتر خلفهم فرقة من الرماة ثم تليهم مؤخرة الجيش وكان معسكر النبي في طرف الجيش".

وأردف: "تقدم الجيشان للالتحام بعد المبارزة الاستعراضية في بادئ الأمر ودارت المعركة بين الفريقين، وفوجئت قريش بالنبال تنهال على مكامن القوة لديها وهي الخيالة في الميمنة والميسرة مما اضطر الخيالة للانسحاب السريع إلى سفح الجبل، مربكين فرقة المشاة لديهم بهذه المباغتة، فاضطرب جيش قريش وتشتت شملهم وكانت الهزيمة ولم تلبث إلا فترة وجيزة حتى حقق المسلمون انتصاراً عظيماً وقتلوا ثمانية من حملة اللواء ففروا وأخرج المسلمون المشركين من معسكراتهم, وعندما أبصر الرماة هزيمة قريش وهروبهم من ميدان المعركة تاركين وراءهم الغنائم والعدة والسلاح نزلوا من الجبل متأولين بذلك أوامر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يبق منهم إلا قائدهم عبد الله بن جبير وبعض الرماة".

وأضاف: "وقد كان خالد بن الوليد قائد جيش قريش يراقب تحركات الرماة على الجبل وعندما أبصر مغادرتهم الجبل جمع صفوف جيشه الممزق وعاد لمباغتة المسلمين ودخل بجيشه في وسط معسكرهم محدثاً فيهم قتلى وجرحى حتى بلغ من استشهد من المسلمين سبعين شهيداً على رأسهم عم النبي صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبدالمطلب.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org