
أكد الأكاديمي السعودي الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد الحسين أن التسامح يشكل ركيزة أساسية في حياة الإنسان، مستشهداً بقول الله تعالى: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾ (الحجر: 85).
وأوضح الدكتور الحسين أن مفهوم التسامح يقوم على تقبل الآخر واحترام اختلافاته الدينية والثقافية والفكرية، دون فرض وجهات نظر أو أفكار معينة عليه، مشدداً على أن التسامح لا يعني بالضرورة الاتفاق مع الآخر، لكنه يعني الاعتراف بحقه في الاختلاف والتعايش بسلام.
وأشار الحسين إلى أن التسامح يسهم في تعزيز السلام الاجتماعي وتقليل التوترات بين الأفراد والجماعات، مما يؤدي إلى بيئة يسودها الأمن والاستقرار، كما يساعد على خلق مناخ يشجع الإبداع والابتكار، حيث يشعر الأفراد بحرية أكبر في التعبير عن أفكارهم دون خوف من الإقصاء أو الرفض.
وأضاف أن المجتمعات المتسامحة تتسم بتعدد الثقافات، مما يسهم في إثراء التنوع الثقافي والاجتماعي، إلى جانب دوره في تقليل التمييز ومحاربة العنصرية وتعزيز احترام الحقوق الأساسية للجميع.
وأوضح الحسين أن نشر ثقافة التسامح يساعد في خلق بيئة خالية من العنف، مشيراً إلى أن التسامح يحقق التفاهم بين الأفراد والجماعات، مما يسهم في بناء مجتمعات أكثر انسجاماً. كما يسهم في تقليل الصراعات والنزاعات عبر قبول الاختلافات، إلى جانب دوره في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها من الانتهاكات.
وأكد أن التسامح يشكل دعامة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع، حيث يعزز من الروابط الاجتماعية ويقلل من فرص حدوث العنف والصراعات، كما يعزز من الانفتاح على الثقافات والأديان المختلفة، مما يخلق بيئة صحية قائمة على التعايش المشترك.
وصف الدكتور الحسين التسامح بأنه عامل رئيسي في تحسين جودة الحياة، حيث يسهم في تقليل التوترات النفسية والاجتماعية، ويحقق الاستقرار الشخصي والمجتمعي، وأن العيش في بيئات تسودها روح التسامح يمنح الأفراد شعوراً بالراحة النفسية والرضا عن حياتهم، كما أنه يعزز الصحة النفسية عبر تقليل مشاعر الكراهية والعداوة، التي قد تؤدي إلى الإجهاد النفسي.
وأكد أن التاريخ الإسلامي والعربي قدّم نماذج ملهمة في التسامح، مستشهداً بعفو النبي محمد صلى الله عليه وسلم كنموذج عالمي لا يمكن أن يتكرر، حيث جسّد أسمى معاني التسامح والرحمة، مشيراً إلى عفو الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه في زمن التأسيس، مؤكداً أنه كان نموذجاً فريداً يعكس القيم الأصيلة في المجتمع السعودي.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن التسامح هو السبيل الأمثل لبناء مجتمعات متماسكة ومستقرة، مستشهداً بقول الله تعالى: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (النور: 22).