نجح فريق طبي بمركز جراحة المخ والأعصاب في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان، في إنقاذ طفلة تبلغ من العمر 11 عاماً، وصلت لقسم الطوارئ بعد تعرُّضها لنوباتٍ من الألم الحاد في الرأس واستفراغٍ متواصلٍ وتدهورٍ بالوعي.
ذكر ذلك الدكتور ديفيد حسنين استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، رئيس الفريق الطبي المعالج، والحاصل على دبلوم الدراسات المتخصصة الفرنسية "DES" في جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري.
والذي أضاف أنه فور وصول المريضة تم عمل الإسعافات الأولية من قِبل أطباء الطوارئ، وإعطاؤها أدوية تحفظية تعمل على تخفيف الألم، ومن ثم اخضاعها لحزمة من التحاليل المخبرية، وإجراء فحص بالتصوير المقطعي (C.T. Scan)، وتصوير شرايين الدماغ بالقسطرة (Brain angiography).
وأوضح أن الفحوصات كشفت عن وجود تشوّهات دقيقة جداً بحجم 5 ملم في عدد من شرايين المخ، أدت إلى حدوث نزيف وضغط على المنطقة الخلفية من الدماغ، وهو الأمر الذي فسّر الأعراض التي عانتها الطفلة، مشيراً إلى أن الفريق الطبي المعالج بعد دراسته نتائج الفحوصات كافة، قرر إجراء التدخل الجراحي العاجل للطفلة، وذلك للحيلولة دون إصابتها بمزيدٍ من الآلام والضغط الدماغي الذي قد يعرّضها للوفاة- لا سمح الله.
وقال الدكتور ديفيد؛ إن العملية استغرقت 4 ساعات متواصلة تحت التخدير الكامل، وتمّ فيها استخدام منظار "البينتيرو" (Pentero)، وعمل فتح بسيط بمقدار 2 سم في المنطقة الخلفية للدماغ وصولاً لمكان النزيف، حيث تم سحب الدم المتجلط ومن ثم استئصال تشوّه الشرايين مصدر النزيف.
وأفاد بأنه بعد الجراحة نُقلت الطفلة إلى وحدة العناية المركزة للأطفال (P.I.C.U) ووضعت تحت المراقبة الحثيثة لمدة 24 ساعة، وفي اليوم الأول أشارت قراءات العلامات الحيوية للطفلة إلى وجود تحسن واضح، وفي اليوم السادس نُقلت لجناح التنويم لتتلقى الرعاية الفائقة.
وفي الختام، قال الدكتور ديفيد إن الطفلة خرجت من المستشفى بعد 7 أيام وهي بصحة جيدة، ولله الحمد، بعد أن عاد إليها الوعي الكامل، وإنتهاء الأعراض السابق ذكرها كافة، مفيداً بأن تلك الحالة المرضية تعد من الحالات النادرة والخطرة جداً التي تحتاج إلى مستشفيات تمتلك إمكانات كبيرة وأطباء من ذوي الخبرة.