"المنظري": الأخطاء العلاجية تمثل 34% من الأحداث الضارة في شرق المتوسط

أكد أن 80% من الحالات يمكن الوقاية منها
 المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط أحمد المنظري
المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط أحمد المنظري
تم النشر في

كشف المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط الدكتور أحمد المنظري، أن دراسة بحثية في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أجريت في مستشفيات مختارة توصلت إلى أن الأخطاء العلاجية وأخطاء المداواة تمثل 34% من إجمالي الأحداث الضارة، إذ يتضح من البيانات أن ما يصل إلى 18%من حالات الاحتجاز في المستشفيات في الإقليم ينجم عن تعرُّض المريض لضرر شديد بسبب إدارة الرعاية، وأن 80% من تلك الحالات يمكن الوقاية منها.

وقال في مؤتمر صحافي عُقِد اليوم الإثنين، بمناسبة اليوم العالمي لسلامة المرضى: "وقع الاختيار هذا العام على مأمونية الأدوية لتكون موضوع اليوم العالمي، تحت شعار الدواء دون أضرار، مع الدعوة إلى العمل بمبدأ (اعرف، وتحقّق، واسأل)".

ولفت إلى أن الضرر الناجم عن المداواة يمثل 50% من إجمالي الضرر الذي يمكن تجنّبه في مجال الرعاية الطبية، وهو ما يجعله شاغلاً عالميًا ومُلحًّا من شواغل الصحة العامة، كما أنه يُسبب عبئًا ماليًا ضخمًا على المستوى العالمي، ويُسهم في 9% من إجمالي التكاليف التي يمكن تجنبها نتيجة الاستخدام دون الأمثل للأدوية، أي ما يعادل 42 مليار دولار أمريكي من إجمالي الإنفاق على الصحة عالميًا.

وتابع: "تحدث أخطاء المداواة عندما يؤثر ضعف نُظُم المداواة و/ أو العوامل البشرية، مثل التعب أو الظروف البيئية السيئة أو نقص الموظفين، على الممارسات المرتبطة بوصف الأدوية، ونسخ وصفاتها، وصرفها، وإعطائها، ورصدها، وهي أخطاء قد تؤدي إلى حدوث ضرر بالغ، أو إعاقة، بل قد تؤدي إلى الوفاة، وفي البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، تشير التقديرات الحالية إلى أن 134 مليون حدث ضار يحدث في المستشفيات، ويتسبب في وفاة قرابة 2.6 مليون مريض كل عام، أما في البلدان المرتفعة الدخل، فإن مريضًا واحدًا من كل 10 مرضى يتضرر عند تلقيه الرعاية في المستشفيات، وعند المقارنة بين البلدان ذات الدخل المنخفض والبلدان المرتفعة الدخل، فإن المرضى في البلدان ذات الدخل المنخفض يفقدون ضعف عدد سنوات العمر المصححة باحتساب مدد الإعاقة بسبب الأضرار المرتبطة بالمداواة، بالرغم من توفر عدد من التدخلات التي يمكن أن تقلل من تواتر أخطاء المداواة وتأثيرها، والتي يتفاوت مستوى تنفيذها من بلد لآخر".

وأشار إلى أن التكلفة النفسية التي يتحملها المرضى وأسرهم هي من بين العواقب الوخيمة؛ لعدم مأمونية الرعاية الصحية، ويؤدي ما ينجم عن ذلك من معاناة إنسانية، وتأثُّر وجداني، وفقدان للثقة في النظام الصحي إلى الحيلولة دون الاستفادة من الخدمات الصحية، ويهدد الجهود الرامية إلى زيادة إمكانية الحصول على الخدمات الصحية، ويحدث أعلى معدلات الضرر المرتبط بالمداواة الذي يمكن الوقاية منه في أماكن رعاية المرضى المسنين (11%)، تليها الرعاية المركزة (7%)، ثم الرعاية الفائقة التخصص أو الرعاية الجراحية (6%)، وأخيرًا طب الطوارئ (5%)، كما أن 26% على الأقل من ضرر المداواة الذي يمكن الوقاية منه يُعد، بالمعايير السريرية، وخيمًا أو مُهدّدًا للحياة. أما أثناء الرعاية الصيدلانية، فإن معظم الضرر يحدث في مرحلتي وصف الأدوية ورصدها.

ولفت "المنظري" إلى أن جائحة كوفيد-19 ضاعفت من خطر حدوث أخطاء أثناء المداواة والضرر الناجم عنها، فتقديم الرعاية المأمونة وضمان سلامة المرضى يصبح أكثر تعقيدًا في سياقات الطوارئ، خاصة في بلدان الإقليم التي تعاني من انعدام الأمن والنزاعات والضعف، وتعتمد التغطية الصحية الشاملة على قدرة النظام الصحي على تقديم خدمات مأمونة وفعالة في الوقت المناسب لجميع الناس وفي جميع الأماكن، ويشمل ذلك أوضاع الطوارئ.

وأردف: "وفي جهودنا الرامية إلى الوقاية من أخطاء المداواة والحد من الضرر المرتبط بها، نحتاج إلى تضافر الجهود مع الأطراف المعنية الرئيسية والشركاء الرئيسيين من أجل زيادة الوعي عالميًا وإقليميًا بهذه المشكلة العاجلة من مشكلات الصحة العامة وتمكين المرضى والأسر من المشاركة بفاعلية في الاستخدام الأمن للدواء، وهذا هو جوهر رؤيتنا الإقليمية التي تتمثل في تحقيق الصحة للجميع وبالجميع - دعوة إلى التضامن والعمل".

وأشار المدير الإقليمي لمنظمة الصحة إلى أن اليوم العالمي لسلامة المرضى يهدف أيضاً إلى إشراك الجمهور، وزيادة الوعي بالعبء المترتب على الرعاية غير المأمونة وفهمه على نحو أفضل، وتيسير سُبُل تعزيز سلامة المرضى بوصفها حجر الزاوية في الرعاية الصحية الحديثة، كما يهدف أيضًا إلى التوسع في تنفيذ التحدي العالمي الثالث الذي يواجه المنظمة بشأن سلامة المرضى "الدواء دون أضرار"، ويدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتحسين مأمونية الأدوية.

وفي اليوم العالمي لسلامة المرضى، تدعو منظمة الصحة العالمية إلى تمكين المرضى والأسر من الاستخدام الأمن للأدوية، كما تدعو جميع الأطراف المعنية للتعجيل بتنفيذ الإجراءات اللازمة لتعزيز ممارسات المداواة المأمونة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org