"المغامسي": الاتكاء على أصول المذاهب الأربعة فقط ليس صائباً.. وإيقاف روح الاجتهاد أضر بالأمة
في محاولة لفهم مشكلة الخطاب الديني الحالي، ومعرفة الحل البديل المقترح؛ يرى الشيخ صالح المغامسي إمام وخطيب سابق، "ضرورة إعادة النظر في الوصول للأدلة الشرعية، فالاتكاء على أصول المذاهب الأربعة فقط ليس بالأمر الصائب، فالله لم يجعل الحق محصوراً فيهم"، معتبراً خلال حديثه لإذاعة ثمانية، "أن إيقاف روح الاجتهاد في الأمة قد أضر بها".
وعن أشكال التجديد التي حصلت في تاريخ المسلمين، أوضح الشيخ المغامسي، أن التجديد كان علمياً فقط، كالشافعي عندما أتى بأصول الفقه، مضيفاً: "في صدري أشياء كثيرة لكن لا أرى الوقت المناسب لإظهارها الآن، فلا يمكن أن أنصح الناس وأنا أقع في الخطأ، فما أريد أن أنصح الناس به فلابد أن أستأذن السلطان به، فما لم يأذن لي السلطان أن أقوله فلن أقوله".
وتابع: "أنت مسؤول عن زمنك، عن نازلة نزلت في زمنك، لا تخالف نصاً ولا تخالف إجماعاً، وأنشئ مجمعاً فقهياً من مدارس مختلفة، فليس صواباً أن يكون من مدرسة واحدة".
وعن سبب الخوف من فكرة تجديد الخطاب الديني، رد "المغامسي" قائلاً إن من لا يريدون التجديد أشعروا الناس بأن المطالبين به يريدون أن يُميّعوا الدين وإضاعته.
وسأل الله العون لمن يتصدّر التجديد، فهو إما أن يواجه العلماء "الحرس القديم" على هذا القول، أو العامّة من الناس التي تعد مخالفتهم مكلفة جداً؛ لذلك قيل: "سنة البلد وسلامة الولد"، فالعاقل لا يخالف العامة ما أمكن.
ونصح "المغامسي" المجدد بأن يطرح أقواله على هيئة مسائل متفرقة، وإنما بناء قواعد، مضيفاً: "الآن أبني قواعد في قضية التجديد بحيث يُبنى عليها الحكم، لكن لم أعلنها لأن هذا يحتاج إذن السلطان".
وأشار بأن القرآن الكريم يأمر بالاجتماع والألفة والاعتصام والعلم، وإذا قيل في الشأن العام مجازفة دون الرجوع للسلطان سيحدث في الناس فتنة وانقسام.
وعن علاقة السلطان بالعالم، أكد وجوب أن يعضد كل منهما الآخر، مبيناً أن إبقاء هيبة السلطان في القلوب مهمة العالم، وحفظ مكانة العالم عند الناس مهمة السلطان، وإذا اتفقا نجم عن ذلك خير كثير.
وعن تغريدته "الأمة أحوج ما تكون إلى إعادة النظر في قراءة تراثها، فكما ننهى عن تقديس الذوات فلا بد من النهي عن تقديس أقوال الرجال"، يرى "المغامسي" أن المشكلة في التعامل مع التراث الفقهي هي التعظيم أكثر من اللازم؛ لأنه قديم، ويأخذ شيئاً من القداسة والتعظيم.
وتساءل: "كم مرة شرح كتاب الزاد وهو كتاب فقهي حنبلي مختصر؟!" داعياً إلى إنشاء جيل من طلبة العلم تكون مهمته العلمية أكبر من شرح كتاب "الزاد" مثلاً.