جسّدت سيدة سعودية أروع صور الإنسانية باحتضانها وكفالتها طفلتيْن لقيطتيْن مصابتيْن بفيروس نقص المناعة "إيدز" منذ ولادتهما بمكة المكرّمة، وانتشلتهما إلى حياة كريمة كأقرانهما من الأطفال.
وفي التفاصيل، قالت الأم الحاضنة "مريم" لبرنامج "mbc في أسبوع"، إنها تبتغي الأجر والمثوبة من الله، برعايتها وتربيتها لليتيمتيْن وأن الله سخّرها لهما وسخّرهما لها رحمة بهما بعد أن قذف الله في قلبها محبتهما.
وأضافت: "رأيت الطفلتيْن في المستشفى وعرضوا عليّ كفالتهما وأخبروني أن الفتاتين مصابتان بنقص المناعة (إيدز)، وطمأنتني الطبيبة المشرفة على حالتيهما، وأنهما ستتعايشان معي في حياة طبيعية وعادية، ولن يكون عندهما أيّ مشكلة، وستتناولان علاجهما مثل أيّ مرض مزمن عادي؛ كالضغط والسكري".
من جانبهما، طالبت الفتاتان "نورة" و"نوف" -اسمان مستعاران لهاتيْن الطفلتيْن خوفاً من نظرة المجتمع؛ كونهما مصابتي إيدز-، المجتمع، باحتوائهما ودعمهما.
وقالت "نورة": "أتمنى من الآخرين ألا يتنمّروا علينا؛ لأن هذا المرض ليس بيدنا، فالله ابتلانا به ونتمنى أن يتقبّلونا وأن يتعايشوا معنا ولا يسيئون لنا".
وقدّمت شقيقتها "نوف" شكرها لأمهما البديلة على تربيتها ورعايتها لهما منذ طفولتهما قائلة: "الحمد لله الذي رزقنا أماً مثل (ماما مريم)، وليس لنا ذنبٌ في إصابتنا بهذا المرض، فهو ابتلاءٌ من الله".
وأشار معد التقرير سلطان السلمي؛ إلى أن الأمهات والأسر السعودية التي احتضنت الأطفال اللقطاء والمصابين بفيروس "الإيدز" لا يزالون ينتظرون لفتةً مجتمعيةً لتغيير المفهوم السلبي حولهم ورعاية أكبر.