"منذ تأسيس "كاوست" وهي تتميز في أبحاثها وابتكاراتها ومواهبها، وأصبحت إحدى الجامعات البحثية الرائدة في العالم، وتمثّل الاستراتيجية الجديدة عهدًا جديدًا للجامعة لترسيخ مكانتها العلمية والأكاديمية التي وصلت إليها، لتكون منارةً للمعرفة، ومصدرًا للإلهام والابتكار، تماشيًا مع طموحات رؤية السعودية 2030 من أجل مستقبل أفضل للمملكة والعالم".. بتلك الكلمات وصف سمو ولي العهد رئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وما تتميز به من سمعة ومكانة كبيرة في المجتمع العلمي العالمي، وذلك خلال إعلان سموه عن الاستراتيجية الجديدة للجامعة.
ولا شك، فقد رسّخت "كاوست"، منذ تأسيسها، مكانتها كإحدى أفضل الجامعات البحثية الرائدة عالميًّا، من خلال التركيز على البحث والابتكار، واستقطاب أفضل المواهب؛ إذ احتلّت المرتبة الأولى في "الاقتباسات لكل عضو هيئة تدريس" على الصعيد العالمي، وبات اسمها مقرونًا بالأبحاث المؤثرة في المحافل الدولية.
كما تحظى الجامعة السعودية بسمعة طيبة في الأوساط العلمية؛ إذ تحتلّ المرتبة السادسة على مستوى العالم، والمرتبة الأولى على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ضمن تصنيف نيتشر "Nature"، الذي يضم نحو ١٧٥ جامعة شابّة على مستوى العالم. كما صنفت شبكة "يو إس نيوز" الإعلامية الأمريكية، كجزء من تحليلها الشامل للجامعات الأمريكية والعالمية، "كاوست" كواحدة من أفضل الجامعات في العالم في مجال علوم وتقنية النانو لعام 2022.
واكتسبت "كاوست" تلك السمعة الفريدة خلال نحو 15 عامًا من عمر تأسيسها؛ نظرًا لتركيز أبحاثها على التعامل مع أبرز التحديات التي تواجه العالم، إضافة إلى التعاون الكبير من جانبها مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة، تسهم من خلاله في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
تمثّل استراتيجيةُ الجامعة نقطةَ انطلاق لتسريع تأثيرها الإيجابي على المملكة والعالم؛ إذ تهدف إلى تحويل العلوم والأبحاث إلى ابتكارات ذات مردود اقتصادي من خلال التركيز على الأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار؛ وهي: صحة الإنسان، واستدامة البيئة، والطاقة المتجدّدة، واقتصاديات المستقبل، إضافة إلى تعزيز الشراكات الدولية والمحلية المثمرة، والشراكة مع القطاع الخاص؛ مما يسهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
وتضع الاستراتيجية كامل التركيز على الأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار؛ وهي: "صحة الإنسان، واستدامة البيئة، والطاقة المتجددة، واقتصاديات المستقبل".
وتركز الاستراتيجية الجديدة على زيادة فرص تحويل الأبحاث إلى ابتكارات ذات مردود اقتصادي، ويشمل ذلك ثلاث مبادرات رئيسة؛ وهي: إطلاق معهد التحول الوطني للبحوث التطبيقية "NTI"، وإعادة تنظيم معاهد الأبحاث في الجامعة بما يتماشى مع الأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار، وتأسيس صندوق الابتكار التقني العميق "DTIF" بميزانية تقدّر بـ750 مليون ريال، ويهدف الصندوق إلى الاستثمار المبكر في الشركات المحلية والعالمية المتخصصة في التقنية الفائقة، بما يعزز التنوع الاقتصادي ويسهم في توليد الوظائف التقنية النوعية.
وتستند التطلعات والأولويات الوطنية للبحث والتطوير والابتكار، إلى أربع أولويات رئيسة؛ تتمثل في: صحة الإنسان، واستدامة البيئة، والاحتياجات الأساسية، والريادة في الطاقة والصناعة، واقتصاديات المستقبل، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 وتعزيز مكانتها بصفتها أكبر اقتصاد في المنطقة.
وتهدف المملكة من أولوية الريادة في الطاقة والصناعة إلى تعميق الأثر الاقتصادي لهذا القطاع، وجعل المملكة قوة صناعية، وتنظر من خلال أولوية اقتصاديات المستقبل إلى تطوير مستقبل الحياة الحضرية بشكل عام، من خلال بناء الشراكات مع القطاع الخاص وتعزيز دوره في تحويل الأبحاث إلى ابتكارات ذات قيمة اقتصادية.