يستمر معرض عالم التمور 2024، الذي يُنظِّمه المركز الوطني للنخيل والتمور، في استقبال الزوَّار والمهتمين وسط إقبال جماهيري كبير، وتزايُد في أعداد الزوار بمقره في واجهة الرياض للمعارض والمؤتمرات، ويستمر إلى 28 نوفمبر 2024.
ويُعَدُّ المعرض أحد أبرز الفعاليات الثقافية والتجارية؛ إذ يجمع بين الابتكار والتراث؛ لتعزيز مكانة التمور السعودية كمنتج استراتيجي.
ويتميز الحدث بمكوناته المتنوعة، التي تشمل: تجارب تفاعلية، مناطق طهي وتذوق، متحف النخلة ومنصات تعكس الإرث الثقافي للنخيل والتمور عبر العصور.
وضمن متحف النخلة في المعرض يبرز جناح "النخلة في الحضارات"، الذي يُعَدُّ محطة استثنائية، تُظهر كيف كانت النخلة عنصرًا أساسيًّا في العديد من الثقافات القديمة حول العالم.
ويأخذ الجناحُ الزوارَ في رحلة تاريخية، تبدأ منذ آلاف السنين، مُسلطًا الضوء على دور النخيل في تعزيز الاستدامة الغذائية والاقتصادية عبر مختلف الحضارات.
وقد تضمَّن الجناح أن النخلة تحتل مكانة بارزة في الحضارة المصرية القديمة؛ إذ استُخدمت رموزها في النقوش والجداريات التي تعكس أهميتها في الحياة اليومية والطقوس الدينية.
ويعرض الجناح لوحات توضح استخدام النخيل في الزراعة والبناء، بما في ذلك مشاهد للنخلة كجزء من طقوس الخصوبة والزراعة في تلك الحقبة.
كما تضمَّن الجناح تعبيرًا عن الاهتمام بالنخلة في بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام، كما يظهر في النصوص والقوانين القديمة، مثل قانون حمورابي، الذي خصص مواد تشريعية لحماية زراعة النخيل.
ويعرض الجناح نقوشًا، تُوضح دور النخلة في التجارة والعلاقات الاجتماعية.
وتُظهر القِطع المعروضة في الجناح مدى أهمية النخلة في الحياة اليومية للحضارات العربية القديمة؛ إذ ارتبطت بالاقتصاد والمجتمع.
وقد تم عرض قِطع فنية، تعود إلى حضارة دلمون، وتُبرز كيف كانت النخلة محورًا للزراعة والتجارة.
واستعرض الجناح النخلة بوصفها رمزًا للحياة والخصوبة في حضارات بلاد الشام القديمة، بما في ذلك الكنعانيون والآراميون.
ويعرض الجناح مشاهد للنخلة في مواقع تاريخية، مثل تدمر، مع توثيق لدورها في التراث الديني والفني.
كما يقدم الجناح تجربة غنية، تجمع بين التعليم والثقافة؛ إذ يمكن للزوار مشاهدة مجموعة من القِطع الأثرية والنقوش التاريخية التي تُبرز تطوُّر دور النخلة عبر العصور.
كما يوفر الجناح مساحة تفاعلية لاستكشاف العلاقة بين النخلة والابتكار في مختلف الحضارات.
الجدير بالذكر أن معرض عالم التمور لا يقتصر على كونه فعالية تجارية، بل يُمثِّل نافذة ثقافية، تعكس عمق التراث الزراعي للمملكة، ودور النخلة كمصدر للاستدامة والابتكار عبر الزمن.
ويدعو المركز الوطني للنخيل والتمور الزوَّار لاكتشاف جماليات هذا التراث، وتجربة رحلة استثنائية، تجمع بين الماضي والحاضر.