عن كثرة التغيب بالمدارس.. "حمدان": بيئات التعليم التقليدية لا تجذب الطالب ولا المعلم

عن كثرة التغيب بالمدارس.. "حمدان": بيئات التعليم التقليدية لا تجذب الطالب ولا المعلم

تطالب الكاتبة الصحفية منى يوسف حمدان، بطرح علمي على طاولة الحوار، لحل مشكلة كثرة التغيب عن المدارس قبل وبعد الإجازات الرسمية، والتسرب والتهاون في الالتزام بساعات وأيام الدوام الرسمي، وذلك من أجل مصلحة جيل بأكمله، مؤكدة أن المشكلة الحقيقية هي أن بيئات التعليم التقليدية لا تحقق الجذب المأمول للطلاب والطالبات، وأن نظام ثلاثة فصول دراسية في هذه البيئة زاد المشكلة ولم يحلها.

مشكلة كثرة التغيب عن المدارس

وفي مقالها "الأسرة السعودية وعام دراسي طويل" بصحيفة "المدينة"، تقول حمدان: "في ظاهرة مجتمعية تتكرر سنويًا للأسف ولابد من مواجهتها معًا ونطرح الحلول السريعة لمعالجتها، وهي كثرة التغيب عن المدارس قبل وبعد الإجازات الرسمية وفي الأعياد والمناسبات الوطنية".

بيئات التعليم التقليدية لا تجذب أحدًا

وترصد "حمدان" أبرز أسباب مشكلة الغياب، وتقول: "من وجهة نظر تربوية لن أضع مبررًا يستسهله البعض، فيقول: إنه الملل وطول العام الدراسي، وقد يكون هذا أحد الأسباب بلا شك، ولكن ليس هو السبب الأهم، ثلاثة فصول دراسية كفيلة بأن تجعل الملل يتسرب لنفوس الطلاب والطالبات وخلق مشاكل متنوعة في البيئات التعليمية، ولم يطرح هذا الموضوع على طاولة ونقاش مجلس الشورى إلا وهو يشغل بال كل بيت سعودي، حتى وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة تطرح نفس المشكلة، وهذه بداية جيدة لنعمل معًا من أجل العلاج ويكون عاجلاً وفعالاً.. بيئات التعليم التقليدية لا تحقق الجذب المأمول للطلاب والطالبات، والبرامج المتكررة والفعاليات والمناشط التي تنفذ بطريقة روتينية مملة ولا تستهوي الشباب ولا تلبي تطلعاتهم".

المعلمون لم يجدوا الاهتمام والتقدير

وعن المعلم تقول الكاتبة: "المعلمون والمعلمات الذين لم يجدوا ضالتهم في بيئات عملهم من اهتمام وتقدير ورفع معنويات وتلبية احتياجاتهم النفسية والصحية والاجتماعية لن يستطيعوا تقديم المزيد من الأفكار الإبداعية لطلابنا وطالباتنا، لأنه ببساطة شديدة فاقد الشيء لا يعطي إطلاقًا إلا من كان العمل بالنسبة له عشقًا وغاية وهدفًا في حياته.. كنت معلمة وما زلت على صلة بميدان التعليم وأعي جيدًا أهمية الحالة النفسية والمعنوية للإنسان في بيئة عمله، البيئات الصحية دومًا تؤتي نتائج مبهرة، وفي وطني صروح تعليمية حققت معايير الجودة والتميز في مخرجاتها التعليمية وفي تميز معلميها ومعلماتها وقياداتها التعليمية لأنهم يعملون في بيئات متميزة".

مدارس أرامكو نموذج للبيئة التعليمية الجاذبة

وتروي "حمدان" تجربة عملها في مدارس أرامكو، وتقول: "في ذاكرتي ملامح مدارس أرامكو في المنطقة الشرقية حينما كنت أعمل معلمة في محافظة صفوى، زرنا ذلك المرفق المثالي وكانت مدرستنا مستأجرة ومبنى بسيط ومتواضع جدًا، لكن كانت القيادة في تلك المدرسة الصغيرة توفر لنا بيئة حميمة تعالج القصور في المباني والإمكانات المادية، العلاقات الإنسانية مهمة جدًا في بيئات العمل ويعول عليها كثيرًا، العلاقة بين القائد وفريق العمل، وعلاقة المعلم بطلابه وأولياء الأمور كلما توثقت الصلة بينهم كلما كانت الحياة المدرسية ورحلة التعلم أكثر إيجابية وتمتاز بالقوة والصلابة".

والدي معلمي الأول.. علمني عشق المدرسة

وتروي "حمدان" تجربة والدها كمعلم وما تعلمته منه، وتقول: "تعلمت من والدي معلمي الأول -حفظه الله- عشق المكان الذي أعمل فيه وكنت ومازلت أستقي من معين مدرسته حب العطاء والانتماء لمهنة التعليم، ما أروع أن يكون أبوك معلمًا قائدًا متميزًا في حبه وعلاقته بطلابه ومعلميه، كنت أراقب حركاته وتصرفاته وحزمه وشدته مع ابتسامته التي تميز بها، وكنت وما زلت أتذكر جيدًا حرص والدي -رعاه الله- على الالتزام بساعات الدوام الرسمي والحضور مبكرًا والخروج بعد خروج كل منسوبي المدرسة، وكل هذا يؤديه بحب وانتماء كبير لمهنة هي الأقدس والأشرف بين المهن".

عمل المعلم يتطلب قدرًا كبيرًا من طول البال

وتعلق "حمدان" قائلة: "العمل في مجال التعليم يتطلب قدرًا كبيرًا من طول البال واستشعار روعة المنجز في نهاية العام الدراسي، إنه مخرج تعليمي متسلح بالعلم متحلٍ بأجمل القيم والسلوكيات معتز بوطنه ودينه وهويته السعودية".

حوار علمي لحل مشاكل التعليم

وتنهي "حمدان" مطالبة بحوار علمي لحل مشاكل التعليم، وتقول: "نحن بحاجة ماسة لتضافر الجهود من أجل طرح علمي على طاولة الحوار، كيف نجد حلاً لمشاكلنا وكيف نقلل من التسرب والتهاون في الالتزام بساعات وأيام الدوام الرسمي من أجل مصلحة جيل بأكمله نريد منه أن يكون محبًا مقبلاً على التعليم ويوثق علاقته بمن يقدم له العلم ويعظم شأنهم وقدرهم، فالمعلمون والمعلمات وأساتذة الجامعات هم صفوة المجتمع وأهل لكل تقدير وإجلال وتكريم".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org