جادت قريحة الشاعر المعروف، سعود بن عبدالله القحطاني “ضاري”، بقصيدة وفاء للقيادة السعودية -حفظها الله- وبكلمات تقطر حباً للملك وولي عهده الأمين، وكأنها تعبر عن مكنون ما في قلب كل مواطن، وأيضاً عن شعور كل مقيم يرى أن المملكة جزءًا من تكوينه.
وقارئ القصيدة وسامعها ومتذوقها يعيش معها رحلة من المتعة والشجن، حيث افتتحها شاعرها بالتعريف بالوطن، ثم أرض الجزيرة العربية بتاريخها وأمجادها، وبهدوء ينتقل للعصر الحديث عندما يستعرض دور الملك عبدالعزيز “أخو نورة”، ثم يقفز بالذاكرة إلى هذه اللحظة مع الملك سلمان الذي وصفه بأعظم ملوك الأرض.
وفي وصف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تتسابق الحروف بفخر وحب، ليقف الشاعر حائراً في إنصافها ويسوقها قائلاً: “قدام يابيض المقاديـر قـدام”، ثم يستعرض سجايا ذلك الزعيم، وقربه من شعبه الذي يبادله الوفاء والإخلاص، ليجيب أخيراً “ذي غرسة محمد وهذا حصاده”، وتستمر القصيدة وكأن قائلها ينتقل بنا وسط روضة غنّاء صنعت منها الأمطار لوحة فاتنة.
وتنشر "سبق" القصيدة كاملة، وكل بيتٍ منها هو بيت القصيد.
وطن عظيم وشعب مخلص وقادة
وأرض علمها غير عن كل الأعلام
أرض عليها صارت أطهر ولاده
أرض النبي وأصحابه الغـر الأعلام
أرض الرسـول وعمـر وأبـو قـتـاده
منها سطع نور غشـى الشـرق والشـام
واليـوم أخـو نـوره وهـذي بلاده
المملكـة حضـن العـرب قلـب الإسلام
يقودهـا وأنعـم بهـا مـن قيـاده
خـادم بيوت الله وللأمة إمـام
سلمان سلمان العزم والإراده
أعظم ملـوك الأرض من عـرب وأعجام
زعمينـا و اكبـر مـن أكبـر إشـاده
مثـل البحـر يـوم البحـر واسـع وطام
لكم على الدنيـا وأهلهـا سـياده
وبأرقابنـا بيعـة لكـم والعهـد تـام
على خطى عبدالعزيز ورشـاده
قاد السعودية وأهلها للأمام
هـو أمتـداد أبـوه وأنـت امـتـداده
للدين خدام وللشعب حـكام
أعنـي ولي العهـد جـزل الوفـاده
هـو صـامـل الوقفـة وأبـو قـلـب عـزام
حـر مـلـى الدنيـا علـى أول هـداده
والحـر مثـلـه يعجبـك ويـن مـا حـام
يمضي بنـا محمـد بعـزم وجلاده
للمجـد ويسـابق بنـا بيـض الأيـام
كنـه يقـول لمن يبـون انتقـاده
قدام يا بيض المقاديـر قـدام
یا وارث الملك العظيـم وعتـاده
وعـراب رؤيا المملكة والتقـدام
حنـا فتيـل الحـرب وأنتـم زنـاده
اقلـط بنـا وأبشـر بنـا درع وحسـام
بك سـطوة معـزي وبـك من سـداده
عبدالعزيز الملهم الصارم الهـام
جاهـا وهـي ليـل شـديد سـواده
قـام ومعـه حـظ الجزيـرة بعـد قـام
لملـم شـتات النـاس والحكـم أجـاده
توحـدت مـن عقـب مـا كانت أقسام
على المشورة والكتـاب استناده
يستلهم وياخـذ مـن الشـرع الأحكام
يختار قاداته ويعـرف مـراده
فراسـته تنبيـه وش خلـف الأكام
واليـا انتصـر عفـا بحلـم وركاده
حتـى عدوه لا انهـزم مـا هـو يـضـام
الله عطا والله عليـم بعباده
كريم شعب المملكـة وأنتـم أكـرام
والله جمـع لـك بين ملـك وعقـاده
وشـعب تحيزم فيـك وأنت أطلـق حزام
فاخـر ومثلـك يفتخـر اجـداده
واحـد بنـي دولـة وواحـد فـخـريـام
جـدك معـزي فـوق صهـوة جـواده
أسـس كـيـان وملـك ي عـدة أعـوام
وراكان جدك وأنـت وارث شـداده
ومـن مـثـل ابـن حـثـليـن فـارس وهمام
خوالـك الحثلين شيخة وسـاده
بيـت المفاخـر والبطولة والإقـدام
وشـابهت تركـي هيبتـه واجتهـاده
يومـه علـى شـان الحكم حث الأقدام
قـام وعلـى عـدوانـه أعلـن جـهـاده
بالصـارم اللـي لا ضـرب يفلـق الهـام
يظهـر علـى الخصـم العنيـد إرتعاده
لا حـرك جيوشـه جبن كل مقـدام
مـا يـحـارب إلا اللـي يقـوده عنـاده
ويعامـل البـاقين في لطـف وإكـرام
يحـرص علـى أمـن الطـفـل في مهاده
ويرحـم كـبـار الـسـن ويغيـث الايتـام
في مجلسه دروس علـم وعبـاده
وبالقصـر كسـوة للمساكين وإطعـام
وللحـق وأهـل الحـق سـهل انقيـاده
وصية الله بالأرامل والأرحـام
هـذا الإمـام اللـي لـه العفـو عـاده
تـركـي ابـن عبـدالله بسـلم وخصـام
أنتـم أسـاس الملـك وأنتـم عمـاده
هـذي حقايـق ثابتـه مـا هـي أوهـام
كـن المؤسـس جـا علـى شـكل إعـاده
نفس الفكر نفس الشكل نفس الأجسام
حنـا نشـوفك حلـم حنـا مـداده
وأصـل الحقايـق كان مجرد أحلام
رؤياك مستقبل وطـن واسـتفاده
من كبرهـا تصعـب على بعـض الأفهام
ونستبشـر بـرؤيـاك خيـر وسـعاده
ونشـوف واقعهـا حسـابات وأرقـام
بلد على البترول كان اعتمـاده
تعددت في مصادره بس في عام
رفعـت مـن شـان الوطـن واقتصـاده
يا كل درب إصلاح لـك بصمـة إبهـام
ذي غرسة محمـد وهـذا حصـاده
وهنـاك أثـر كفه علـى وجـه الإجرام
حرب على الفاسد بليـا هـواده
وحـرب علـى زمـرة سـفهاء الأحلام
وعلـى المخدرات أعلنت حـرب الإباده
يخوضها بأمـرك عساكر وخـدام
خـل البلـد يشفى وينظف زيـاده
مثـل الجسـد لا عالجـو منه الأسقام
واللـي عـن اليمـه تشـوف ابتعـاده
اجتـت مـن راسـه بيمنـاك الأورام
قد قلـت لـن ينجو أحـد من فسـاده
مـا قـلتـه عـلـى الخاص والعام
خليتو الفاسد يعيـش النـكاده
يدفـع وهـو صاغـرثـمـن ذيـك الأثام
هـذي نتايج رؤيتـه واعتقـاده
أصبـح سموه للعـرب مصـدر إلهـام
نشـهـد ولـومـا هـوبحاجـة شـهاده
إنه علامة فارقة بين الأنـام
وإنـه صنع تاريـخ فـخـر وريـاده
تبطـي وهـي تكتب لـه وعنـه الأقلام
نفسـه وشـعبه نشـوف اعتـداده
أصبـح حـدث يشغل وزارات الإعلام
دمتـم لنـا وللشعب سـادة وقاده
تبقـون ما يبقـى علـى الأرض الإسلام
