يجمع ألم الفقد والحزن أبو دانة وأبو جمال بصداقة تتوثق كل يوم بعد أن جمعتهما مرارة الفراق على أطلال قبر في أعز ما لديهم ليواسيا بعضها بطريقة مختلفة ليكسبا الإخوة ومحبة الناس.
وفيما لم تتمالك مذيعة برنامج أمس mbc في أسبوع دموعها وهي تحاول نقل مشاعر ومعاناتها أبوين مكلومين في فقد ولديهما إلا أنها تركت لهما التعبير عما يجول في خاطرهما، ويردان على من يوصف فعلها بالمبالغة في الحزن.
بداية كان رد أبو دانة على صديقه أبو جمال عندما كان جالسًا عند قبر ابنته عن سبب مجيئه للمقبرة بأنه جاء به الشوق والحنين إلى ابنته دانة ليخبره بالعبارة نفسها بأنه جاء به الشوق والحنين إلى ولده جمال زائرًا قبره.
وأشار إلى أنه متوفى منذ 11 شهرًا ويقوم بزيارته في المقبرة بشكل شبه يومي على الرغم من أنه يجد معارضة من أهل بيته إلا أنه يرد عليهم بأن القلب لم يعد فيه صبرًا وأقسم "والله كنت أقول لهم في المستشفى عندما كان جمال صغيرًا خذوا قلبي وأعطوه إياه.
وعاش أبو جمال (50) عامًا طيلة عمره في السعودية وظل يتردد طيلة سنة كاملة على قبر ولده، مشيرًا إلى أنه يحاول مواساة صديقه أبو دانة والتخفيف عليه ومساعدته في عدم التعلق بقبر ابنته كما حدث معه.
وقال إن ابنه على الرغم من مرض "جمال" إلا أن ابتسامته كانت تملأ البيت فرحًا وتشعل ضحكاته السعادة في المنزل وبعد رحيله افتقد تلك الابتسامة والضحكات فلم يعد يطيق البقاء في المنزل فلجأ للتردد وزيارة قبره باستمرار.
من جهة أخرى، أوضح أبو دانة القحطاني أن زيارته لقبر ابنته وفاء ومحبة في رده على لوم الناس له لطول حزنه على ابنته، وقال والدموع تغمر عينيه "لا أعتقد أنهم مروا بالموقف نفسه الذي مررت به، سهل جدًا الكلام عليهم وسأتقبله بصدر رحب لأنهم لم يشعروا بمعاناتي وحزني"، واصفًا موقف صديقه أبو جمال بأنه جبر حاجة في خاطره، داعيًا الله أن يتقبل ولديهما بقبول حسن.