ترأس رئيسُ الهيئة العامة للإحصاء الدكتور فهد بن عبد الله الدوسري، وفدَ المملكة المشارك في أعمال منتدى الأمم المتحدة العالمي الخامس للبيانات المنعقد في مدينة ميديين بجمهورية كولومبيا خلال الفترة "12 - 15 نوفمبر 2024"، بمشاركة 193 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، الذي شهد تسليم المملكة رسميًّا استضافة المنتدى في نسخته السادسة في الرياض عام 2026.
وحضر رئيسُ الهيئة العامة للإحصاء ضمن أعمال المنتدى، الاجتماعَ الرسمي للمجموعة رفيعة المستوى للشراكة والتنسيق وبناء القدرات في مجال الإحصاءات لخطة التنمية المستدامة المعروفة باسم "HLG-PCCB" الذي تناول التأكيد على تطلعات المجموعة للنسخة السادسة التي ستستضيفها الرياض في عام 2026، وأهم الموضوعات التي سيتمّ تناولها للبدء في الإعداد والتهيئة.
وأكد الدكتورُ "الدوسري" استعدادَ المملكة لاستضافة المنتدى وتقديم كافة الممكِّنات لتكون نسخة استثنائية تليق بأهمية العمل الإحصائي، وتعكس ما تتمتّع به المملكة من إمكانات متقدمة لاستضافة المنتدى، متطلِّعًا إلى أن تحقّق الاستضافةُ دعمَ التوجهات الرامية إلى توفير البيانات والمؤشرات الإحصائية ذات الجودة العالية والمساهمة في تقديم قراءات متقدمة عن مدى تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الدول الأعضاء.
من جانب آخر شارك "الدوسري" متحدثًا رئيسًا في جلسات المنتدى، مستعرضًا تجربة المملكة في العمل الإحصائي من خلال دور الهيئة العامة للإحصاء المستقلّ في إنتاج البيانات الإحصائية التي تم تطويرها بناءً على الأسس المتينة للجهاز الإحصائي الوطني الرسمي في المملكة الذي تمّ تأسيسه قبل أكثر من 65 عامًا ليكون مصدرًا رسميًّا للبيانات، ومساهمته في دعم صنّاع القرار وراسمي السياسات، مشيدًا بما يَلْقاه القطاع الإحصائي في المملكة من دعم وتمكين للمشاركة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وفي ذات السياق عقد رئيسُ الهيئة العامة للإحصاء عددًا من اللقاءات الثنائية مع رؤساء المنظمات واللجان الدولية والأجهزة الإحصائية العالمية، شملت: مدير شعبة الإحصاءات في الأمم المتحدة "ستيفان شاينفيست"، تناولا خلاله دور البيانات الإحصائية في التنمية المستدامة، ومساهمتها في تحسين جودة الحياة، ودعم راسمي السياسات ومتّخذي القرار في الدول.
كما التقى "الدوسري" مع نظرائه من رؤساء المكاتب الإحصائية في كلٍّ من فلسطين وسويسرا وكولومبيا، وتناول الحديث التأكيد على أن البيانات التي تصدرها الهيئة العامة للإحصاء ونظيراتها في دول العالم، تعدُّ رافدًا مهمًّا من روافد العمل التنموي، وتحقيق الرفاه لمواطني دول العالم؛ إذْ تسهم البيانات والمؤشرات الإحصائية في تحقيق رؤية شمولية تساعد على بناء الخطط التنموية على أسس علمية، داعيًا إلى أهمية تبادل الخبرات ونقل التجارب بين الدول لتحقيق الاستفادة منها بما يحقّق التكامل.
وعلى هامش أعمال المنتدى التقى رئيسُ الهيئة العامة للإحصاء، في اجتماعات منفصلة، الرئيسَ التنفيذي لمبادرة الشراكة العالمية لبيانات التنمية المستدامة، ورئيس منظمة البيانات المفتوحة، ورئيس منظمة باريس 21 المتخصصة في الإحصاء من أجل التنمية، وبحث معهم أوجه التعاون المشترك فيما يحقّق الإفادة من التجارب التي تقدمها تلك المنظمات، مستعرضًا الدور الذي تقوم به الهيئة العامة للإحصاء على مستوى تطوير منظومتها الإحصائية، وجهودها الدولية لتعزيز العمل المشترك في مجالات العمل الإحصائي الدولي.
يذكر أنّ منتدى الأمم المتحدة العالمي الخامس للبيانات الذي عقد في دولة كولومبيا بأمريكا اللاتينية، قد بحث تجديد خطة العمل العالمية حول التنمية المستدامة للبيانات، وشارك في المنتدى أكثر من 3 آلاف من قادة العمل الإحصائي من الحكومات وأجهزة الإحصاءات الرسمية الوطنية والقطاع الخاص، والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني، وغيرها من المنظمات المهتمة بالعمل الإحصائي؛ من أجل عرض ومناقشة الابتكارات واستخدامات البيانات وتعزيز الثقة والحماية والشرَاكات والتنسيق في هذا القطاع.
وتتطلّع جميعُ دول العالم لتنفيذ برامجها الخاصة برؤية 2030 للتنمية المستدامة؛ فقد سعى مجتمع البيانات والإحصاءات خلال منتدى الأمم المتحدة العالمي الخامس للبيانات، لإطلاق تجديد خطة عمل التنمية المستدامة، التي تتضمن 12 أولوية جديدة ومجموعة من الإجراءات والالتزامات للوصول إلى بيانات عالية الجودة ودقيقة وشاملة؛ من أجل الإسراع في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، كما تُعد خطة العمل المحدثة هذه هي الجيل الثاني من وثيقة خطة عمل "كيب تاون" للتنمية المستدامة للبيانات التي أطلقت خلال منتدى الأمم المتحدة الأول للبيانات عام 2017.