مع البقاء في المنزل طوال الوقت وقاية من "كورونا"، يرى الكاتب الصحفي هاني الظاهري أن الأزواج سيكونون أول ضحايا هذا الحجر المنزلي! فسوف تبدأ الزوجات في التنبه لكل صغيرة وكبيرة في تصرفات أزواجهن والعكس صحيح، وسيجد الأطفال أنهم محاصرون بأسئلة الأم من جهة وانتقادات الأب من جهة أخرى، ولا خلاص للجميع إلا بنهاية "كورونا"، متمنياً لكل الأزواج الطيبين الستر والصمود وترديد الدعاء الشهير: "اللهم سلّم.. سلّم".
حجر منزلي
وفي مقاله "الأزواج أول ضحايا الحجر المنزلي!" بصحيفة "عكاظ"، يقول "الظاهري": "فرضت إجراءات الوقاية من "كورونا" وما صاحبها من توقف للأعمال والمدارس والحجر المنزلي الذي اختاره ملايين الناس حول العالم حياة غير تقليدية، أهم ما يميزها أنها غارقة في الدفء العائلي، وانهماك أفراد كل أسرة باكتشاف بعضهم من جديد.. لو أردنا حساب عدد الساعات التي كان يقضيها الفرد العامل أو الدارس مع أفراد أسرته قبل "كورونا" لوجدنا أنها ربما لا تتجاوز بضع سويعات في اليوم، إذ يأخذ العمل نحو 8 ساعات والنوم مثلها، والخروج للتسوق أو الزيارات وقضاء الأشغال نحو 4 ساعات؛ أي أن المتبقي من الـ24 لا يتعدى 4 ساعات فقط!".
16 ساعة بالمنزل
ويرصد الكاتب هذا الواقع المنزلي الجديد، ويقول: "أما في زمن "كورونا"، فالأمر مختلف، إذ بات وقت الاجتماع العائلي نحو 16 ساعة في اليوم، وهذا بالنسبة للبعض انقلاب حياتي كامل، إذ سيغرق كل فرد من أفراد الأسرة في عالم الآخر، وسوف تبدأ الزوجات لا محالة في التنبه لكل صغيرة وكبيرة في تصرفات أزواجهن والعكس صحيح كذلك، وبالطبع فإن النتائج التي ستخلفها هذه الحالة خطيرة ويصعب توقعها، أما الأبناء فسوف يسعدون في أول يومين بقضاء الساعات الطوال مع والديهم، لكنهم سينتبهون بعدها إلى أنهم فقدوا خصوصيتهم وعوالمهم المستقلة، وسيجدون أنهم محاصرون بأسئلة الأم من جهة وانتقادات الأب من جهة أخرى، وهذا ما سيجعلهم من أكثر سكان هذا الكوكب ترقباً لإعلان نهاية إعصار "كورونا" الذي عصف بحياتهم".
أصحاب المسيار
ويرى "الظاهري" أن "الأمر سيكون أكثر تعقيداً بالنسبة لأولئك الرجال المنخرطين في علاقات زواج مسيار أو سرّي.. فالحجر المنزلي مع الزوجة الرسمية والأبناء مسألة كارثية تهدد مشاريعهم الزوجية الخارجية، وهو ما قد يدفع بعض الشجعان منهم للاعتراف وبعض المستهترين للانكشاف، وفي كلتا الحالتين النتيجة هي: خراب مالطة!".
سيترك بصمته على حياة الأسرة
ويضيف "الظاهري": "الأكيد أن فيروس "كورونا" اللعين مصرّ على العبث في كل شيء، فبعد أن أشبع الاقتصاد العالمي ركلاً وصفعاً وجلداً حتى طرحه أرضاً، سوف يعبث في حياة كل فرد بطريقته الخاصة، ومن نجا من تبعاته فقد فاز فوزاً عظيماً، فسلامتك وسلامة أفراد أسرتك من الإصابة بالمرض لا تعني أن شبح "كورونا" لن يترك بصمته على حياة الأسرة قبل أن يمضي".
تجاوز الأزمة
وينهي "الظاهري" متمنياً "لكل الأزواج الطيبين الستر والصمود وتجاوز هذه الأزمة الصعبة دون إصابات أو خسائر جانبية، وأوصيهم ونفسي بترديد الدعاء الشهير: (اللهم سلّم.. سلّم)".