ناقش مختصّون، اليوم الثلاثاء، بمعرض جدة للكتاب إشكالية هوية جمهورية العراق، ومدى إمكانية استعادة عروبته، في ندوةٍ حوارية بعنوان "عروبة العراق: الثقافة والهوية"، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض والتي أدارها الكاتب والإعلامي مشاري الذايدي، وشارك فيها كلٌّ من: الباحث السعودي كامل الخطي، والمفكر العراقي رحيم أبو رغيف، والباحث العراقي الدكتور رشيد الخيون.
وفي بداية الندوة، استشرف رحيم أبو رغيف، المستقبل بقوله: "إن العروبة متحققة، وإن ما يحدث هو حالة استلاب ثقافي عصف بالعراق، الأمر الذي أثار حفيظة المحيط العربي"، منوّهاً إلى أنه بعد تكوّن مشهد سياسي جديد في العراق، بعد عام 2003، والممثل من ركنين، هما أحزاب إسلاموية، والآخر قومي، لم يجرؤ أحد على أن يتصدى لولادة حزب له توجه عربي.
في المقابل، لفت الدكتور رشيد الخيون، إلى أن الحديث عن عروبة العراق لم يأت إلا وهناك مشكلة في الأساس، مشيراً إلى أن القومية العربية قبل 2003 قدمت بشكلٍ شرس، وقال "إن أي تغيير في النظام العراقي، سواءً كان ذلك بسقوطه، أم بتغيير توجهاته فإن ذلك سيؤثر بشكل كبير في العراق"، مشدداً على أن الطبقة الفاسدة تستقوي بالنظام الإيراني، وبالتالي سوف تسقط تلك الطبقة مع سقوط النظام الإيراني.
واستدعى "الخيون" تأثير دخول الفرس بأعداد كبيرة إبان فترة الخلافة العباسية، التي امتدت لـ 534 عاماً، منوّها بأن الصراع الحالي ليس فارسيًّا عربيًّا، لكنه إيراني عربي، كما لفت إلى تعقد المشهد في العراق والحاجة إلى زمن لإحداث التغيير.
واتفق كامل الخطي مع خطورة التدخل الإيراني في العراق، قائلاً: "إنه منذ عام 1979م وعروبة العراق تتعرّض لتهديد إيراني، وإن إيران لا عمق مذهبيًّا ولا عرقيًّا لها في العراق، لذا فهي تخطط لأن تدحرج كرة النار من الداخل العراقي إلى باقي الإقليم"، لافتاً إلى أن ثمة قبائل عربية زالت في الجزيرة العربية؛ لكنها مازالت موجودة في العراق، مثل خزاعة وربيعة وبني أسد، التي تؤكّد عمق عروبة العراق، ولم يحسن استغلال تأثيرها، مشيداً بحراك تشرين الذي أنشأ لنفسه مشروعية ذات مرجعية وطنية يتشرف بالانتماء إليها.