
في خطوة لافتة ضمن المسار العلمي والديني في المملكة، برز اسم الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان، بعد صدور أمر ملكي بتعيينه مفتيًا عامًا للمملكة العربية السعودية ورئيسًا لهيئة كبار العلماء، ورئيسًا عامًا للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء، بمرتبة وزير.
ولد الشيخ الفوزان عام 1354هـ (1935م) في بلدة الشماسية بمنطقة القصيم، ونشأ يتيم الأب في بيئة علمية بسيطة، بدأ فيها بتعلّم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة على يد الشيخ حمود بن سليمان التلال، ثم واصل تعليمه في المدرسة الحكومية بالشماسية، فالمدرسة الفيصلية ببريدة.
بدأ الشيخ مسيرته العملية معلّمًا، قبل أن يلتحق بالمعهد العلمي ببريدة، ثم كلية الشريعة بالرياض، حيث حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في الفقه، وتخصص في المواريث وأحكام الأطعمة.
وفي مساره الأكاديمي، عمل بالتدريس في المعهد العلمي، ثم كلية الشريعة، ثم الدراسات العليا بكلية أصول الدين والمعهد العالي للقضاء، الذي تولى إدارته لاحقًا، قبل أن يُعيّن عضوًا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء منذ عام 1412هـ.
عُرف الشيخ الفوزان بمشاركاته المنتظمة في برنامج "نور على الدرب"، وإمامته لجامع الأمير متعب بن عبدالعزيز بحي الملز بالرياض، فضلًا عن إشرافه على رسائل علمية، ومشاركته في لجنة الإشراف على الدعاة بالحج.
تتلمذ الشيخ على يد كبار العلماء، أبرزهم المفتي السابق الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبدالرزاق عفيفي، والشيخ عبدالله بن حميد، إضافة إلى عدد من علماء الأزهر الشريف.
وللفوزان مؤلفات علمية واسعة النطاق، من أبرزها: التحقيقات المرضية في المباحث الفرضية، وأحكام الأطعمة في الشريعة الإسلامية، والإرشاد إلى صحيح الاعتقاد، وشرح العقيدة الواسطية، والخطب المنبرية، إلى جانب مشاركات إذاعية ودروس علمية.
ويُعد الشيخ صالح الفوزان رابع من يتولى منصب المفتي العام للمملكة، بعد كل من المشايخ: محمد بن إبراهيم آل الشيخ، وعبدالعزيز بن باز، وعبدالعزيز آل الشيخ.