وصف الشيخ الدكتور عبدالسلام بن عبدالله السليمان، عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للفتوى، مَن يحجون بدون تصريح بأنهم يتعدون على إخوانهم الذين جاؤوا بشكل رسمي ونظامي لأداء الفريضة.
وأشار إلى أن الحج بدون تصريح يترتب عليه العديد من المفاسد والمضرات على الحجاج النظاميين، مؤكدًا في برنامج فتاوى على القناة السعودية أن الحج بتصريح هو من طاعة ولي الأمر، وفيه مصلحة. وأوضح أن من كان في نيته الحج ولم يستطع فإنه يدخل في حكم عدم المستطيع. وقال عن حكم من ينوي الحج دون تصريح: بحسب بيان هيئة كبار العلماء، لا يجوز للمسلم أن يحج بدون تصريح؛ لما يترتب على ذلك من المفاسد الكثيرة.
ورد الشيخ السليمان عمن يقول كيف يُمنع الناس من الحج ولم يكن ذلك في عهد النبي ﷺ أو الصحابة أو مَن بعدهم؟ بقوله: أعداد الحجاج قبل 50 أو 60 سنة لم تكن كبيرة، وكانت المشاعر المقدسة تستطيع احتواء واستيعاب الحجاج، كما كانت رحلة الحج إلى مكة المكرمة في الماضي تكتنفها المشقة والصعوبة الكبيرة.
وأشار إلى أن الدولة وضعت حدودًا ونِسبًا لعدد الحجاج من دول العالم؛ لأن المشاعر لا يمكن أن تستوعب الأعداد الكبيرة من الحجيج. مضيفًا: لذلك يجب ألا يقارن المسلم هذا الوقت بالماضي؛ فهناك طاقة استيعابية وقدرة محدودة للحرم والمشاعر لأداء الحج، ولو قدم إلى مكة مليون حاج بدون تصريح ستكون كارثة.
ولفت السليمان إلى أن مَن يأتون للحج بدون تصريح هم من يكررون الحج في كل سنة، ويأتون بحيل وغش وكذب، وربما رشوة؛ للوصول إلى مكة المكرمة.
وحذر من أن إصدار التصاريح المزورة لحملات الحج الوهمية أمرٌ خطير، وكل هؤلاء سيُحاسَبون أمام الله بكذبهم وغشهم، ولا يجوز للمسلم أن يؤدي عبادة ويرتكب كبيرة من كبائر الذنوب.
وبيَّن عضو هيئة كبار العلماء أن من مُنع من الحج بسبب النظام، أو في بلاد أخرى بسبب أمور سياسية، ولا يستطيع الخروج من بلده وفي نيته الحج، فهو دخل في حكم عدم المستطيع، ويدخل في قوله تعالى:
{وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}.